جامعات إدلب.. شراكات “جودة” أملًا بالاعتراف بالشهادات
عنب بلدي – حسن إبراهيم
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة “الإنقاذ”، العاملة في إدلب، حصول مجلس التعليم العالي في المدينة على اعتراف الرابطة الدولية لضمان جودة التعليم العالي (QAHE).
خطوة سبقتها، في السنوات الماضية، اعترافات وانضمام لجامعات وهيئات في الشمال السوري، وسط ظروف صعبة يعيشها الطلاب على المستوى الداخلي من أزمة سكن ومواصلات ورسوم، وعلى مستوى الاعتراف بالشهادة خارجيًا.
ما الاعتراف؟
في 16 من آذار الماضي، نشرت وزارة التعليم صورة عن اعتراف الرابطة المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية ديلاوير بالمجلس.
من جهتها، أعلنت الرابطة، في 2 من آذار الماضي، أنها توصلت إلى مذكرة تفاهم مع مجلس التعليم العالي في الشمال السوري، للاعتراف المتبادل والتعاون الاستراتيجي لتعزيز الاعتماد الدولي.
يشمل الاعتراف تبادل الخبرات العلمية والأكاديمية مع مجلس التعليم العالي، وتعزيز البحث العلمي والنشر والدراسات وثقافة ضمان الجودة بين الطرفين.
وجرى توقيع بروتوكول الشراكة والتعاون بين الطرفين لمدة ثلاث سنوات، ويتضمن ما يلي:
• تبادل الخبرات الإدارية والعلمية المشتركة في مجال ضمان الجودة، ودعم ضمان الجودة والاعتماد المؤسسي والبرامجي والمهني وبرامج التعليم عن بُعد.
• التقييم المشترك للبرامج التعليمية، وتبادل الخطوات التطبيقية لتقويم مؤشرات الأداء وتحسين نظم العمل لمؤسسات التعليم العالي.
• رفع مستوى الأداء الأكاديمي ومعايير التنمية المشتركة والمسؤولية الجماعية، والحفاظ على جودة مؤسسات التعليم العالي ومخرجات المنتجات التعليمية.
• تبادل الخبرات الإدارية من خلال معيار “الأيزو” لمؤسسات التعليم العالي.
وحصل مجلس التعليم العالي على شهادة اعتراف من الرابطة لمدة خمس سنوات من آذار 2023 إلى آذار 2028.
تُعرف “QAHE” عن نفسها بأنها منظمة مستقلة وخاصة ودولية، يتم تمويلها من خلال الرسوم المفروضة على خدمات الاعتماد الخاصة بها لمؤسسات التعليم العالي، وهيئات إصدار الشهادات، ومزوّدي نظام إدارة التعلم، ومنظمات التدريب.
رصيد مهني و”تدويل” الاسم
تشير حالة اعتماد “QAHE” إلى التزام المؤسسة بجودة التعليم الذي يتوافق مع المعايير الدولية، ويثري ملف المؤسسة المنتسبة على المستوى الدولي، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل قبول الطلاب ونسبة الاحتفاظ بهم.
وتقدم “QAHE” مستويات مختلفة من العضوية على مستوى الفرد (طالب، خريج، أستاذ)، وعلى مستوى تنظيمي (منظمات غير ربحية أو ربحية)، بصفتها منظمة “صديقة للبيئة”.
أمين مجلس التعليم العالي في إدلب، الدكتور محمود العاصي، قال لعنب بلدي، إن شهادة الاعتراف هي تشريع لعمل مجلس التعليم العالي ونشاطه، وتشريع لضمان الجودة التي يقدمها، خاصة أن جميع وكالات ضمان الجودة الدولية والمؤسسات الأكاديمية تعمل وفق معايير دولية تعتمد على تحسين أداء الجامعات والمجالس والمؤسسات التعليمية، وتطوير عملها عبر ورشات عمل وأبحاث ذات صلة وندوات وغيرها.
وأضاف العاصي أن مجلس التعليم العالي كان حريصًا خلال الفترة الماضية على الحصول على اعتمادات وشراكات دولية، ما ساعده في مسألة “التدويل الخارجي”، بمعنى أنه عُرف اسمه عالميًا من قبل شبكات ووكالات ضمان الجودة العالمية عبر نشاطه الخارجي العملي والعلمي.
ولفت العاصي إلى أن الاعتراف هو انضمام المجلس إلى التشريع الدولي، ومنظومة الأسرة الإقليمية والدولية العلمية، وبالتالي تشريع لعمله ولجميع الجامعات التابعة له عبر شراكات كهذه، ما يرفع من رصيده المهني، وهذا ينعكس إيجابيًا على الكوادر التعليمية والطلاب لاحقًا.
وعن الجهود والخطوات للحصول على الاعتراف قال العاصي، إن الطلبات المقدمة للحصول على الاعتراف لا تقاس بوقت معيّن، وإنما تتم دراسة الملف من قبل الجهات المعنية، ودراسة نشاطات وشراكات واعتمادات المجلس، ومذكرات التعاون الدولي مع مؤسسات تحسين ضمان جودة التعليم.
ويرى العاصي أن الاعتراف جاء بعد عملية تراكمية تجميعية لعدد كبير من النشاطات والنجاحات المتعلقة بضمان جودة التعليم.
ولفت العاصي إلى أن المجلس يسعى دائمًا إلى إرشاد وحث الجامعات المرخصة لديه على عقد شراكات وتوقيع بروتوكولات، والحصول على اعتمادات دولية، بما يحقق الفائدة للطلاب للوصول لاحقًا إلى مرحلة الاعتراف بشهاداتهم على جميع المستويات.
أمل باعتراف خارجي
في استطلاع رأي أجرته عنب بلدي ضم مجموعة من طلاب جامعة “إدلب” من مختلف التخصصات والكليات، اعتبر معظم الطلاب أن الاعتراف خطوة للأمام قد تساعدهم في المستقبل على تحقيق طموحاتهم على الصعيدين العلمي والعملي.
الطالبة في كلية الهندسة المعلوماتية هبة سفلو (24 عامًا) قالت لعنب بلدي، إن الاعتراف حفّز الطلاب على أمل متابعة الدراسات العليا والأبحاث العلمية، وتطوير أنفسهم وقدراتهم بالوسائل العلمية الحديثة مستقبلًا خارج سوريا.
من جهته، محمد عبلة (22 عامًا)، أحد طلاب كلية الآداب (قسم اللغة العربية) في جامعة “إدلب”، يأمل في أن يساعد هذا الاعتراف في الحصول على فرص عمل أو قبول خارجي لحملة شهادات جامعات الشمال السوري، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تشجع الطلاب على بذل المزيد من الجهد، لرفع مستواهم العلمي وقدراتهم.
وأعرب عدد من الطلاب عن قلقهم على مستقبلهم المهني في ظل انعدام فرص العمل، وانتشار البطالة، وغياب اعتراف رسمي بشهاداتهم العلمية، إذ لا يحظى طلاب الجامعات بمنح أو قبول في الجامعات الخارجية، وتقتصر على بعض المبادرات المؤقتة لتعزيز معرفتهم، منها ما أعلنت عنه جامعة “إدلب” في تموز 2022، بإرسال الخريجين الأوائل وعددهم 20 شخصًا من معهد اللغة التركية، لحضور دورة تدريبية مكثفة في معهد “يونس إمرة” بالعاصمة التركية أنقرة.
بلغت مدة الدورة التدريبية حوالي شهر، وهدفت إلى تعزيز المعرفة، وتزويد الخريجين بالمهارات والكفاءات اللغوية اللازمة لهم في سوق العمل، وتطوير مستواهم التعليمي والأكاديمي، إلى جانب فتح قنوات الاتصال مع مراكز البحث العلمي، والاستفادة من الخبرات الموجودة.
بدوره، قال الدكتور محمود العاصي، إن عمل الجامعات عمومًا هو تأهيل الطالب، وتزويده بالعلوم في جميع الكليات، كل حسب اختصاصه، وبالتالي صنع شخصية علمية تستطيع إثبات الذات في جميع الأماكن الخاصة بسوق العمل، بما يخدم جميع القطاعات للنهوض بها، وتحقيق الفائدة المرجوة من عمل الجامعات التي تقوم أساسًا على ربط الجامعة بالمجتمع وسوق العمل.
ولفت إلى أنه يتم التنسيق بين جميع المؤسسات العامة والخاصة، لتأمين حاجتها من الخريجين الجامعيين.
وأضاف أن هناك خطة لتوسعة نشاط المجلس بالحصول على الاعتمادات والاعترافات وخاصة الأوروبية، إذ تمت مراسلة عديد من الجهات الدولية الأوروبية في مجال ضمان الجودة، وتمت الموافقة المبدئية، ولكن ننتظر التأكيد الرسمي بعد استكمال متطلباتهم لتوقيع نهائي في مرحلة قريبة.
وفي حزيران 2022، أعلنت وزارة التعليم العالي في “الإنقاذ” انضمام مجلس التعليم العالي بإدلب إلى شبكة ضمان الجودة في آسيا والمحيط الهادئ (APQN)، وهي إحدى شبكات ضمان الجودة الخمس في العالم التي تعنى بتحسين ضمان الجودة للتعليم العالي.
ووفقًا لشهادة العضوية في موقع شبكة “APQN“، يشغل وزير التعليم العالي في حكومة “الإنقاذ”، سعيد مندو، منصب المدير التنفيذي لمجلس التعليم العالي.
وتعلن الجامعات في مناطق الشمال السوري بشكل دوري عن انضمامها لهيئات وكيانات دولية بعد أن تكون الجامعة قد استوفت الشروط المفروضة للانضمام، مثل جامعتي “إدلب” و”ماري الخاصة”، وأكاديمية “لايت هاوس” في إدلب، وجامعة “الزيتونة الدولية” في اعزاز بحلب، في تصنيف “Green Metric” الخاص بمؤسسات التعليم العالي.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :