أفرج “اللواء الثامن” عن اثنين من أصل خمسة معتقلين من أبناء بلدة المتاعية شرقي درعا، بعد أشهر على اعتقالهم إثر خلاف مع فرد من عائلتهم يقيم في الشمال السوري، ويشغل منصبًا قياديًا لدى “حركة أحرار الشام”.
الحادثة التي بقيت عالقة لأشهر، جاءت على خلفية اعتقال عنصر سابق في “اللواء”، في أثناء وجوده بالشمال السوري، وذلك بموجب دعوى قضائية رُفعت ضده، لاتهامه بقتل شخص تحت التعذيب من أبناء المتاعية في سجن يتبع لـ”اللواء”.
وقال أحد أفراد عائلة الكفري لعنب بلدي، إن “اللواء الثامن” أفرج، في 21 من آذار الحالي، عن سليمان ومحمد وجيه الكفري، ابني شقيق القيادي في “حركة احرار الشام” بالشمال السوري محمد الكفري.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بسلامته، أن “اللواء” لا يزال يتحفظ على ثلاثة أشقاء من العائلة نفسها، مشترطًا الإفراج عن عنصره السابق مصطفى المقداد من سجن “الشرطة العسكرية” في مدينة اعزاز لإطلاق سراحهم.
المصدر أضاف أن “اللواء” طلب من محمد الكفري عدم النشر عن القضية، وإزالة المنشورات السابقة، وعدم الإدلاء بتصريحات حول اعتقالهم كشرط للتفاوض معه.
وعلى الرغم من إسقاط الدعوى القضائية بحق العنصر السابق في “اللواء الثامن” مصطفى المقداد في مدينة اعزاز، أفرج “اللواء” عن اثنين فقط من أفراد العائلة.
وكان محمد الكفري رفع دعوى قضائية اتهم فيها المقداد بقتل شقيقه جعفر تحت التعذيب، بعد أن اعتقله “اللواء” خلال مداهمة المتاعية في تموز 2021، ما دفع “اللواء” لاعتقال أفراد من عائلته من المقيمين في درعا، لدفعه إلى سحب الدعوى.
ما أصل المشكلة
طارد “اللواء الثامن”، في تموز 2021، مطلوبًا له من بلدة الجيزة فرّ باتجاه بلدة المتاعية المحاذية لها شرقي محافظة درعا، وفي أثناء المطاردة، تعرض رتل “اللواء الثامن” لكمين أسفر عن مقتل اثنين من “اللواء” أحدهما قيادي.
وعقب الكمين، هاجم “اللواء” بلدة المتاعية بقوة عسكرية كبيرة، واعتقل عددًا من الأشخاص وأحرق بعض المنازل.
ومن بين المعتقلين جعفر الكفري، شقيق القيادي في “أحرار الشام” محمد الكفري، والذي توفي بعد اعتقاله نتيجة التعذيب، في مستشفى نُقل إليه بالعاصمة دمشق.
التطورات دفعت محمد الكفري إلى رفع دعوى قضائية بحق مصطفى المقداد، الذي انتقل إلى الشمال السوري عقب الحادثة، متهمًا إياه بالمشاركة في قتل جعفر وتعذيبه.
محمد الكفري، صاحب الدعوى القضائية، طالب بمبلغ قدره 45 الف دولار أمريكي لإسقاط الدعوى عن مصطفى المقداد، ما دفع “اللواء الثامن” لاقتحام البلدة مجددًا، في 5 من كانون الثاني الماضي، واعتقال خمسة من عائلة الكفري.
وقال والد المقداد في حديث سابق لعنب بلدي، إن ابنه كان عنصرًا في “اللواء الثامن”، لكن لا صلة له بمقتل جعفر الكفري.
اقرأ أيضًا: حكم قضائي في الشمال السوري يحرّك اقتحامًا لبلدة في درعا
ما “اللواء الثامن”
شُكّل اللواء الثامن على أنقاض فرقة “شباب السنة”، أحد أبرز فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام السوري، التي كانت تتخذ من مدينة بصرى الشام مقرًا لها.
وبعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، سلّم الفصيل بقيادة أحمد العودة سلاحه الثقيل من دبابات وعربات، واحتفظ بسلاحه المتوسط، وانضم مباشرة لـ”الفيلق الخامس” المشكّل من روسيا عام 2016.
وفي منتصف عام 2022، تخلّت روسيا عن دعمها لـ”اللواء”، وبات تابعًا بشكل كامل لإدارة “الاستخبارات العسكرية” في درعا، في حين ينفي قياديوه بشكل مستمر تلقيهم أي أوامر من استخبارات النظام السوري على جميع الأصعدة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد
–