دون قرار معلَن.. الخبز “السياحي” يرتفع للمرة الثالثة في القامشلي

  • 2023/03/26
  • 10:08 ص

مدنيون ينتظرون قرب منفذ بيع الخبز (براكية) في أحد أحياء مدينة القامشلي- ٢٠ من شباط 2023 (عنب بلدي/ مجد السالم)

عنب بلدي – مجد السالم

ارتفع سعر ربطة الخبز “السياحي” في مدينة القامشلي بالحسكة شمال شرقي سوريا، مؤخرًا، من 2000 إلى 2500 ليرة سورية، دون قرار رسمي، وهي الزيادة الثانية خلال ثلاثة أشهر، والثالثة خلال ستة أشهر.

وألقى ارتفاع السعر عبئًا ماليًا على عاتق الأهالي في المدينة التي يعتمد معظم سكانها على الخبز “السياحي”، بسبب رداءة نوعية الخبز المنتج في الأفران العامة التي تديرها “الإدارة الذاتية” والنظام السوري.

ارتفاع 25%

في 18 من آذار الحالي، رفعت الأفران سعر ربطة الخبز السياحي المكوّنة من سبعة أرغفة بوزن 600 غرام من 2000 إلى 2500 ليرة سورية، دون قرار رسمي برفع السعر من قبل “الإدارة الذاتية”.

وصرح مسؤول شعبة التموين وحماية المستهلك بالقامشلي التابع لـ”الإدارة الذاتية”، بنكين أحمد، في اليوم نفسه لإذاعة محلية، أن القرار “صدر بشكل رسمي بعد مطالبات من أصحاب الأفران السياحية”.

خالد الجميل (40 عامًا) من سكان القامشلي قال لعنب بلدي، إن ارتفاع سعر ربطة الخبز “السياحي” سيؤثر سلبًا على حياته وحياة أسرته، ويزيد من العبء المالي عليهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها المنطقة.

وأوضح خالد أنه على الرغم من امتلاكه بطاقة خاصة بمادة الخبز، يضطر بشكل شبه يومي لشراء الخبز “السياحي”، “لعدم كفاية المخصصات له” ولعائلته المكوّنة من خمسة أفراد، وذلك يعني أنه يحتاج إلى نحو 65 ألف ليرة سورية ثمنًا للخبز فقط شهريًا.

وأضاف، “أنا أعمل في القطاع الخاص، وراتبي لا يكفي لتأمين احتياجات عائلتي الأساسية، وارتفاع سعر الخبز سيصعب علينا توفير كل احتياجاتنا”.

صاحب محل مواد غذائية (بقالية) في القامشلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لعنب بلدي، إن تدهور قيمة الليرة السورية وارتفاع تكاليف إنتاج الخبز دفعا الأفران لرفع الأسعار.

ولفت إلى أن هامش الربح من بيع الخبز “السياحي” يعود على أصحاب المحال بمئة ليرة سورية عن كل ربطة، لذلك أوقف من جهته بيع مادة الخبز في محله مع ارتفاع سعرها، لأنها عملية “متعبة دون طائل”.

وفي كانون الأول 2022، رفعت “الإدارة الذاتية” سعر ربطة الخبز 500 ليرة، وبررت قرار الزيادة بارتفاع سعر الدولار، وحددت وزن ربطة الخبز بـ600 غرام بمقدار سبعة أرغفة، سبقه رفع السعر في أيلول من العام نفسه.

ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد مقابل الليرة السورية 7425 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بمراقبة سعر صرف العملات.

“المدعوم” غير متوفر

يوجد في مدينة القامشلي فرنان رئيسان، فرن “البعث” ويسيطر عليه النظام، وتباع فيه ربطة الخبز بوزن 1100 غرام بسعر “مدعوم”، وتحصل كل عائلة على ربطتين بموجب بطاقة خاصة بسعر 500 ليرة سورية للربطة، لكن “الفساد” يحول دون حصول العائلات على مخصصاتها “التي لا تكفي أساسًا”.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن الخبز يباع بعد تهريبه بالقرب من الفرن الآلي على عدة “بسطات” بنحو 3000 ليرة سورية (ما يعادل ستة أضعاف السعر المدعوم)، كما أن أغلب إنتاج الفرن يأخذه النظام إلى قطعه العسكرية وأفرعه الأمنية، ما يضطر السكان لشرائه من السوق السوداء، وعدم الوقوف في طوابير لساعات طويلة أمام الفرن.

الفرن الثاني الذي يقدم الخبز “المدعوم” هو فرن “تشرين” (الفرن الشرقي) الذي تسيطر عليه “الإدارة الذاتية”، ويوزع الخبز على “براكيات” (أكشاك) تشرف عليها “الكومينات” التابعة لـ”الإدارة”، بمعدل ربطة خبز واحدة فيها تسعة أرغفة لكل عائلة بسعر 500 ليرة، وذلك كل يومين بموجب بطاقات خاصة.

عبد السلام الحسين (30 عامًا) من القامشلي قال لعنب بلدي، إن نظام “الأكشاك” حل مشكلة الازدحام أمام الأفران، لكن نتيجة عدم كفاية الكميات المخصصة، وعدم انتظام أوقات التوزيع، تضطر عائلات “كثيرة” لشراء الخبز من الباعة بسعر 2500 أو 3000 ليرة، أو شراء الخبز “السياحي” بسعر 2500 ليرة سورية.

وفي 22 من شباط الماضي، قال فارس محمد طه من إدارة أفران القامشلي لصحيفة “روناهي” المقربة من “الإدارة الذاتية”، إنهم كانوا سابقًا يوزعون الخبز كل ثلاثة أيام، أما الآن فقد تحسنت عملية التوزيع، وأصبحت بشكل يومي، حيث يبدأ التوزيع من الأحياء الغربية وصولًا إلى الشرقية وبعض القرى التابعة للمدينة.

وبالنسبة لكمية الخبز، قال طه إنها تُحدد على أساس كمية الطحين التي تدخل الفرن، والتي تحددها المطحنة وتقدّر بـ25 طنًا بشكل يومي، مشيرًا إلى أن زيادة نسبة الطحين للفرن إلى ما يقدّر بخمسة أطنان، تغطي نقص توزيع الخبز.

وإلى جانب الأفران العادية و”السياحية”، توجد الأفران الحجرية التي تبيع رغيف الخبز الواحد بسعر يتراوح بين 1000 و1500 ليرة سورية، وهو من أغلى أنواع الخبز، ويحتفظ بجودته لمدة طويلة، ويكفي الرغيف لحالات الأفراد، ولا يمكن الاعتماد عليه للعائلات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الخبز يوميًا.

خبز الصاج بديل مكلف في الريف

تزداد المشكلة عند سكان الريف، إذ يوجد عدد قليل من الأفران، لذلك يوميًا يقصد المدينة العشرات من أبناء الريف لتأمين مادة الخبز من الأفران المنتشرة.

خليل السلمو (46 عامًا) من ريف القامشلي، قال لعنب بلدي إنه يشتري خبزًا لعائلته وعائلة شقيقه بنحو عشرة آلاف ليرة سورية يوميًا، يضاف إليها مصاريف أجرة الطريق بنحو أربعة آلاف ليرة.

وأضاف أنه حاول شراء مادة الطحين لصناعة خبز الصاج والاستغناء عن الأفران العامة والخاصة، لكن كيس الطحين بوزن 50 كيلوغرامًا بلغ سعره نحو 180 ألف ليرة سورية، وهو عاجز عن شرائه كونه عاطلًا عن العمل، ومصدر دخلهم الأساسي هو الزراعة التي عانت الجفاف خلال العامين الماضيين.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع