“هيومن رايتس”: منح اللاجئين إذن سفر محدود بتركيا “تعسفي”
قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، إن قرار تركيا منح اللاجئين المتضررين من الزلزال إذن سفر مدته 60 يومًا هو “قرار تعسفي”، ويجب أن تعلق القيود الزمنية إلى أجل غير مسمى.
وذكرت المنظمة في بيانها الصادر اليوم، الأربعاء 22 من آذار، أن هذا القرار يترك مستقبل الكثير من السوريين غير مؤكد، ويجعلهم غير قادرين على التخطيط لاحتياجاتهم على المدى الطويل.
وأضافت، أنه يجب على تركيا أن تعلق القيود الزمنية المفروضة على اللاجئين إلى أجل غير مسمى، بهدف التوطين طويل الأمد، ليكونوا قادرين على التخطيط لإعادة بناء حياتهم خارج المنطقة دون حواجز “تعسفية” إضافية لا يواجهها ضحايا الزلزال الآخرون.
الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين نادية هاردمان قالت، إن الحد الحالي البالغ 60 يومًا للاجئين السوريين الناجين من الزلزال، يتركهم في حالة من عدم اليقين، إذ يخشى الكثيرون من إجبارهم على العودة إلى ترتيبات الإسكان غير الملائمة في المحافظات المنكوبة، حسب قولها.
واعتبرت المنظمة، أن المهلة الزمنية “تعسفية بالكامل، وتخلق ضغوطًا مالية وعقلية غير ضرورية وغير مبررة على اللاجئين”.
وكانت رئاسة الهجرة التركية ألغت، في 7 من شباط، شرط استخراج إذن سفر “بشكل مؤقت”، بالنسبة للسوريين المقيمين في المناطق “المنكوبة” التي تعرضت للزلزال، للتنقل بين المدن، واستثنى القرار مدينة اسطنبول من الإلغاء، ليصدر بعدها قرار آخر يشمل المدينة مع تقليص المدة.
القرار الأول أشار إلى أن ولاية أسطنبول مستثناة منه، إذ يستمر تطبيق قوانين إذن السفر فيها، بينما تعتبر إقامة اللاجئ في مدينة أخرى قانونية لمدة 90 يومًا.
وأصدرت الهجرة التركية في 13 شباط، قرارًا محل القرار السابق، يسمح بسفر المتضررين إلى جميع الولايات التركية بدون استثناء، ولكن قلصت المدة الزمنية إلى 60 يومًا.
في الظروف العادية يمنع على السوريين منذ عام 2016 في تركيا مغادرة الولايات المسجلين فيها أو الإقامة في ولايات أخرى، دون إذن سفر صادر عن “إدارة الهجرة التركية”.
ويجد السوريون المقيمون في تركيا، وخاصة في الولايات الحدودية الجنوبية، صعوبة بالغة في الحصول على إذن سفر، وخاصة إلى ولاية اسطنبول التي تحاول السلطات التركية تخفيف وجود السوريين فيها.
السوريون في منطقة الزلزال
يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئًا، ويقيم ما يقارب نحو مليون و700 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي حصل فيها الزلزال مؤخرًا.
وتستضيف مدينة غازي عينتاب النسبة الكبرى في جنوبي تركيا، إذ تحتضن 452 ألفًا و189 لاجئًا، تليها مدينة هاتاي وعدد السوريين فيها 337 ألفًا، وأورفا 357 ألفًا، وأضنة 243 ألفًا.
ويعيش في كل من كهرمان مرعش وكلّس وأديامان والعثمانية وديار بكر وملاطيا حوالي 550 ألف لاجئ، بحسب أحدث احصائية صادرة عن “إدارة الهجرة التركية” في 2 من شباط.
وتأتي ولاية اسطنبول في المرتبة الأولى، باستضافة أعلى عدد من اللاجئين السوريين في تركيا، ويبلغ 536 ألف لاجئ.
وارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، في 20 من آذارالحالي، إلى 50 ألفًا و96 حالة وفاة، في أحدث إحصائية عن “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (أفاد).
وأوضح صويلو خلال مؤتمر صحفي في مركز تنسيق الطوارئ بولاية ملاطيا، الاثنين 13 من آذار، أن هناك 6660 أجنبيًا، النسبة الكبرى منهم سويون، من وفيات الزلزال.
كما بيّن وجود 1615 شخصًا من وفيات الزلزال، لم يتم التعرف على هوياتهم بعد.
اقرأ أيضًا: سوريون تائهون في تركيا.. تلاحقهم الهزات من كل جانب
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :