وصل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي ظهر اليوم الأحد، 19 من آذار، في زيارة رسمية حيث استقبله الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، قبل التوجه لقصر “الوطن” وبدء المحادثات.
وذكرت صفحة “رئاسة الجمهورية” على “فيس بوك” أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها و”التطورات الإيجابية” الحاصلة في المنطقة، وأهمية البناء عليها لتحقيق الاستقرار، كما تطرقت للتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
ووصف الأسد مواقف الإمارات بأنها كانت دائمًا “عقلانية وأخلاقية”، وأن دورها في الشرق الأوسط “إيجابي وفعال” لتقوية العلاقات بين الدول العربية.
ومن جهته أكد بن زايد على أهمية عودة النظام السوري لمحيطه العربي، و”بناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية”.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، عن بن زايد قوله، “أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة”.
ورافق الأسد في زيارته، زوجته أسماء الأسد، في زيارة تعتبر الأولى لها منذ 2011، استقبلتها زوجة الرئيس الإماراتي الراحل زايد بن سلطان، فاطمة بنت مبارك.
كما رافقه وزير الاقتصاد، سامر الخليل، ووزير الإعلام، بطرس الحلاق، ومعاون وزير الخارجية، أيمن سوسان، والقائم بأعمال السفارة السورية في أبو ظبي، غسان عباس.
وفي 12 من شباط الماضي، زار وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، دمشق حيث قابل الأسد لنقل التعازي وبحث تداعيات وآثار الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا.
وارتبطت زيارة الأسد لسلطنة عمان في 20 من شباط الماضي، مع تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قبلها بيوم، أشارت فيه إلى أن محطة الأسد التالية بعد السلطنة ستكون دولة الإمارات.
وسبقت هذه الزيارة بيوم واحد تصريحات صدرت عن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر “ميونيخ للأمن 2023″، أكد خلالها أن هناك إجماعًا عربيًا على أن الوضع الراهن في سوريا “لا يجب أن يستمر”.
وفي 18 من آذار 2022، زار رئيس النظام السوري الإمارات في أولى زياراته إلى بلد عربي خلال الثورة.
والتقى حينها نائب رئيس الدولة (الرئيس الحالي)، محمد بن زايد، ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وجرى خلال الزيارة التباحث بعلاقات البلدين وتوسيع دائرة التعاون الثنائي على الصعد الاقتصادية.
بعد يومين من زيارة روسيا
تأتي زيارة اليوم بعد يومين من عودة الأسد من زيارة لموسكو، امتدت لثلاثة أيام، قابل فيها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما أجرى مقابلات مع عدة قنوات روسية.
بحث الأسد مع بوتين، مجموعة ملفات سياسية واقتصادية، وبرز من خلال التصريحات المنقولة عنه عبر وسائل الإعلام الرسمية، تقديمه شروطًا غير مباشرة للحوار في إطار المبادرات الإقليمية التي ترعاها روسيا (في إشارة إلى مسار التقارب التركي مع النظام).
ومن خلال مقابلته مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، تحدث الأسد صراحة عن هذه الشروط “باستعادة كامل الحقوق السورية، واستعادة الأراضي المحتلة، واستعادة سيادة الدولة السورية كاملة”، معبرًا أنه الهدف من تقاربه مع تركيا.
وفي مقابلة أخرى مع وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي“، وصف الأسد، توسيع الوجود العسكري الروسي في بلاده بأنه فكرة جيدة، في حال كانت لدى روسيا رغبة بذلك.