“كلاسيكو” الإياب.. حسم معنوي أم مطاردة؟
عروة قنواتي
الليلة وفي “سبوتيفاي كامب نو” معقل النادي الكتالوني، يتصدّر “كلاسيكو” الأرض مشهد الأسبوع الأوروبي، المباراة اللاهبة والمميزة التي تشغل بال ملايين المتابعين والمشجعين في الكرة الأرضية، كيفما كان شكل المنافسة، وكيفما كان أسلوب المطاردة بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد.
“الكلاسيكو” الرابع هذا الموسم هو لحساب “إياب مسابقة الدوري- الأسبوع الـ26″، فقد سبقته ثلاث مواجهات في ذهاب الدوري ونهائي كأس السوبر وذهاب كأس الملك، ويتبقى بعد هذه الليلة “كلاسيكو” أخير للموسم الحالي في مطلع الشهر المقبل ضمن مسابقة كأس الملك في إطار إياب نصف النهائي. في المواجهات الثلاث قبل مواجهة الليلة، فاز الملكي في ذهاب الدوري، وخسر السوبر وذهاب نصف نهائي كأس الملك لمصلحة البارسا.
قبل يومين كانت قرعة دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، وظهر تشيلسي الإنجليزي خصمًا للريال في هذه الإقصائية، والفائز بينهما سيقابل الفائز من مواجهة بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي في نصف النهائي، أي أن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود، ولن يكون قليل المطبات والحفر في مشوار الملكي باتجاه النهائي. ما أريد قوله، إن لدى لسيد كارلو أنشيلوتي ما يشغل باله، بالإضافة إلى محاولة التوازن في مسابقة الدوري والكأس والمحافظة والمحاربة لأجل كل الحظوظ المتوقعة والمنطقية.
فوز الريال على البارسا مساء اليوم يقلص الفارق بين الفريقين إلى ست نقاط، وتصبح المطاردة على أشدها، ويظهر السيد تشافي مدرب البارسا مخنوقًا وحذرًا من أي سقوط خلال 12 جولة متبقية لنهاية الدوري بعد لقاء “الكلاسيكو”. من المبكر طبعًا أن نتحدث عن كأس الملك وإياب نصف النهائي، بما في ذلك حظوظ الريال الطبيعية بالتأهل للنهائي ووضع اللقب في الخزائن تعويضًا عن الإخفاقات التي واجهت وقد تواجه الفريق بما تبقى من بطولات الموسم الحالي.
تشافي مدرب برشلونة يعلم تمامًا أن الجماهير والصحافة والمتابعين ليسوا راضين تمامًا عن أداء الفريق في الأشهر الماضية، وعن الانتصارات التي تأتي “بشق الأنفس” وببراعة وصلابة حارس المرمى الألماني تير شتيجن، وأداء خط الدفاع الأسطوري في بعض المباريات، بالإضافة إلى رعونة مهاجمي الخصوم أحيانًا، التي جعلت السيد تشافي يتنفس الصعداء مرارًا وتكرارًا، وتكفلت بعدم قلب الطاولة في كثير من المواجهات خلال الدوري والكأس.
برشلونة يشاهد تمامًا ما يشغل بال النادي الملكي في منافسته وصراعه ضمن كل البطولات ودفاعًا عن حظوظه بكل المسابقات، برشلونة لا يلعب أوروبيًا ولا يشغل باله شيء بعد الهزيمة أمام مانشستر يونايتد في إقصاءات الدوري الأوروبي، وقد أنجز فوزًا مهمًا في ذهاب نصف نهائي كأس الملك، وسيعود لاستقبال ريال مدريد في “الكامب نو” مطلع الشهر المقبل.
إذًا، الفوز مساء اليوم لمصلحة برشلونة، وفارق الـ12 نقطة مع تبقي 12 جولة لنهاية الموسم يعني حسمًا معنويًا لبطولة الدوري، وراحة بال تخدم التجهيز والتحضير لنصف نهائي كأس الملك والذهاب للنهائي للقتال على اللقب الثالث هذا الموسم بعد السوبر والدوري، في موسم غير طبيعي في الأداء والثبات والنتائج لبرشلونة. يبدو الأمر مثيرًا أن يحصد السيد تشافي ثلاثة ألقاب محلية، وهو يشاهد غريمه يناضل من أجل اللقب الأوروبي فقط، الذي لربما يذهب إلى فريق آخر فيكون الإحراج من نصيب كارلو أنشيلوتي حين يخرج “صفر ألقاب”.
المواجهة مساء اليوم تحتمل بقاء فارق النقاط التسع بين الفريقين بحالة التعادل أو الحسم المعنوي السريع للمسابقة بفوز البارسا، أو المطاردة المستمرة بفوز الملكي، “كلاسيكو” الأرض يفتح ذراعيه لمعركة كروية من الطراز الرفيع هذا المساء، فهل يسهل تشافي المهمة على نفسه وعلى فريقه وجماهيره دون فلسفة؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :