تميز الفيلم الحائز على سبع جوائز “أوسكار” بقصته التي تناولت عالم الأكوان المتعددة من زاوية الأشخاص العاديين، بعيدًا عن أبطال قصص “مارفل”، وما زاد من بريقه، المؤثرات البصرية والتسارع الحركي الذي يفقد المشاهد تركيزه أحيانًا.
يختبر الفيلم النظرية الجذابة لهروب الشخصية من واقعها القاتم إلى عالم مختلف تمامًا، ومخاطر هذه الفرصة، لكن العمل يخبرنا أنه بغض النظر عن الاختيارات التي نتخذها في الحياة، حتى لو حوّلنا ما لدينا من أحلام إلى حقيقة في حياة أخرى، فإن المصير سيبقى ذاته في النهاية.
تدور أحداث الفيلم الأمريكي حول عائلة من المهاجرين الصينيين داخل الولايات المتحدة، مؤلفة من الأم والزوجة “إيفيلين” وزوجها “وايموند” وابنتهما “جوي”، وتجد “إيفيلين” نفسها مقحمة في مغامرة كونية، بحيث تنتقل بين نسخها الشخصية داخل الأكوان الموازية، وتستحضر قوتها لتنفيذ مهمة خطيرة لإنقاذ العالم.
تبدأ المغامرة حين يتعرض زوجها لنوبات مفاجئة تجعله يتصرف بشكل غريب على غير عادته، ليتضح بعد ذلك أن هذه النوبات هي نسخته في كون آخر، تتلبس زوجها لتعرّف الزوجة إلى طبيعة المهمة، وتعلمها تقنية القفزات الكونية التي توفر لها إمكانية التنقل بين نسخها في الأكوان المختلفة.
ضمن حياة “إيفيلين” تظهر عائلة غير سعيدة ومفككة بُنيت على زواج مصلحي مع زوج عنيد وساذج يرى الجانب المشرق في كل موقف، لكنه بسبب تعاسته أيضًا يحاول أن يستجمع شجاعته ليعطيها أوراق الطلاق.
وعلى الرغم من أن اسم ابنتهما يعني الفرح (جوي)، فإنها بعيدة كل البعد عن اسمها، مع عدم اعتراف “إيفيلين” بعلاقة ابنتها الشاذة مع صديقتها.
وتخضع مغسلة الملابس الخاصة بالعائلة للتدقيق من قبل مصلحة الضرائب، التي تلعب فيها الممثلة الأمريكية جيمي لي كيرتس دور موظفة المصلحة متعددة الشخصيات، بحسب نسخها الكونية المختلفة.
وتستمد المغامرة حبكتها من محاولة “إيفيلين” إنقاذ العالم من الثقب الأسود الذي يمكن أن ينهي جميع الأكوان المتعددة، بقيادة الشخصية الشريرة “جوبو توباكي”، المتلبسة بجسم ابنتها.
في النهاية، يخبرنا فيلم “Everything Everywhere All at Once” أنه بغض النظر عن الكون الذي أنت فيه، فإن الحب هو الذي يحل كل المشكلات، فلا قوة أعظم من قوة الحب.
أدت الممثلة الماليزية ميشيل يوه دور شخصية “إيفيلين”، ونالت من خلالها جائزة أفضل ممثلة في “أوسكار”، كأول آسيوية تفوز بالجائزة في هذه الفئة.
وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد للممثل الفيتنامي كي هوي كوان، عن دوره بشخصية “وايموند” في ذات الفيلم، كما فازت الممثلة الأمريكية جيمي لي كيرتس بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، بعد أدائها اللافت لشخصية الموظفة المدنية.
ونال طاقم عمل الفيلم أيضًا جوائز شخصية، إذ حصل دانيال شينرت ودانيال كوان على جائزة “أوسكار” في فئة أفضل مخرج، وتسلّما أيضًا جائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل “مونتاج”.
صدر العمل في نيسان 2022، بميزانية 25 مليون دولار، وتجاوزت أرباح بيع التذاكر 109 ملايين دولار.
وحسب موقع “IMDb” المتخصص بتقييم الأفلام والمسلسلات، وصل عدد من قيّموا الفيلم إلى 367 ألفًا، وحصل على تقييم 7.9/10.