“تيك توك”.. مخاوف دولية من استغلال صيني
حظرت عدة دول أحد أبرز تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي “تيك توك”، واختلفت أسباب الحظر من بلد إلى آخر، إلا أن الأسباب جميعها متجذرة في المخاوف المتعلقة بخصوصية المستخدم والأمن القومي وانتشار المعلومات المضللة.
أسباب الحظر
أحد الأسباب الرئيسة لحظر الدول للتطبيق هو التهديد المحتمل الذي يشكّله على الأمن القومي، إذ أثار التطبيق مخاوف دول عديدة بشأن علاقته بالحكومة الصينية، وإمكانية جمع البيانات عبر المستخدمين.
الرئاسة الأمريكية في مذكّرة نقلتها وكالة “رويترز” للأنباء، أوضحت أن مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض أمر كل الإدارات والوكالات التابعة للحكومة الفيدرالية، بأن تطبّق خلال 30 يومًا الحظر الذي فرضه قانون أقرّه “الكونجرس”، في نهاية كانون الأول 2022، ومنع بموجبه تثبيت التطبيق الصيني على أي جهاز أو هاتف تابع للحكومة، بسبب خطره على الأمن القومي الأمريكي.
أعقبه إعلان رئيس الوزراء البلجيكي، دي كرو، في 10 من آذار الحالي، حظر تثبيت التطبيق المملوك من شركة “بايت دانس” على أجهزة المسؤولين الفيدراليين.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أعرب المشرّعون والمنظمون في الغرب عن قلقهم المتزايد من أن “تيك توك” وشركته الأم “بيت دانس”، يضعان بيانات المستخدم الحساسة، مثل معلومات الموقع، في أيدي الحكومة الصينية.
وأشاروا إلى القوانين التي تسمح للحكومة الصينية بالمطالبة سرًا ببيانات من الشركات والمواطنين الصينيين، هدفها جمع المعلومات الاستخبارية.
من جانب آخر، فرضت تركيا غرامة مالية على التطبيق بقيمة 93 ألف دولار أمريكي، بسبب عرضه المعلومات الشخصية للأطفال، وجمع البيانات غير المصرح بها، وانتهاك القانون، بحسب وكالة “الأناضول” الإخبارية.
جاء ذلك في تحقيق أجرته تركيا بعد شكاوى من المستخدمين، وتبيّن أن التطبيق أجرى تحديثًا في كانون الثاني 2021، وقام بتغيير إعدادات الخصوصية الافتراضية لحسابات المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا.
لا يقتصر الأمر على تعرّض المعلومات الشخصية للخطر، بل يشمل توجيه الرأي العام والتحكم به، إذ صرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، في 8 من آذار الحالي، أن من المحتمل أن تستخدم الحكومة الصينية “تيك توك” للتحكم في بيانات ملايين الأشخاص لتوجيه الرأي العام والتحكم به في حال غزت الصين تايوان.
ويعد انتشار المعلومات الخاطئة على التطبيق مصدر قلق آخر بالنسبة للدول، إذ يتيح التطبيق مشاركة مختلف أنواع المعلومات وتضخيمها بسرعة هائلة، ما يؤدي إلى انتشار معلومات كاذبة ونظريات يمكن أن تكون خطيرة ومضرة.
تدابير “تيك توك” الجديدة
أكدت إدارة التطبيق الصيني منذ فترة طويلة أنها لا تشارك البيانات مع الحكومة الصينية، وأن بياناتها غير محفوظة في الصين، وهو ما يتناقض مع الاتهامات المرتبطة بجمع التطبيق بيانات مستخدمين أكثر من شركات التواصل الاجتماعي الأخرى.
وفي محاولة لمعالجة المخاوف الأمنية المتزايدة من الحكومات في جميع أنحاء العالم، وضع “تيك توك” تدابير جديدة لحماية بيانات المستخدمين في أوروبا.
قالت الشركة، إن نظامها لأمن البيانات الأوروبي، المعروف باسم “بروجيكت كلوفر”، سيشهد فتح مركزين للبيانات في دبلن، وآخر في النرويج، لتخزين مقاطع الفيديو والرسائل والمعلومات الشخصية التي أنشأها 150 مليون مستخدم أوروبي للمنصة، بحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
ومن أجل حماية بيانات المستخدمين الشخصية على “تيك توك”، يمكنهم استخدام البرنامج دون تسجيل الدخول، ويقتصر ذلك على مشاهدة الفيديوهات فقط من دون إمكانية التفاعل على المنشورات الموجودة على التطبيق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :