قالت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، إن الولايات المتحدة شهدت “ارتفاعًا حادًا” بالحركة الجوية العسكرية الروسية في سوريا خلال آذار الحالي.
وفي جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، نقلتها شبكة “CNN” الأمريكية، مساء الخميس 16 من آذار، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، “إن المقاتلات التي تستهدف المواقع الأرضية حلّقت فوق قواعد أمريكية في محاولة منها للاستفزاز”.
واعتبر كوريلا التحليق الروسي غير متوقع “من قوى جوية محترفة”، وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا “التحليق العدواني جديدًا”، أجاب كوريلا بالنفي، لكن لوحظ ارتفاع حاد منذ بداية آذار الحالي تقريبًا في سوريا.
وأضاف، “ما نراه، أيضًا، زيادة مؤخرًا في السلوك غير الاحترافي وغير الآمن من القوات الجوية الروسية في المنطقة”، وتأتي تعليقات كوريلا بعد يومين من مضايقة مقاتلات روسية مسيّرة أمريكية خلال تحليقها فوق البحر الأسود، حيث شابهت التصريحات الأمريكية لتلك المقاتلات، التوصيفات لنظيرتها في سوريا.
وفسر كوريلا التصرفات الروسية بأنها وسيلة “لإعادة التفاوض بشأن بروتوكولات انعدام النزاع، التي يخرقونها كل يوم”.
ورصدت عنب بلدي، عبر مراصد محلية، زيادة ملحوظة في عدد الطائرات الروسية التي أقلعت من عدة مطارات عسكرية في سوريا، مقارنة بشباط الماضي.
وفي مؤتمر صحفي، في 15 من آذار الحالي، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة تشهد “نمطًا عدوانيًا ومليئًا بالمخاطر، وغير آمن من الطيارين الروس في الأجواء الدولية”.
في حين قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، الذي كان برفقته في المؤتمر، “إن الولايات المتحدة تعمل على تحليل نمط السلوكيات الروسية لتحدد بالضبط المسار التالي”، مشيرًا إلى أن هذه “السلوكيات” لا تستهدف الولايات المتحدة فحسب، بل أيضًا المملكة المتحدة ودولًا أخرى.
تحذيرات سابقة
في 7 من آذار الحالي، قال نائب قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، للصحفيين تعليقًا على الطيران الروسي في سوريا، “إن الطائرات الروسية تطير في المجال الجوي الذي يفترض اسميًا، بموجب بروتوكولات عدم التضارب، أن يكون في المكان الذي نعمل فيه بشكل أساسي وليس فيه الروس”.
دفعت الطلعات الجوية مرارًا وتكرارًا المسؤولين العسكريين الأمريكيين إلى الاتصال بنظرائهم الروس في سوريا عبر خط هاتفي مشترك لمنع التضارب، وهي عملية مصممة لتقليل مخاطر الاشتباكات العدائية بين القوتين العسكريتين.
وأوضح غرينكويتش أن الروس يقدمون احتجاجًا مضادًا وشكاوى ضد الأمريكيين في نفس الوقت.
وتملك الولايات المتحدة حوالي 900 جندي في سوريا ضمن قاعدتين منفصلتين (التنف، حقل العمر)، للمشاركة في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتتعرض هذه القواعد لهجمات متواترة من طائرات مسيّرة، أو ضربات صاروخية، أحدثها في 13 من آذار الحالي، حين أعلنت “سينتكوم” عن تعرض قاعدتها العسكرية في حقل “العمر” النفطي شرقي سوريا لاستهداف بصاروخين دون معلومات عن أضرار بشرية أو مادية.
ويدعو قادة روسيا وإيران والصين، وانضمت إليهم تركيا في تموز عام 2022، أمريكا لسحب ما تبقى من قواتها العسكرية من سوريا.
–