بحث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 15 من آذار، مجموعة ملفات سياسية واقتصادية، في ثاني أيام زيارته إلى روسيا.
وقدّم الأسد خلال جولة المباحثات الموسعة التي أعقبت لقاء بروتوكوليًا جمعه ببوتين، شروطًا غير مباشرة للحوار في إطار المبادرات الإقليمية التي ترعاها روسيا (في إشارة إلى مسار التقارب التركي مع النظام).
وأكد الأسد أن سوريا لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة، على رأسها الاستمرار بمكافحة “الإرهاب”، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وجرى التوافق على أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، مع تثمين وقوف موسكو في مواجهة “محاولات الضغط على دمشق”، عبر ملف الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وركّزت المباحثات في الشأن السياسي على التغيرات والتطورات التي يشهدها العالم، وأهمية الاستمرار في بناء تحالفات وشراكات بين الدول التي تجمعها مبادئ ومصالح مشتركة.
كما رحب الطرفان بإعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، في خطوة اعتبر أنها تنعكس إيجابًا على المنطقة.
“مرحلة جديدة”
خلال اللقاء البروتوكولي بين بوتين والأسد قال الأخير، إن الزيارة الحالية إلى روسيا ستمهد لمرحلة جديدة في العلاقات السورية- الروسية على كل المستويات، وستحقق نتائج حقيقية يمكن البناء عليها للمرحلة المقبلة في العلاقات بين البلدين والشعبين.
وأضاف الأسد أن اللقاءات بين مسؤولي البلدين لا تنقطع، لكن التغيرات الدولية خلال عام 2022 تتطلب هذا اللقاء، لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة.
وأبدى الأسد دعمًا للغزو الروسي لأوكرانيا، معتبرًا ذلك حربًا ضد “النازية التي يحكمها الغرب”، ومشيرًا إلى ضرورة “إعادة التوازن إلى العالم اليوم، وإلا سيتجه نحو الانفجار والدمار”.
وقال الأسد لبوتين، “أريد أن أستغل هذه الزيارة الأولى لي بعد بدء الحرب في أوكرانيا، لأجدد موقفنا الثابت في دعم الموقف الروسي بهذه الحرب ضد النازية القديمة الجديدة”.
من جهته، أوضح بوتين أنه على اتصال مستمر مع الأسد، وأن العلاقات بين دمشق وموسكو تتطور، لافتًا إلى أن الزلزال فاقم الوضع الإنساني، وأن روسيا تساعد بكل وسيلة ممكنة في التخلص من تبعات الزلزال.
اجتماعان على مستوى الخارجية والدفاع
وعلى هامش الزيارة، عقد وزيرا خارجية النظام وروسيا مباحثات ثنائية تناولت المسارات التي تقترحها موسكو سياسيًا، مع التأكيد على أن أي مسار سياسي يجب أن يحقق الشروط التي ذكرها الأسد.
ووفق بيان للخارجية الروسية عقب المباحثات، فإن كبار الدبلوماسيين ناقشوا الوضع في سوريا، مشيرين إلى التطورات الإيجابية، والزخم المتزايد، في إعادة العلاقات المتعددة الأبعاد لدمشق مع “العواصم العربية الرائدة”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
إلى جانب ذلك، عقد وزيرا دفاع الجانبين محادثات أكدت الاستمرار بـ”مكافحة الإرهاب” في سوريا، حتى تحرير الأراضي السورية كافة، وفق “سانا”.
وبدأ الأسد، مساء الثلاثاء، زيارة إلى موسكو، هي الخامسة خلال الثورة السورية، بعد أربع زيارات سابقة أحدثها منتصف أيلول 2021.
وعلى خلاف زياراته السابقة إلى روسيا، حظي الأسد باستقبال رسمي في مطار “فنوكولفا” الدولي، حسب البروتوكول الروسي المعمول به باستقبال الرؤساء، وأجرى اليوم، قبل اللقاء مع بوتين، زيارة إلى ضريح “الجندي المجهول” في موسكو، وفق المراسم المعمول بها في روسيا.
وتأتي الزيارة في ظل مساعٍ تقودها موسكو لعقد لقاء رباعي بين نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا ووسيا، أمام حالة “تمنع” من قبل النظام، الذي يرهن مشاركته باللقاء الرباعي بالحصول على ضمانات تركية بالانسحاب من شمال غربي سوريا.
–