استعادت روسيا 56 طفلًا من مخيمات شمال شرقي سوريا، ضمن اتفاق لإعادة 200 طفل روسي آخرين إلى بلادهم قريبًا، مع “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على المخيمات عبر ذراعها العسكرية “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأعلنت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل، ماريا لفوفا بيلوفا، للصحفيين لدى عودتها من سوريا عن الاتفاق مع “الإدارة الذاتية” قائلة، “أصبحت مفاوضاتنا أفضل بشكل متسارع، بينما مجموعات الأطفال العائدين تصبح أكبر، ونأمل بشدة أن يستمر هذا التعاون الوثيق”، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية اليوم، الاثنين 13 من آذار.
وبحسب بيلوفا، فإن 56 طفلًا وصلوا معها من سوريا، مساء الأحد 12 من آذار، سوف يخضعون لإعادة التأهيل لعدة أسابيع، ثم سينقلون إلى عائلاتهم في 16 منطقة روسية، مشيدة بجهود السلطات المحلية التي تفاوضت معهم على عودة الأطفال الروس.
وخلال اجتماع سبق الاستعادة لبيلوفا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتهمت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل، الولايات المتحدة بالضغط على “الإدارة الذاتية” لمنعها من تسليم الأطفال لها، قبل التوصل إلى الاتفاق لاحقًا لتسهيل عودة 69 طفلًا إلى روسيا.
وتعليقًا على حديثها، أمر بوتين بمواصلة العمل مع “الإدارة الذاتية” قائلًا، إن “التفاوض معهم أسهل من التفاوض مع الأمريكيين”، وفق ما نقلته الوكالة.
وكان نائب رئيس سلاح الجو الروسي في سوريا، أوليغ غورينوف، أعلن أن وفدًا روسيًا برئاسة بيلوفا أعاد إلى روسيا 56 طفلًا من مخيمات شمال شرقي سوريا، من أبناء مقاتلين روس انضموا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
من جانبها، قالت “الإدارة الذاتية”، في 11 من آذار الحالي، إنها سلمت، عبر دائرة العلاقات الخارجية التابعة لها، 49 طفلًا يتيمًا روسيًا من عوائل التنظيم إلى وفد روسي رسمي، برئاسة بيلوفا، وفق ما نقلته وكالة “هاوار“.
وقالت بيلوفا خلال لقائها نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة”، روبيل بحو، “إن حكومة روسيا ستواصل جهودها لاستعادة الأطفال في المخيمات خلال الفترات المقبلة بهدف استعادة كل الأطفال الروس الموجودين في سوريا”.
من قبلها السودان
في 9 من آذار الحالي، سلّمت “الإدارة الذاتية” امرأتين وثلاثة أطفال من عوائل تنظيم الدولة إلى وفد سوداني ترأسه القائم بأعمال السفارة السودانية في دمشق، طارق عبد الله علي محمد، وفق وثيقة تسليم رسمية بين الطرفين.
وخلال اللقاء، دعت “الإدارة الذاتية” الدول العربية ودول الخليج للتعاون واستعادة مواطنيها الموجودين في مخيمات شمال شرقي سوريا.
وفي 22 من تموز 2022، استعادت روسيا 11 طفلًا روسيًا من عائلات التنظيم على متن طائرة لوزارة الدفاع الروسية من المخيمات الخاضعة لسيطرة “قسد”.
ومنذ كانون الأول 2018، أُعيد أكثر من 385 طفلًا روسيًا من مناطق النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، مع إعداد وثائق لاستعادة 137 طفلًا آخرين، بينما لا يزال يوجد أكثر من ألف طفل في قاعدة بيانات الأطفال المطلوبين من قبل مواطنين روس في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما نشرته وكالة “إنترفاكس” الروسية.
بدأ العمل بتحديد أماكن وجود المواطنين الروس القصّر بالعراق وسوريا وإعادتهم إلى أوطانهم في صيف عام 2017.
ويعيش في مخيمي “الهول” و”الروج” شمال شرقي سوريا، حيث تُحتجز عوائل عناصر التنظيم، نحو 7300 قاصر من 60 دولة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب نحو 1800 طفل عراقي.
–