هل يعلن الباريسي نهاية مشروعه؟

  • 2023/03/12
  • 3:10 م

لاعب باريس سان جيرمان ليونيل ميسي ولاعب باريرن ميونيخ الالماني توماس مولر في مباراة دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا-8 من آذار 2023 (Getty Images/ bavarian)

عروة قنواتي

ما بال السنة الجديدة تقتحم بنا طرق الحزن وممرات الفضائح في عالم الرياضة هنا وهناك، بحسب تصنيف الفضائح وعناوين الحزن وتدرجها، بأقل الصدمات وأضخمها. طبعًا في حياتنا ما هو فضيحة رسمية بكل معنى الكلمة، وفضيحة مجازية تطلق على الهزائم التاريخية ونقاط التحول غير المتوقعة بمسيرة نجوم أو أندية أو بطولات.

لن نخوض اليوم في حديث الشارع حول أشرف حكيمي وتهمة الاغتصاب الموجهة له في فرنسا، فالأمور والحيثيات ما زالت في نقطة البداية، والقضاء لم يدخل إلى خط القضية، ولن نمر حاليًا على قضية نادي برشلونة المتعلقة بمزاعم دفع رشوة لشركة يمتلكها إنريكيز نيغريرا، نائب رئيس لجنة الحكام السابق في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، فالقصة أيضًا لم تُحسم، ولا نعرف أبعادها بكامل التفاصيل، مر الوقت للحديث عن سباعية الريدز في مرمى مان يونايتد وأصداء الهزيمة الثقيلة، فأين نذهب بالبوصلة ضمن بوابة الفضائح والتراكمات؟

مشروع نادي باريس سان جيرمان الذي بدأت تتضح ملامح التصدع فيه، وكأن زلزالًا قض مضجع المشروع فأحدث شرخًا وشقوقًا غير مفهومة، لم تكن مستبعدة، وكان هنالك من يحذر من مشهد حدوثها ولكنها ليست مفهومة من ناحية الاستعداد والتحضير والوعود والمبالغ الضخمة التي صُرفت لأجل هذا المشروع خلال عقد من الزمان وحتى اليوم.

محليًا لم يعكر صفو “بي إس جي” (P,S,G) سوى نادي ليل خلال عقد من الزمان، وفيما تبقى كانت السيادة والريادة في الدوري لأبناء حديقة الأمراء، نحن هنا نتحدث عن دوري أبطال أوروبا وحلم النجمة الأولى على القميص الذي سقط مجددًا في فخ الفريق البافاري الألماني فخطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي ورمى بالباريسيين من الدور ثمن النهائي، نفسه الدور الذي خرج به أصدقاء ميسي ومبابي ونيمار أمام ريال مدريد في الموسم الماضي.

عشر سنوات لم يصل فيها الفريق الباريسي إلى المباراة النهائية سوى مرة واحدة، وخسر فيها التتويج بفترة وباء “كورونا” أمام بايرن ميونيخ بهدف دون رد، والدور نصف النهائي للبطولة مرة واحدة، وخسر البطاقة لمصلحة مانشستر سيتي الإنجليزي، فيما كان ضيف الدور ربع النهائي أربع مرات والدور ثمن النهائي أربع مرات.

عشرة مواسم بلا نجمة أوروبية وبمرور ثلة من أكبر نجوم العالم في الفريق لسنوات، هذا الموسم هو الثاني للنجم ليونيل ميسي برفقة النجمين كيليان مبابي ونيمار وداخل كوكبة من المميزين أمثال: فيراتي، ماركينيوس، دوناروما، راموس، حكيمي، كيمبيمبي، وقبل ذلك كان هناك كافاني، إيكاردي، دي ماريا، نافاس، إبراهيموفيتش، وعدد من المدربين هم توخيل، لوران بلان، بوتشيتينيو، أوناي إيمري، وجالتيير، وماذا علينا أن نستعرض أكثر؟

بشكل أو بآخر، حال سان جيرمان تشابه حال مانشستر سيتي الإنجليزي من ناحية عدم الحصول على النجمة الأولى في دوري أبطال أوروبا وإغداق المبالغ الضخمة والصفقات التاريخية، ولكن يبقى لمنافسات إنجلترا ووضع السيطرة الكروية فيها طعم ونكهة خاصة تستوجب الصبر أحيانًا على المشروع مهما كانت الصدمات قوية فيه من النافذة الأوروبية، ومن ثم نحن بحاجة لنراقب ما تبقى من موسم السيتي لنعرف أي حصاد سيخرج به.

لطالما تحدث خبراء كرة القدم والنقاد بعيدًا عن التسويق والنظرية الاقتصادية والمرابح الضخمة التي تأتي من بوابة صفقات النجوم، بأن تكديس اللاعبين المميزين بشكل “البلاي ستيشن” قد يأتي بأضرار لا تُحمد عقباها وخلافات كبرى وفراغ إداري في غرفة الملابس، و شكل المدربين في السنوات الأخيرة يدل على هذه المصيبة مع الاحترام لتاريخ السيد جالتيير والسيد بوشيتينيو، ولكن المستوى الهزلي للفريق في العامين الماضيين خلال دوري أبطال أوروبا كان واضحًا وفاضحًا، حتى لو كان الخصم ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، الفريق الباريسي يشعر وكأنه في مباراة أساطير خيرية، أو في مئوية أحد الأندية الكبرى.

في الوقت الذي تتردد به عناوين وأصوات حول رحيل سريع للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خارج أسوار الفريق هذا الصيف، وأخبار بأن كيليان مبابي قد لا يكون ضمن أوراق الفريق الرسمية الموسم المقبل، وبدء التفكير الجدي بإيجاد بديل لنيمار البرازيلي المصاب في كل موسم، والتضحية بصفقات لم تقدم للفريق الأول سوى “البريستيج”، هذا إن لم تثبت القضية على أشرف حكيمي أيضًا، ووقتها عليه الانفصال عن النادي الباريسي، فماذا تبقى من مشروع سان جيرمان؟

مشروع باريس بحاجة إلى تدعيم فني وعلى مستوى المهارات بعيدًا عن “البريستيج” والمرابح الاقتصادية، بحاجة إلى كادر فني وتدريبي وإداري يضبط غرفة خلع الملابس ويبدأ بعلاج التصدعات، لماذا لا يتم صرف بعض المبالغ الطائلة على اللاعبين الشباب لمدة موسمين أو ثلاثة مواسم، لربما ينجح قادة المشروع بإدارة المركب الباريسي للوصول إلى شاطئ الأمان دون أضرار أو على الأقل بأضرار معقولة.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي