د. أكرم خولاني
يُستخدم خل التفاح لإعطاء نكهة لذيذة للأطعمة، كما يُستخدم لأغراض أخرى كحفظ المأكولات، وتعقيم الخضراوات والفواكه، وتعقيم الأسطح المختلفة، وله فوائد صحية، فهو يُستخدم علاجًا منزليًا لبعض الأمراض والوقاية منها، مع أن العديد من فوائده غير مدعومة بالبحث والدراسات.
ما خل التفاح
“الخل” بالإنجليزية (Vinaigre)، وأصول هذه الكلمة تعود إلى اللاتينية، وهي مشتقة من كلمتين: “Vinum” التي تعني النبيذ، و”Aigre” التي تعني الحامض.
وبالنسبة لخل التفاح، فهو في الغالب عصير تفاح، يُخمّر عبر إضافة الخميرة التي تحول السكر الموجود في العصير إلى كحول، تحوله الجراثيم إلى حمض الأسيتيك الذي يعطي الخل طعمه الحامض ورائحته القوية.
ويتكون خل التفاح بنسبة 94% من الماء، والبقية مجموعة من المواد والعناصر والمركبات والأحماض التي تمنحه الطعم اللاذع والرائحة القوية، وتتضمن مكوّناته:
- البكتين (Pectin).
- بعض الفيتامينات مثل: “B1″، و”B2″ و”B6” والبيوتين وحمض الفوليك والنياسين وفيتامين “C”.
- كميات بسيطة من المعادن، مثل الصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنيزيوم.
- الجراثيم والأحماض اللبنية، وحمض الستريك، وحمض الماليك، وهو ما يُعرف باسم حمض التفاح.
ويوفر خل التفاح ما يقارب 220 سعرة حرارية في الليتر الواحد.
ويمكن تناوله ضمن بعض أطباق الطعام كالسلطات، ويمكن شربه بشكل مباشر بعد تمديده بالماء، كما يمكن تناوله على شكل كبسولات تتوفر في الصيدليات كمتممات غذائية.
ما فوائد خل التفاح
لخل التفاح فوائد صحية وجمالية تشمل ما يلي:
- خفض مستويات السكر في الدم: يسهم خل التفاح في علاج وإدارة مرض السكري من النمط الثاني، إذ إنه يساعد على إنقاص هضم النشاء، الأمر الذي يعمل على التحكم بنسبة سكر الدم بعد تناول الوجبات النشوية، كالخبز والأرز والمعكرونة، وكذلك فإنه يقلل من مقاومة الإنسولين في الجسم.
- المساعدة على فقدان الوزن: وذلك من خلال تعزيز الشبع والشعور بالامتلاء، وبالتالي قمع الشهية واستهلاك سعرات حرارية أقل، إضافة إلى تعزيز حرق الدهون، وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول خل التفاح يوميًا يؤدي إلى حرق الدهون الحشوية، وهي الدهون الموجودة حول الأعضاء في البطن، والتي تعد عامل خطورة للسكري والأمراض القلبية الوعائية.
- تعزيز مناعة الجسم: يسهم حمض الأسيتيك، وهو من مكوّنات خل التفاح الرئيسة، في تعزيز المناعة من خلال قتل بعض مسببات الأمراض ومنع تكاثر الجراثيم الضارة.
- علاج السعال والتهاب الحلق: يعد من أقدم استخدامات وفوائد خل التفاح في الطب التقليدي، ولكن ليس هناك الكثير من البحوث أو الدراسات العلمية الكافية التي تثبت ذلك.
- لحفاظ على صحة الكلى والإسهام في علاج التهاب المسالك البولية وتطهيرها من الجراثيم.
- تخفيف وعلاج التعرق الليلي: وذلك من خلال أخذ القليل من خل التفاح وتدليك كامل الجسم به قبل النوم.
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- علاج الأرق.
- الوقاية من عسر الهضم.
- تعزيز صحة البشرة: عن طريق تخفيف تهيج الجلد، وتضييق المسامات، ومنع تشكل البثور، وموازنة درجة الحموضة في البشرة.
- علاج كدمات الجلد: إذ إن الكدمات ناتجة عن الدم المتجمع تحت الجلد نتيجة للصدمة، والخواص المضادة للالتهاب في الخل تساعد على إزالة الدم المتجمع، ما يساعد على تسريع الشفاء.
- لاج الثعلبة: يتم تدليك موضع الإصابة بالثعلبة بخل التفاح المركز.
- تعزيز صحة الشعر: يمنع تشكل قشرة الشعر المسببة للحكة عن طريق التخلص من الدهون الزائدة التي تتسبب بتكوين القشرة، وذلك من خلال إعادة توازن الرقم الهيدروجيني لفروة الرأس.
- التخلص من رائحة الجسم، وخاصة رائحة القدمين الكريهة، إذ تساعد خواص الخل المطهرة على إزالة الروائح الكريهة وتطهير القدمين، بالإضافة إلى أن خصائصه المضادة للفطريات تمنع وتكافح الحالات الفطرية، مثل فطريات قدم الرياضي.
- تنظيف الجروح ومعالجة الفطريات، حيث يتميز خل التفاح بخصائصه المضادة للميكروبات.
كيف يُستخدم خل التفاح
هناك العديد من الوصفات والطرق المختلفة لاستخدام خل التفاح، وتختلف حسب الاستطباب أو الفائدة المرجوة:
- في التهابات البلعوم: يتم خلط ملعقة صغيرة من خل التفاح، وملعقة صغيرة من العسل، ورشة صغيرة من الفلفل الحار في كوب من الماء الدافئ، ثم شرب هذا المزيج أو الغرغرة به.
- لتخفيف السعال: مزج ملعقة صغيرة من خل التفاح مع ملعقتين من العسل، ويضاف له الجليسرين بمقدار ملعقتين، ويمزج جيدًا، ويتم تناول ملعقة صغيرة من المزيج ثلاث مرات يوميًا، وفي حال كان السعال شديدًا تؤخذ ملعقة صغيرة كل ساعتين، أما في حالة نوبات السعال الليلية فتؤخذ ملعقة صغيرة أو ملعقتان قبل النوم.
- للتنحيف، وضبط سكر الدم، وتقوية المناعة، وعلاج عسر الهضم: تتم إضافة ملعقة طعام أو اثنتين من خل التفاح إلى وجبة الطعام، ويمكن إضافته إلى السلطة مع زيت الزيتون، ولكن يفضّل شرب خل التفاح قبل الوجبات عن طريق خلط ملعقة إلى اثنتين من خل التفاح في كوب ماء وشربه، ويُكرر مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
- لخفض ضغط الدم المرتفع: إذ يمكن أن يساعد تناول السلطات الممزوجة بزيت الزيتون وخل التفاح من خمس إلى ست مرات بالأسبوع في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
- علاج الأرق: وذلك عن طريق شرب خل التفاح بعد نحو ساعة ونصف من تناول وجبة الطعام على شكل مزيج مكوّن من نصف ملعقة صغيرة من خل التفاح مع ملعقتين صغيرتين من العسل ونصف كوب ماء دافئ للمساعدة على النوم والتغلب على الأرق.
- علاج الكدمات: يتم تغميس كرة من القطن في الخل المخفف وتثبيتها بضمادة على الكدمات وتركها لمدة ساعة.
- للوجه أو البشرة: بتغميس كرة قطنية ومسح البشرة النظيفة والجافة به، دون الحاجة إلى شطفها بعد ذلك.
- للشعر: عن طريق خلط ملعقتين كبيرتين من الخل وكوب واحد من الماء، ثم استخدام المزيج على الشعر بعد غسله بالشامبو، وينصح بتدليكه على فروة الرأس وتركه لمدة عشر دقائق قبل الشطف.
- علاج الثعلبة: يتم تدليك موضع الإصابة بالثعلبة بخل التفاح المركز ست مرات في اليوم ولمدة 15 يومًا.
- للتخلص من رائحة القدمين: يمكن استخدامه عن طريق خلط كوب واحد من خل التفاح مع أربعة أكواب من الماء في الحوض ونقع القدمين لمدة 15 دقيقة، ثم يتم شطف وتجفيف القدمين.
هل من أضرار لاستخدام خل التفاح
قد يؤدي الاستخدام المركّز لخل التفاح إلى حدوث بعض الأضرار، إذ يجب أن يمدّد بالماء بنسبة 15-30 مل خل في 250-300 مل ماء، وذلك لتجنب حدوث مشكلات، مثل حكة الحلق أو تلف أنسجة الحلق، أو تآكل مينا الأسنان، أو تأذي أغشية المريء والمعدة.
قد يؤدي الاستخدام المفرط لخل التفاح لفترة طويلة إلى حدوث نقص البوتاسيوم في الدم الذي له أضرار خطيرة، وتزداد احتمالية حدوث نقص البوتاسيوم إذا كان الشخص يتناول أدوية طارحة للبوتاسيوم مثل بعض المدرات كالفيروسيميد.
كذلك يمكن للاستخدام الموضعي أن يسبب الحساسية لبعض البشرات، وخاصة الحساسة.