الحسكة.. انخفاض السدود يقلل المساحات المزروعة
يعتمد المزارعون في محافظة الحسكة على السدود المائية لري محاصيلهم التي يعيشون منها، لكن انخفاض منسوب المياه فيها، دفع كثيرين منهم إلى التخلي عن زراعة حقولهم بعد خسائر تكبدوها، في حين لجأ آخرون إلى تقليل المساحات المزروعة وكمية المحاصيل.
مجول الخليل (55 عامًا)، وهو مالك لأرض زراعية في بلدة تل أحمر شمال غربي الحسكة، قال لعنب بلدي إنه اضطر لتقليل عدد الهكتارات المزروعة من 30 إلى خمسة فقط بسبب نقص المياه.
“كنت أزرع القمح والشعير والقطن، لكني الآن لا أملك ما يكفي من المياه سوى لقطعة أرض صغيرة أزرع فيها الخضار مع ذلك أتعرض للخسائر لعدم خبرتي في زراعة الخضروات”، قال الرجل.
من جانبه قال المهندس الزراعي المقيم في الحسكة عدنان الحسين لعنب بلدي، إن الجفاف تسبب بانخفاض كبير في غلة المحاصيل، خاصة القمح والشعير، كما تأثرت جودة المحاصيل، وكان لهذا تأثير مباشر على دخل المزارعين.
المهندس، الذي كان رئيسًا لوحدة إرشادية في مؤسسة الزراعة بالحسكة، أضاف أن هناك نحو عشرة آلاف هكتار في ريف الحسكة الجنوبي على جانبي نهر الخابور، تعتمد على مياه النهر الذي بدأ يجف ويتراجع.
تأثر طال “الثروة الحيوانية”
انخفاض منسوب مياه السدود كان له تأثير على الثروة الحيوانية في المنطقة بحسب المهندس الزراعي، فالكثير من المزارعين يعتمدون على السدود لتوفير المياه لمواشيهم.
وعلى الرغم من استمرار انخفاض منسوب المياه، لا يزال المهندس متفائلًا بوجود حلول لمشكلة نقص المياه، فهناك خطوات يمكن اتخاذها للتخفيف من تأثير الجفاف على الزراعة.
وأشار المهندس إلى أن ضرورة التركيز على طرق الري الأكثر كفاءة، مثل الري بالتنقيط والرذاذ، والتي يمكن أن تساعد في الحفاظ على المياه وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المحدودة المتاحة.
وأضاف أن تحسين طرق الري قد يكون مفيدًا أيضًا عبر استكشاف مصادر بديلة للمياه، مثل تجميع مياه الأمطار وإعادة تغذية المياه الجوفية.
وتضم الحسكة 10 سدود موزعة بشكل رئيسي على نهري الخابور ودجلة وفروعه، وهي سد الحسكة الجنوبي (الباسل)، سدا الحسكة الشرقي وسد “الجوادية”، وسد “معشوق”، وسد “باب الحديد” وسد “المنصورة”، وسد “الحاكمية”، وسد “الجراحي”، وسد “الجوادية”، وسد “سفان”.
وفي 7 من شباط الماضي، قال مدير الموارد المائية بحكومة النظام السوري في محافظة الحسكة المهندس عبد العزيز أمين، للوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن هناك زيادة في تخزين هذه السدود جراء الهطولات المطرية.
“الإدارة الذاتية” تحذر
واقع الحال في الحسكة كان على عكس حديث أمين، إذ تعاني المنطقة، منذ مطلع العام الحالي، من تجدد الانحباس المطري الأمر الذي أثر على تدفق المياه في السدود المذكورة، ما دفع بالمدنيين لأداء صلاة الاستسقاء، طلبًا للمياه.
وتستمر “الإدارة الذاتية” بتحميل مسؤولية نقص مياه السدود لتركيا خصوصًا نهر الفرات، وتصفه بـ”الإغلاق المتعمد” لمياه الأنهار، ما أدى مؤخرًا لتوقف تشغيل السدود في مناطق سيطرتها كسد “تشرين”، الذي عاد للعمل في 8 آذار الحالي بعد توقف استمر لأسبوع.
وسبق أن نقلت وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة” عن القائمين على السد، مطلع آذار الحالي، إنهم سيوقفون السد عن العمل ليوم واحد في 17 من الشهر الحالي.
ومنذ عام 2021، تحذر “الإدارة الذاتية” من انحسار مياه السدود والأنهار شمال شرقي سوريا، واصفة إياه بـ “الكارثة الحقيقية” جرّاء الجفاف الذي يضرب المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :