لروسيا الحصة الكبرى.. تسع زيارات خارجية للأسد خلال الثورة
أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية الرافضة لحكمه، عام 2011، تسع زيارات خارجية، منها خمس إلى روسيا، إلى جانب زيارتين إلى دولتين خليجيتين، وزيارتين أيضًا إلى إيران.
سلطنة عمان
حملت الزيارة شكلًا مختلفًا عن سابقاتها من زيارات الأسد، إذ سبقها حديث صحفي مفاده أن الأسد سيزور سلطنة عمان، ثم الإمارات، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.
وزار بشار الأسد سلطنة عمان، في 20 من شباط الماضي، بعد مرور أسبوعين فقط على الزلزال المدمر الذي أثر في أربع محافظات سورية، يسيطر على ثلاث منها.
الزيارة التي استمرت لساعات فقط، وانتهت بجلسة مباحثات مغلقة مع سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، في مسقط، تخللتها جلسة مباحثات سياسية أكد خلالها آل سعيد استمرار بلاده في دعمها لسوريا، لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات “الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري”، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وجاءت الزيارة التي بدأت بمراسم استقبال رسمي لأول مرة خلال الثورة، في ظل تحركات ومساعي بعض الدول للتقارب مع النظام، وتجلى ذلك بزيارة وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إلى دمشق، في 12 من شباط الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2011.
كما سبقتها بيوم واحد تصريحات لوزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أكد خلالها أن هناك إجماعًا عربيًا على أن الوضع الراهن في سوريا لا يجب أن يستمر، لافتًا إلى ضرورة معالجة وضع اللاجئين السوريين في الخارج، والجانب الإنساني في الداخل.
زيارتان إلى إيران
التقى الأسد، في 8 من أيار 2022، نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، ومرشد “الثورة الإسلامية”، علي خامنئي، خلال زيارة رسمية أجراها إلى طهران.
وقال خامئني حينها، إن “العلاقة بين إيران وسوريا مصيرية، ولا يجب أن ندعها تضعف بل يجب تعزيزها قدر الإمكان”، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام.
وجرى اللقاء بحضور وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السوري، فيصل المقداد.
وسبق هذه الزيارة أخرى جرت في تشرين الأول 2019، والتقى خلالها الأسد خامنئي، وقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” حينها، قاسم سليماني، والرئيس الإيراني حينها، حسن روحاني.
الأسد في الإمارات
في 18 من آذار 2022، زار رئيس النظام السوري الإمارات في أولى زياراته إلى بلد عربي خلال الثورة.
والتقى حينها نائب رئيس الدولة (الرئيس الحالي)، محمد بن زايد، ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وجرى خلال الزيارة التباحث بعلاقات البلدين وتوسيع دائرة التعاون الثنائي على الصعد الاقتصادية.
زيارة الأسد هذه تزامنت مع الذكرى الـ11 للثورة السورية، وشهر المحاسبة الذي تعلنه الولايات المتحدة مطلع آذار من كل عام، لمحاسبة النظام على الانتهاكات التي ارتكبها بحق السوريين.
وسبقها أيضًا بيومين، تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول مواقع المقابر الجماعية في سوريا، ما يعتبر إثباتًا وتوثيقًا لجرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام.
استقبال رسمي في موسكو
أجرى الأسد أربع زيارات سابقة إلى روسيا على مدار سنوات الثورة، إلى جانب الزيارة الخامسة التي بدأها مساء الثلاثاء 14 من آذار الحالي.
وعلى خلاف زياراته السابقة إلى روسيا، حظي الأسد باستقبال رسمي في مطار “فنوكولفا” الدولي، حسب البروتوكول الروسي المعمول به باستقبال الرؤساء.
وتأتي زيارة الأسد في ظل مساعٍ تقودها موسكو لعقد لقاء رباعي بين نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا ووسيا، أمام حالة “تمنع” من قبل النظام، الذي يرهن مشاركته باللقاء الرباعي بالحصول على ضمانات تركية بالانسحاب من شمال غربي سوريا.
وفي هذه الزيارة، جدد الأسد تمسكه بجملة شروط للمضي قدمًا في الحوار مع أنقرة، وفق ما وصفها بـ”المبادرات الإقليمية” التي ترعاها موسكو.
وأكد أن سوريا لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة، على رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها.
وفي 13 من أيلول 2021، زار بشار الأسد روسيا، دون تحديد غرض واضح من الزيارة، خلافًا لزيارته عام 2015، التي أسفرت عن التدخل الروسي العسكري، ما أتاح للنظام استعادة مناطق ومساحات واسعة كانت فصائل المعارضة سيطرت عليها في وقت سابق.
مرّتان في سوتشي
أجرى الأسد، في أيار 2018، “زيارة عمل” إلى مدينة سوتشي، جنوبي روسيا، وفق وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف.
كما اعتبر الرئيس الروسي خلال الزيارة، أن الوضع في سوريا بات “ملائمًا لتفعيل العملية السياسية”.
اللقاء الذي سبق اجتماعًا لبوتين مع المستشارة الألمانية حينها، وزيارة الرئيس الفرنسي إلى روسيا، اعتبره الأسد “فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في (أستانة) أو (سوتشي)”.
كما زار الأسد مدينة سوتشي، في 25 من تشرين الثاني عام 2017، بعد سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا، حيث كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يبسط نفوذه.
وبالتزامن حينها مع اقتراب مفاوضات “جنيف 8″، وجّه الأسد خلال الزيارة الشكر لموسكو، على خلفية ما اعتبرها “انتصارات عسكرية”، بعد عمل روسي- إيراني إلى جانب قواته.
جلب التدخل العسكري
في تشرين الأول 2015، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى الأسد في موسكو ضمن زيارة لم يعلَن عنها.
ولم تقدم هذه الزيارة أي مخرجات تتعلق بتوجيه طلب رسمي من النظام لموسكو للتدخل العسكري في سوريا، واقتصر الحديث على قضايا محاربة الإرهاب في سوريا، وفق ما نقلته قناة “RT” عن بيسكوف.
ومن النتائج التي حققتها الزيارة، انخراط موسكو في العملية العسكرية التي أطلقها النظام منذ بداية الثورة، على امتداد الجغرافيا السورية، لإخماد المدن الثائرة.
وجاء التدخل المتواصل منذ ذلك الوقت داعمًا لحضور النظام العسكري الذي كان مهددًا، إثر فقدانه السيطرة على مساحات واسعة من سوريا قبل ذلك.
كما أدى هذا التدخل إلى تغلغل روسي واسع بمختلف المفاصل السياسية والاقتصادية في سوريا، إلى جانب الحضور الاستثماري والعسكري الطويل المدى وفق عقود مبرمة مع النظام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :