اتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال الشهرين القادمين، على أن يجري افتتاح السفارات ضمن الفترة ذاتها.
وجاء القرار بعد استضافة الصين محادثات شارك بها ممثل قائد “الثورة الإسلامية” أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، ووزير الدولة السعودي، مساعد بن محمد العيبان.
ومن المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية، السعودي والإيراني، لتنفيذ هذا القرار وإجراء التمهيدات لتبادل السفراء، وفق ما نقلته وكالة “أنباء فارس” الإيرانية.
كما أكد الجانبان على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية في مجال تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني التي جرى توقيعها في 17 من نيسان 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.
بيان سعودي إيراني صيني: اتفاق على استئناف العلاقات بين #الرياض و #طهران #العربية pic.twitter.com/zxH2aNt6oL
— العربية (@AlArabiya) March 10, 2023
وقدّم بيان مشترك صدر في بكين، الشكر للعراق وسلطنة عمان، على استضافتهما المحادثات التي جرت بين طهران والرياض في عامي 2021، و2022.
وسبق هذه الخطوة في كانون الثاني 2022، حديث عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في البرلمان الإيراني، جليل رحيمي جيهان أبادي، عن استعداد إيران والسعودية لإعادة افتتاح سفارتيهما.
بوادر سابقة للتقارب
كان الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، قال في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 22 من أيلول 2021، إن “إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون”.
وعقب تصريحات العاهل السعودي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، “أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت محادثات جيدة بشأن العلاقات الثنائية، وحققت تقدمًا جادًا للغاية بشأن أمن الخليج”.
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية رسميًا مع طهران عام 2016، بعد استهداف سفارتها من قبل محتجين على إعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويعد ملف اليمن، والموقف من القضية السورية وحركة “المقاومة الإسلامية” (حماس)، و”حزب الله” اللبناني، إلى جانب مساعي إيران الرامية لبسط نفوذها في المنطقة، أبرز الملفات التي تعتبر مثار خلاف بين البلدين.
وتتهم الرياض جارتها بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، وعملت على حشد الإدانات لذلك في أكثر من مناسبة، كما يعتبر المشروع النووي الإيراني أحد هواجس السعودية تجاه جارتها.