الحكومة عاجزة عن تأمين ساعة وصل على الإفطار في رمضان
وعود تشغيل إضافي في “حرارية” حلب.. مشكلة الكهرباء مستمرة
قال وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري، غسان الزامل، إن المجموعة الأولى في المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي ستوضع بالخدمة في آذار الحالي، أي قبل بداية رمضان، في حين كانت الوعود السابقة بإعادة عملها قبل نهاية عام 2022.
وجاء في تصريحات الزامل لموقع “أثر” المحلي، الخميس 9 من آذار، أن المجموعة الأولى ستولد 200 ميغاواط إضافية من الكهرباء (900 ميغاواط الحد الأدنى لاحتياجات مدينة حلب)، دون توضيح لمن ستعود الفائدة من هذه الكميات الإضافية.
وتتكون محطة “حلب” الحرارية المعروفة بالمحطة الحرارية من خمس مجموعات توليد كهربائية، خرجت عن الخدمة عام 2015، وعاد جزء منها للعمل في تموز 2022، حين جرت صيانة المجموعة الخامسة منها.
وعن المشاريع الجارية الأخرى، أوضح الزامل أن الوزارة تعمل على وضع المجموعة الأولى الغازية للتوليد في محطة “الرستن” بريف حمص بالخدمة في 15 من نيسان المقبل، والثانية في 25 من الشهر ذاته، مرجعًا سبب التأخير في إقلاع المحطة إلى “الصعوبات التي واجهتها الوزارة خلال الفترة الماضية، لتأمين ما يلزم لتشغيلها بمرحلتها النهائية”.
وتعمل الوزارة أيضًا، وفق الزامل، في مشروع صيانة المجموعة الأولى من محطة توليد “دير علي” بريف دمشق، واعدًا بالانتهاء منه بداية نيسان المقبل، وبداية صيانة المجموعة الثانية من المحطة ذاتها بعد عشرة أشهر.
وفي محطة “دير علي”، قال الزامل، إنه هناك مشروع توسعة لتركيب 750 ميغاواطًا جديدة في التوسع الثاني للمحطة، مشيرًا إلى أنه انتهى تأمين 60% من التجهيزات اللازمة لإنشاء التوسعة، وستكون بعد 36 شهرًا جاهزة للتشغيل.
وبلغت التكلفة المالية لمشروع التوسعة الجديد في المحطة، بحسب الوزير، 750 مليون يورو، موضحًا أن تكلفة إنشاء كل ميغاواط من الكهرباء هي مليون يورو، وكل مشروع إعادة تأهيل يكلّف ما بين 30 و35% من تكلفة الإنشاء.
ساعة الإفطار.. معتمة
أوضح الوزير الزامل أن تأمين ساعة واحدة من الكهرباء خلال وقت الإفطار في رمضان عبر جميع المحافظات السورية، “أمر غير ممكن”، معللًا ذلك بأن الكميات المولدة من الكهرباء لا تكفي.
وعلى الرغم من امتلاك الوزارة مجموعات توليد كهرباء في محطات التوليد المختلفة، قادرة على إنتاج خمسة آلاف ميغاواط، وإنارة المحافظات لأكثر من 20 ساعة وصل يوميًا، وفق الوزير، لا تمتلك الوزارة حوامل الطاقة التي تحتاج إليها بالكامل لتشغيل هذه المجموعات.
وعزا الزامل سبب إنفاق المال على صيانة وتوسيع المحطات على الرغم من عدم وجود حوامل طاقة كافية للتشغيل، إلى عدم وفرة الغاز والفيول، وهي “مسألة سياسة، يمكن حلها في أي وقت”، أما إنشاء محطة التوليد فيستغرق نحو خمس سنوات من الإعلان حتى الانتهاء من التنفيذ.
وحول واقع إنتاج الكهرباء حاليًا في سوريا، فإنه يتراوح ما بين 2000- 2500 ميغا واط، بحسب الوزير، الذي بيّن أن التغير في كميات الإنتاج مرتبط بمدى توافر حوامل الطاقة.
وعن احتياجات الوزارة من حوامل الطاقة، قال الزامل إن المحطات تحتاج حاليًا إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، يصل منها نحو 6.3 مليون متر مكعب، بينما يبلغ الاحتياج اليومي من الفيول ثمانية آلاف طن، لكن ما تحصل عليه الوزارة أقل من ذلك، دون أن يحدد الكمية.
ويوجد في سوريا 11 محطة لتوليد الكهرباء، تضرر عدد منها خلال العمليات العسكرية في السنوات العشر الماضية، كمحطة “الزارة” في محافظة حماة، و”محردة” المجاورة لنهر “العاصي”، وخرجت محطة “السويدية” في محافظة الحسكة عن سيطرة النظام عام 2013.
تحسن يعقبه تراجع
كانت المحطة الحرارية بحلب المصدر الرئيس لأكثر من ثلثي احتياجات المحافظة من الطاقة الكهربائية، لكن حاليًا تتزود المدينة بكمية من التغذية الكهربائية تتراوح بين 180 و200 ميغاواط، في حين تحتاج إلى كمية 900 ميغاواط على أقل تقدير، وفق رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي.
وكان وضع الكهرباء قد تحسن في مناطق حلب المنكوبة التي تصل إليها الكهرباء النظامية، بعد إعادة تأهيل المجموعة الخامسة للمحطة الحرارية في تموز 2022، لكن سرعان ما عادت ساعات الانقطاع الطويلة، إذ وصلت إلى حد ساعتي وصل غير متواصلتين خلال 24 ساعة، في تشرين الثاني 2022.
وحاليًا، تصل ساعات التقنين الكهربائي إلى 20 ساعة يوميًا، باعتباره “تحسنًا”، وفق حديث مصدر في شركة “كهرباء حلب” لصحيفة “الوطن” المحلية، في 9 من آذار الحالي.
تعد المحطة الحرارية في حلب من كبرى محطات توليد الكهرباء في المحافظة، وكانت مسؤولة سابقًا عن توليد 1025 ميغاواطًا ساعيًا موزّعة على خمس مجموعات، كل منها تعطي 205 ميغاواط ساعية.
وكانت شركة “آر بي آر سي“، التابعة لوزارة الطاقة الإيرانية والعاملة في مجال البناء والتعمير والإصلاح، وقّعت عقدًا استثماريًا لإعادة تأهيل محطة كهرباء حلب بقيمة 123 مليونًا و450 ألف يورو.
وتتألف المحطة من خمس مجموعات لتوليد الكهرباء، كما تعد المحطة مسؤولة أيضًا عن جلب المياه من سدي “تشرين” و”الفرات” إلى حلب.
وبدأت وسائل الإعلام الرسمية الحديث عن إعادة تأهيل المحطة الكهربائية، منذ منتصف عام 2017، عقب انسحاب فصائل المعارضة السورية من حلب الشرقية واستعادة النظام سيطرته عليها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :