فشل مشروع سحب القوات الأمريكية من سوريا في الكونجرس
فشل مشروع قرار يدعو الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لسحب القوات الأمريكية من سوريا، بالمرور من مجلس النواب الأمريكي، إذ صوت أغلبية النواب ضده.
وصوت النواب، الأربعاء 8 من آذار، على مشروع القرار، بـ321 صوتًا ضده، مقابل تصويت 103 نواب لصالحه.
وقبل التصويت قال النائب الجمهوري، مات جايتز، الذي تقدم بمشروع القرار، “يجب أن ننهي الحرب في سوريا ونعيد قواتنا إلى الوطن”، مضيفًا، “لا أعتقد أن ما يقف بين تحقيق الخلافة الإسلامية أو منعها، هو 900 جندي أمريكي تم إرسالهم إلى هذا الجحيم من دون تعريف للنصر ولا هدف واضح”.
وانتقد جايتز في خطابه السياسة الخارجية الأمريكية لعدة رؤساء سابقين، والتي كانت نتيجة، لوجود هذه القوات في سوريا، وفق رأيه.
وحاول النائب الأمريكي تبيان عدم جدوى وجود قوات بلاده في سوريا، بالحديث عن أن القوات الأمريكية ليست “قوة شرق أوسطية”، ف أمريكا حاولت بناء “ديمقراطية من الرمال والدم والميليشيات العربية”، لكن النتائج لم تقلل “من الفوضى”، بل في أغلب الأحيان “تسببت بالفوضى التي ولدت بعد ذلك الإرهاب”، حسب تعبيره.
وفي 22 من شباط الماضي، قدم جايتز مشروع القرار إلى مجلس النواب والذي يلزم بايدن بسحب القوات الأمريكية من سوريا في موعد لا يتجاوز 15 يومًا، في حال تبنيه.
ويأتي قرار جايتز مستندًا إلى قانون “صلاحيات الحرب” الأمريكي عام 1973، والذي يحد من قدرة الرئيس على بدء أو تصعيد العمليات العسكرية في الخارج، وبموجب هذا القانون، يجب على مجلس النواب التصويت في غضون 18 يومًا من تاريخ تقديم قرار جايتز، لكونه يتعلق بقضايا الحرب والسلام.
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا، بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” مع دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفق تصريحات مسؤوليها، بينما يحاجج جايتز بقوله إن “الكونجرس” (مجلس النواب والشيوخ الأمريكي) لم يصرح مطلقًا بمشاركة القوات الأمريكية في سوريا، لكنه “مطلوب بموجب الدستور الأمريكي”.
السفير داعم للقرار
دعم السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، جهود النائب البرلماني مات جايتز في مطالبه بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، عبر رسالة منه إلى “الكونجرس”.
وقال فورد في رسالته، إن مهمة الولايات المتحدة في سوريا ليس لها هدف واضح، مضيفًا، “بعد أكثر من ثماني سنوات من العمليات العسكرية في سوريا، لا يوجد تعريف لما ستبدو عليه الهزيمة الدائمة لـ(داعش)”.
وتابع، “نحن مدينون لجنودنا الذين يخدمون هناك في طريق الأذى بمناقشة جادة حول ما إذا كانت مهمتهم، في الواقع، قابلة للتحقيق”.
وهُزم التنظيم بآخر معاقله في سوريا في آذار 2019 بمنطقة الباغوز، لكن لا يزال لديه بعض العناصر تُعرف بـ”الخلايا النائمة” في المنطقة، تنفذ هجمات متواترة تعلن عنها ضد عناصر “قسد” والنظام السوري.
واستند جايتز في ضرورة سحب القوات إلى الخطورة على حياتهم في المنطقة التي تشهد توترًا، ففي 19 من شباط الماضي تعرضت “القاعدة الخضراء” في حقل العمر بدير الزور لهجوم بصاروخين، لم يسفرا عن إصابات، بحسب ما ذكرت القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم).
بينما أصيب أربعة جنود أمريكيين، في عملية أخرى أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم “الدولة”، في 16 من شباط، بحسب القيادة المركزية.
وفي زيارة لأكبر رتبة عسكرية أمريكية إلى سوريا، في 4 من آذار الحالي، زار رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، في زيارة غير علنية، قاعدة أمريكية في سوريا، مؤكدًا ضرورة بقاء القوات الأمريكية في المنطقة لمواجهة تنظيم “الدولة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :