كمال كليتشدار أوغلو.. مرشح المعارضة بمواجهة أردوغان
بعد جلسات واجتماعات طويلة، وقبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية التركية، أعلن تحالف المعارضة في تركيا رسميًا، ترشيح كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري”، مرشحًا عنه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ليكون منافسًا للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
وسيخوض رئيس أكبر حزب معارض، معركته الأولى في السباق الرئاسي ضد أردوغان، زعيم أكبر حزب في البلاد (العدالة والتنمية)، في 14 من أيار المقبل، بعد اتفاق تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب تركية على ترشيحه ممثلًا عنهم.
وتأمل الأحزاب المعارضة عبر تحالفها تجنب تشتيت أصوات مؤديها، وإنهاء حكم حزب “العدالة والتنمية” المستمر منذ عقدين.
وجاء الاتفاق بين تحالف المعارضة، الذي سموه “تحالف الأمة”، بعد محادثات عسيرة، أوشكت على تفكك التحالف في الأيام الأخيرة قبل إعلان المرشح، بعد رفض زعيمة حزب “الجيد”، ميرال أكشينار، تسمية كليتشدار أوغلو ممثلًا للتحالف، إذ اعتبرت أنه “يفتقر إلى تأييد الرأي العام”.
ويستمد كليتشدار أوغلو، دعمه في الانتخابات، بالإضافة إلى كونه رئيس أكبر حزب معارض، من انتصار حزبه في الانتخابات المحلية لرئاسة الولايات عام 2019، حين انتخب رؤساء بلديات إسطنبول ومدن كبيرة أخرى لمرشحي الحزب، وذلك بفضل دعم أحزاب المعارضة الأخرى.
على الجانب الآخر، واجه الرئيس الحالي أردوغان، انتقادات مع تصاعد التضخم والاضطرابات الاقتصادية في البلاد من جهة، وإداراته للأوضاع الداخلية، ومنها وجود اللاجئين السوريين في تركيا، وأحدثها طريقة تعامل الحكومة مع كارثة الزلزال من جهة أخرى.
ويدخل أردوغان الانتخابات مع حزب “الحركة القومية” التركي، ضمن تحالف سمي “تحالف الشعب”، والذي كان قد فاز في الانتخابات الرئاسية السابقة.
من كمال كليتشدار أوغلو؟
يقود كليتشدار أوغلو (74 عامًا)، حزب “الشعب الجمهوري”، منذ عام 2010، وهو حزب علماني أسسه مصطفى كمال أتاتورك، الرئيس الأول للجمهورية التركية عام 1923.
وينتمي كليتشدار أوغلو لعائلة من الطائفة العلوية تعود أصولها لإيران، في ولاية تونجلي التركية، وبعد إنهائه دراسة الثانوية التجارية، دخل معهد “أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية”.
بدأ حياته المهنية محاسبًا في وزارة المالية عام 1971، ثم نائب مدير في المديرية العامة للإيرادات عام 1983، كما عمل في مؤسسة التأمينات الاجتماعية بدءًا من عام 1992، لينهي مسيرته كمدير عام للمؤسسة في عام 1999، حين تقاعد بشكل طوعي.
تفرغ كليتشدار أوغلو بعد تقاعده وبدأ نشاطه السياسي، عندما انضم عام 2002 إلى حزب “الشعب الجمهوري”، وخاض في ذات العام انتخابات البرلمان التركي، لكنه لم ينجح، ثم في آب عام 2007، فاز بعضوية البرلمان عن دائرة اسطنبول.
ترشح كليتشدار أوغلو لرئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات المحلية عام 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات، ليخسر المنصب لصالح مرشح حزب “العدالة والتنمية”، قادر توباش.
وفي عام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب “الشعب الجمهوري”، رئيسًا للحزب بعد استقالة سلفه، دينيز بايكال.
ما رؤيته؟
يعارض كمال كليتشدار أوغلو التدخل التركي في الشؤون السورية، وأعلن أنه سيعيد العلاقات مع النظام السوري إذا وصل الى الحكم، إذ يرى أن التطبيع مع النظام “ضرورة لضمان عودة اللاجئين”، وأنه جاهز لإعادة اللاجئين خلال عامين في حال فوزه بالسلطة.
وقد وعد كليتشدار أوغلو في آب 2021، بتغيير السياسة الخارجية التركية، حين قال، “سأقوم بتأسيس مبادرة السلام في الشرق الأوسط، بالتعاون بين تركيا وإيران والعراق وسوريا”.
ويدعو إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا مع روسيا، وإلى رؤية توافقية مع الغرب وأوروبا.
وانتقد كليتشدار أوغلو قطع العلاقات مع إسرائيل عام 2008، “لأنها تضر بتركيا”، وفق تعبيره، قبل عودتها لطبيعتها في آب من العام الماضي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعهد كليتشدار أوغلو بمنح البنك المركزي التركي استقلاليته الكاملة، وحريته في رفع أسعار الفائدة في حال فوزه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :