توقفت الاشتباكات في بلدة أم المياذن، شرق مدينة درعا، بين مجموعة تابعة لـ”اللواء الثامن” وأخرى متهمة بتجارة المخدرات يقودها القيادي السابق بفصائل المعارضة فايز الراضي، بعد وساطة قام بها وجهاء محليون من المحافظة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن الاشتباكات التي توقفت مساء الثلاثاء 7 من آذار، أسفرت عن قتلى وجرحى من الجانبين، وبين المصابين “أبو أكرم شبانة” القيادي في “اللواء الثامن”.
كما وقعت إصابات في صفوف المدنيين، لم تتضح أعدادهم حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وقالت “شبكة درعا 24” المحلية، إن أنور الرفاعي قُتل خلال المواجهات الأخيرة في بلدة أم المياذن، دون الإشارة إلى كون القتيل مدنيًا أو مشاركًا في المعارك الدائرة.
وساطات لوقف المعارك
الاشتباكات المستمرة بشكل متقطع منذ 4 من آذار الحالي، توقفت مساء الثلاثاء، بعد تدخل وجهاء المنطقة لحل الخلاف بين الطرفين، بحسب ما أكده مصدران محليان من أبناء بلدة أم المياذن لعنب بلدي.
وتوصلت الأطراف إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وانسحاب مجموعات “اللواء الثامن” المحاصرة لمنازل مطلوبين في البلدة، بعد أن امتدت المواجهات خلال اليومين الماضيين إلى بلدة صيدا والمناطق المحيطة بها.
وأشار المصدران إلى عقد اجتماع ضم قياديين ووجهاء في مقر استراحة يملكها القيادي السابق في فصائل المعارضة عماد أبو زريق داخل معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن، وانتهى الاجتماع بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال قيادي في “اللواء الثامن”، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن “اللواء” تراجع عن حملته ضد تجار المخدرات بناء على طلب من الوجهاء، وسكان مدنيين وقياديين في المجموعات المحلية.
وأضاف أن متزعمي مجموعات التهريب تحصنوا بين المدنيين، ما عاق قوات “اللواء الثامن” خلال الحملة “خوفًا من خسائر بين مدنيين”.
القيادي أشار إلى أن “اللواء” يتحفظ على عناصر هذه المجموعات جرى اعتقالهم أمس، ويجري التحقيق معهم.
ونشر ناشطون مقربون من “اللواء الثامن” صورًا لكميات من المخدرات ضبطها “اللواء” خلال المواجهات الأحدث شرقي درعا.
استمرت الاشتباكات على مدار اليومين الماضيين، إذ دخلت، في 6 من آذار الحالي، قوات “اللواء الثامن” بلدة أم المياذن، معقل القيادي السابق في فصائل المعارضة إسماعيل القداح الملقب بـ”سمقيل”.
ويتبع “سميقل” لمجموعة أخرى صاحبة نفوذ أكبر في المنطقة يقودها فايز الراضي المتهم بتجارة وترويج المخدرات في الجنوب السوري، وتنتمي مجموعة الراضي لـ”الأمن العسكري”.
القيادي في “اللواء الثامن” قال لعنب بلدي، إن “سميقل” كان يعمل سابقًا في “اللواء الثامن”، ومن ثم انتقل للعمل لمصلحة فايز الراضي لدى “الأمن العسكري”.
انحياز وتحالفات
عقب سلسلة المواجهات التي استمرت على مدار أيام، قرر “اللواء الثامن” تصعيد عمله العسكري ضد مجموعات “سميقل” وفاير الراضي.
وفي خضم المواجهات بين الطرفين، انحازت مجموعة من “اللواء” لتنضم إلى مجموعات “سميقل” ضد فصيلها الأم، ما أسفر عن ترجيح كفه المعارك في الميدان للمجموعات المتحصنة في أم المياذن لبعض الوقت.
وذكرت مصادر محلية في بلدة أم المياذن لعنب بلدي، أن القيادي في “اللواء الثامن” كاسر قداح انحاز لـ”سميقل” خلال المعارك، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى بين عناصر “اللواء” ببنادق حليفه له.
ومع الإعلان عن اتفاق وقف إطلا النار، خرج “سميقل” برفقة كاسر قداح من أم المياذن، عبر رتل عسكري اتجه إلى مدينة الحراك شرقي ريف درعا الأوسط، وهي معقل القيادي قداح، الذي بات اليوم خارج ملاك “اللواء الثامن”.
ما سبب الخلاف
بدأ التوتر في بلدة صيدا بعد استهداف مجهولين، في 4 من آذار الحالي، حاجزًا أمنيًا لـ”اللواء الثامن” بقنبلة يدوية، تبعه هجوم بالأسلحة الفردية على عناصر الحاجز.
وكأول رد فعل على الهجوم، داهمت قوات “اللواء” منزل محمد الغوازي، أحد عناصر مجموعة فايز الراضي، واعتقلت ثلاثة عناصر من المجموعة كانوا موجودين في المنزل نفسه.
وسبق ذلك بيوم واحد اشتباكات في بلدة صيدا وعلى أطراف بلدة الطبية، أسفرت عن مقتل محمد الحريري من سكان بلدة ابطع بريف درعا الأوسط.
ويعتبر “اللواء الثامن” صاحب النفوذ الأكبر في بلدات الريف الشرقي لدرعا، بينما تنتشر مجموعات محلية صغيرة تتبع لأفرع أمنية أخرى.
ويولي النظام السوري أهمية لمناطق الريف الشرقي، وخاصة بلدة نصيب التي تعتبر بوابة سوريا من جانب الأردن، إذ تقع على الطريق المؤدي إلى معبر “نصيب” الحدودي.
ويتبع “اللواء الثامن” لشعبة “المخابرات العسكرية”، بعد أن كان يتبع لـ”الفيلق الخامس” المشكّل من قبل روسيا عام 2016.
وأنشئ الفصيل على أنقاض فيصل “شباب السنة” بقيادة أحمد العودة، أحد أهم فصائل المعارضة التي كانت تنتمي لغرفة عمليات “الجبهة الجنوبية”.
ويعتبر حاليًا القوة العسكرية الوحيدة التي تعبر عن معارضتها للنظام السوري، ولا يزال عناصره يملكون سلاحًا متوسطًا ومجموعات عسكرية منظمة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد.
–