دخلت قافلة مساعدات مقدمة من أهالي مدينة السليمانية في جنوبي كردستان العراق، عبر معبر “اليعربية” الحدودي بين سوريا والعراق، إلى مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، بهدف مساعدة المتضررين من الزلزال بالأحياء التي تقطنها أغلبية كردية في مدينة حلب.
وجاء في بيان نشره موقع “الإدارة الذاتية” اليوم، الثلاثاء 7 من آذار، تسلّم هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في “الإدارة”، لليوم الثاني، شاحنات المساعدات الإنسانية المقدمة للمتضررين في الشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.
وتتكوّن المساعدات من 25 شاحنة جُمعت عن طريق حملات ومبادرات ومنظمات المجتمع المدني في السليمانية، تسلّمت “الإدارة” عشر شاحنات منها، الاثنين، من معبر “اليعربية”.
وتسيطر “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ “الإدارة”، على معبر “اليعربية”، وتعتبر هذه القافلة الأولى التي تدخل من المعبر بعد تصويت روسيا والصين مطلع عام 2020 ضد مشروع تمديد العمل بالآلية الأممية السابقة، وصدور القرار الأممي “2504”، الذي نصّ على تخفيض عدد المعابر الحدودية من أربعة إلى اثنين (“باب السلامة” و”باب الهوى”) لستة أشهر.
وفي 7 من شباط الماضي، دعت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لـ”الإدارة”، بيريفان خالد، إلى فتح المعابر الحدودية، وعلى رأسها معبر “تل كوجر/ اليعربية”، واعتبار ما حصل حالة استثنائية تستوجب “تحركًا فوريًا وفق المهام والمسؤوليات الإنسانية”.
وفي 21 من شباط الماضي، أرسل أهالي مدينة السليمانية القافلة الأولى من المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال إلى مدينة عفرين.
وكانت منظمة “بارزاني الخيرية” أرسلت من إقليم كردستان العراق، منتصف شباط الماضي، 55 شاحنة مساعدات، بالإضافة إلى خمس سيارات إسعاف إلى المتضررين من الزلزال ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سوريا، عبر معبر “باب السلامة”.
الحصار يوقف المساعدات
لم يُعرف، حتى وقت كتابة الخبر، مصير الشاحنات العشر الداخلة، الاثنين، نحو مدينة حلب، إذ تخضع الأحياء التي تديرها “الإدارة الذاتية” في المدينة لحصار يفرضه النظام السوري، يمنع عنها دخول أي شاحنة دون اتفاقيات بين الطرفين، بدءًا من المعابر الفاصلة بين مناطق نفوذهما.
وبعد توقف دام سبعة أيام بانتظار موافقة دخولها عبر معبر “التايهة”، الفاصل بين مناطق نفوذ “قسد” ومناطق نفوذ النظام السوري، دخلت قافلة مكوّنة من 100 صهريج محمّل بالمحروقات بعد اتفاق على استحواذ النظام على 60 صهريجًا منها، مقابل السماح بوصول البقية لأحياء الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية.
في المقابل، لم يسمح النظام بدخول مساعدات إغاثية وطبية من “الهلال الأحمر الكردي” إلى المتضررين من الزلزال في ذات المناطق بمدينة حلب، حيث يمنع الحصار تقديم مساعدات كافية لهم.
وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية، صدر الاثنين، إن النظام خلال شهر بعد حدوث الكارثة، منع ما لا يقل عن 100 شاحنة تحمل مساعدات أساسية مثل الغذاء والإمدادات الطبية والخيام من دخول الأحياء ذات الأغلبية الكردية في مدينة حلب.
وأشار التقرير إلى أن “الجيش الوطني السوري”، منع أيضًا ما لا يقل عن 30 شاحنة مساعدات من دخول عفرين، قادمة من “الإدارة الذاتية”.
وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من ثمانية ملايين شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة، منهم 4.1 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشمال غربي سوريا، وأربعة ملايين شخص ضمن مناطق نفوذ النظام.
–