أصدر أمير قطر، تميم بن حمد، اليوم الثلاثاء 7 من آذار، أمرًا بتعيين وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيسًا للوزراء.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن آل ثاني أدى اليمين القانونية رئيسًا لمجلس الوزراء بالديوان الأميري.
وبموجب التشكيلة الوزارية الجديدة التي صدرت اليوم، الثلاثاء، يحتفظ رئيس الوزراء القطري الجديد بمنصبه وزيرًا للخارجية أيضًا.
حضور في الملف السوري
وصل محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى وزارة الخارجية في كانون الثاني 2016، واستطاع الحفاظ على منصبه منذ ذلك الوقت، رغم تعديلات وزارية عدة أحدثها في 2021.
وفي كانون الأول من العام نفسه، أكد مواصلة تسليح المعارضة السورية، حتى لو أنهت الإدارة الأمريكية دعمها، لكنه بيّن في الوقت نفسه أن تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات يتطلب موافقة جماعية من الأطراف الداعمة لها.
كما تحدث عن “اليأس” الذي دفع بعض فصائل المعارضة المعتدلة إلى القتال بجانب “تنظيمات إرهابية”، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في نيسان 2017.
وخلال لقاء آخر للطرفين في حزيران من العام نفسه، أبدى آل ثاني رفض بلاده دخول بشار الأسد في مرحلة “حكم انتقالي لسوريا”، أو بقاءه بالسلطة في حال فوزه.
قدّم آل ثاني الرؤية القطرية حيال جوانب مختلفة على ارتباط وثيق بالثورة السورية التي اندلعت عام 2011، وعاصر خلال عمله وزيرًا للخارجية الأزمة الخليجية 2017، وشارك بحضور وزير خارجية السعودية (إحدى دول الحصار الأربع حينها) في اجتماع “الدول المتشابهة الفكر حول سوريا”، في 18 من أيلول 2017.
واعتبر تصعيد النظام السوري في إدلب، مطلع عام 2018، تحت “حجج متكررة” إفشالًا وتقويضًا لأي حل سياسي في سوريا، لافتًا إلى قتل المدنيين والمعارضين تحت ذريعة مواجهة “الجماعات الإرهابية”.
في نيسان 2018، دعم آل ثاني، خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، تلويحًا أمريكيًا في تلك الفترة ضد النظام السوري، معلنًا عن الحاجة للتحرك ضد ما يحدث لإيقاف النظام عن قتل الشعب السوري، كما برر موقفه بالحاجة لإنقاذ المدنيين السوريين.
لا سفارة في دمشق
بعد افتتاح الإمارات والبحرين سفارتيهما بدمشق، في كانون الأول 2018، اعتبر آل ثاني، في كانون الثاني 2019، أن التطبيع مع النظام السوري “تطبيع مع شخص تورط في جرائم حرب”.
وبعد نحو عامين من تصريحه، جدد آل ثاني، في تشرين الثاني 2021، تأكيد بلاده عدم نيتها تطبيع العلاقات مع النظام السوري، معربًا عن أمله في عدم تشجع الدول الأخرى على مزيد من الخطوات مع الأسد، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” حينها، في تأكيد ثانٍ لثبات الموقف القطري، بعد آخر جاء خلال مشاركة وزير الخارجية القطري في منتدى “بطرسبورغ” الاقتصادي الدولي، في حزيران 2021.
وقال آل ثاني حينها، إن سوريا “لم تشهد تغييرات على أرض الواقع”.
في شباط 2022، استبعد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تطبيع بلاده علاقاتها مع إسرائيل أو النظام السوري، رغم مساعي بعض الدول العربية لاتخاذ خطوات دمج لهذا الغرض.
كما شدد آل ثاني خلال مقابلة مع موقع “أكسيوس” على أنه لا ينبغي مكافأة الأسد على هجماته المستمرة ضد شعبه.
مَن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
عُيّن في تشرين الثاني 2017 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بعد تدرجه بالمناصب على مدار 14 عامًا، إذ عمل باحثًا اقتصاديًا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عام 2003، وتولى إدارة الشؤون الاقتصادية بين عامي 2005 و2009.
وفي عام 2010، عُيّن سكرتيرًا للممثل الشخصي لأمير قطر السابق، حمد بن خليفة، لشؤون المتابعة في الديوان الأميري.
بدأ العمل الوزاري في 2013، حين وصل إلى منصب مساعد الوزير لشؤون التعاون الدولي في وزارة الخارجية، ثم وزير للخارجية في كانون الثاني 2016.
–