نفذ الطيران الإسرائيلي هجومًا بالصواريخ استهدف مطار “حلب” الدولي، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أنه “في تمام الساعة الثانية وسبع دقائق من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفًا مطار (حلب) الدولي، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية في المطار وخروجه عن الخدمة”.
ولم تتبنَّ إسرائيل القصف بما يتماشى مع السياسة الرسمية حيال الضربات في سوريا.
واقتصرت المعلومات في الصحافة الإسرائيلية على نقل الخبر عن الإعلام الرسمي السوري حتى الآن.
ونشر ناشطون سوريون وإسرائيليون صورًا وتسجيلات مصوّرة تظهر حرائق ناجمة عن القصف، وأصوات انفجارات يُعتقد أنها لتصدي الدفاع الجوي السوري للصواريخ الإسرائيلية.
https://twitter.com/AdamAlbilya/status/1632916482169479170
مؤشرات متزايدة
وكانت المؤشرات على قصف إسرائيلي في سوريا تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي، أوضح لعنب بلدي، في 2 من آذار الحالي، أن المؤشرات تنذر بضربات إسرائيلية، يعززها نشاط حركة الطائرات الإيرانية إلى سوريا تحت “غطاء المساعدات”.
ووصلت خلال الأيام الماضية أكثر من 14 طائرة إيرانية، قالت وسائل إعلام موالية إنها تحمل “مساعدات طبية وغذائية وإغاثية”، وهبطت في مطارات “حلب” و”دمشق” و”اللاذقية”، للمتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية.
وأوضح الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور أن مطار “حلب” في أقصى الشمال السوري كان وجهة مريحة وآمنة نوعًا ما لتهريب الأسلحة من قبل “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” خلال كارثة الزلزال.
مطار حلب في اقصى الشمال السوري كان وجهة مريحة وآمنة نوعاً لتهريب الأسلحة من قبل فيلق القدس خلال كارثة الزلزال. https://t.co/vGDjVjPR1C
— ضياء قدور dyaa kaddoor (@dyaakaddoor) March 6, 2023
ولفت قدور إلى زيارة أجراها مدير هيئة تطوير العلاقات الاقتصادية الإيرانية- السورية، عباس أكبري، إلى سوريا ووصوله إلى حلب، الاثنين، في زيارة لم تعلن عنها المواقع الإيرانية.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن إسرائيل ستضرب سوريا، إذا حاولت إيران استخدام المساعدات الدولية كحصان طروادة للحصول على أسلحة.
وفي 19 من شباط الماضي، استهدفت غارة إسرائيلية مقرًا أمنيًا في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق، وذكرت وكالة “رويترز”، بعد الاستهداف بثلاثة أيام، أن الهجوم الصاروخي جرى خلال اجتماع لمسؤولين إيرانيين لدفع برامج تطوير طائرات مسيّرة وقدرات صاروخية للنظام.
أذرع إيران في حلب
وشهدت مدينة حلب وضواحيها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، في 6 من شباط الماضي، نشاطًا متواصلًا لأذرع إيران وميليشيات مدعومة من طهران، وظهر ذلك جليًا بجولة أجراها قائد “فيلق القدس”، إسماعيل قاآني، تفقد فيها أحوال المتضررين، وأشرف على عمل المنقذين الإيرانيين في مواقع إزالة الأنقاض، وفق ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية، في 8 من شباط الماضي.
وهو أول مسؤول أجنبي يصل إلى سوريا بعد الزلزال، وسبق ظهوره في حلب وصول رئيس النظام، بشار الأسد، إليها بيومين.
كما كثف “الحشد الشعبي” العراقي، المدعوم من طهران، من جوده في المحافظة، استجابة للزلزال، إذ ينشط نحو 17 فصيلًا في حلب، مقارنة بثلاثة فصائل في اللاذقية، بحسب ما ذكره الباحث أيمن الدسوقي، في وقت سابق.
ويعمل الحشد على بناء 400 منزل مسبق الصنع في منطقة جبرين قرب مطار “حلب” الذي تعرض للقصف اليوم.
https://twitter.com/AymanDas1/status/1632870667988107265
اقرأ أيضًا: الزلزال ينشّط أذرع إيران في سوريا بمباركة الأسد
وبعد الغارة الأحدث في دمشق، ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن طهران ستزوّد دمشق بمنظمة “خرداد 15” للدفاع الجوي، واعتبرت أنها “الشبح الذي يلاحق سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، لأنها ستصبح بحوزة الجيش العربي السوري”.
وذكرت أن هناك مفاجآت أخرى على مستوى التعاون العسكري بين إيران وسوريا، قد يتم الإعلان عنها وقد تبقى سرًا، وبالنتيجة، “العدو الإسرائيلي أمام مرحلة جديدة في صراعه الوجودي والمؤقت مع المقاومة”، على حد تعبيرها.
التلفزيون الرسمي الإيراني قال، إن من المرجح أن تبيع إيران صواريخ أرض- جو لسوريا، لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، موضحًا أن “سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي، وإلى قنابل دقيقة لطائراتها المقاتلة”.
–