طلب الملك الأردني، عبد الله الثاني، من وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، المساعدة في خوض “حرب المخدرات” المتنامية على طول الحدود البرية الأردنية- السورية.
وحمّل الملك الأردني خلال زيارة أوستن إلى عمّان، الميليشيات المدعومة من إيران المسؤولية عن تهريب المخدرات على الحدود.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الاثنين 6 من آذار، عن مسؤول أردني، أن الملك عبد الله ناقش مع الوزير الأمريكي، الأحد، تصاعد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران جنوبي سوريا، والتي قال مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها، للوصول إلى أسواق الخليج العربي.
كما ذكرت مصادر أردنية للوكالة، أن عمّان تريد مزيدًا من المساعدات الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود، إذ قدّمت واشنطن منذ بدء الصراع المستمر على مدار أكثر من عقد في سوريا حوالي مليار دولار لإنشاء مراكز حدودية على الحدود الأردنية- السورية، التي تمتد على طول 375 كيلومترًا.
ووصل أوستن إلى الأردن في مستهل جولة في الشرق الأوسط، ستأخذه إلى إسرائيل ومصر، في إطار “دعم الحلفاء الإقليميين الرئيسين” بمواجهة التهديد الإيراني المتزايد، وفق ما نقلته الوكالة عن مسؤولين أمريكيين.
وأوضحت وزارة الدفاع في وقت سابق، أن الزيارة ستركز على التهديد الإيراني للاستقرار الإقليمي، وتعزيز التعاون الأمني المتعدد الأطراف.
ومن المقرر مناقشة التهديدات الإيرانية، التي تشمل تسليح إيران وتدريبها وتمويلها “الجماعات العنيفة” العاملة بالوكالة، والعداون في البحر، والتهديدات السيبرانية، وبرامج الصواريخ الباليستية، وهجمات الطائرات دون طيار.
وقبل الزيارة، قال أوستن عبر “تويتر“، إنها تأتي “للقاء القادة الرئيسين، وإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي وتعزيز المصالح المشتركة لحلفائنا وشركائنا”.
مخدرات لا تنقطع
تتواصل محاولات تهريب الحبوب المخدرة من سوريا باتجاه الدول الخليجية، رغم حدوث كارثة الزلزال المدمر الذي أثر بقوة في سوريا وتركيا، في 6 من شباط الماضي.
وكان أحدث هذه المحاولات في 3 من آذار الحالي، حين أعلنت الرياض إحباط محاولة تهريب مليوني حبة “كبتاجون”، عبر معبر “الحديثة” الحدودي مع الأردن.
كما سبق العملية بيوم واحد فقط ضبط نحو خمسة ملايين قرص من مادة “الإمفيتامين” المخدّرة، مخبأة في شحنة كوابل، وكان مقررًا أن يتسلّمها شخص من الجنسية السورية.
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقّع، أواخر 2022، على ميزانية الدفاع الأمريكية، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري.
كما ناقشت عنب بلدي في ملف بعنوان “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار“، مدى ضلوع النظام واستخدام عائلة الأسد نفوذها في إنماء هذه التجارة في ظل تهالك الاقتصاد السوري، واعتماد المخدرات مصدر دخل أول، بالإضافة إلى استعمالها ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالح النظام، دون محاسبته أو إيقاف توسعه فيها.
–