يمر المدرب الإنجليزي جراهام بوتر بمرحلة صعبة، ومصير تحيط به التساؤلات ويكتنفه الغموض، بعد نتائج مخيّبة للآمال على الصعيد الأوروبي والمحلي مع نادي تشيلسي الإنجليزي.
أداء متواضع وخسارات متتالية ونتائج “كارثية” بحق النادي العريق “فخر لندن”، ربما تطيح بالمدرب الذي يشرف على تدريب تشيلسي منذ أيلول 2022، خلفًا للمدرب الألماني المُقال توماس توخيل.
خيبة أمل محليًا وقاريًّا
يقبع نادي تشيلسي في المركز العاشر بالدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج) برصيد 31 نقطة، جمعها من ثمانية انتصارات وسبعة تعادلات وتسع هزائم بعد لعب النادي 24 مباراة.
لم يذُق النادي اللندني طعم الفوز منذ 15 من كانون الثاني الماضي، وجاء على حساب كريستال بالاس حين فاز عليه بهدف دون رد في إطار منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتلقى منذ مطلع العام الحالي خسارات “قاسية وغير متوقعة”، أبرزها من مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي بأربعة أهداف نظيفة، وفي الدوري من ساوثهامبتون بهدف دون رد، ومن توتنهام بهدفين دون رد.
وعلى صعيد دوري أبطال أوروبا، تلقى البلوز خسارة في ذهاب دور الـ16 من البطولة، أمام نادي بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة هدف دون رد، بانتظار مباراة الإياب بمعقل النادي الإنجليزي في 7 من آذار الحالي.
على حساب توخيل
في 8 من أيلول 2022، أعلن نادي تشيلسي عن التعاقد مع الإنجليزي بوتر (47 عامًا) مدربًا للفريق الأول لمدة خمس سنوات، خلفًا للألماني توماس توخيل، الذي أُقيل في 7 من الشهر ذاته، في خطوة اعتبرها محللون رياضيون أنها “مفاجئة وغير متوقعة”.
وأُقيل توخيل (49 عامًا) الذي حقق دوري أبطال أوروبا مع النادي اللندني موسم 2020- 2021، بعد يوم من هزيمة تشيلسي بهدف دون رد أمام نادي دينامو زغرب الكرواتي في أولى جولات دوري أبطال أوروبا.
وانتقدت جماهير تشيلسي قرار إدارة النادي بإقالة توخيل الذي يملك تاريخًا حافلًا بالألقاب، عكس جراهام بوتر الذي يملك سجلًا شحيحًا في التدريب والألقاب، إذ بدأ بوتر مشواره التدريبي الاحترافي في أوسترسوند السويدي، خلال الفترة من 2011 إلى 2018، ثم انتقل إلى نادي سوانزي سيتي الويلزي خلال موسم واحد 2018- 2019.
وبعد ذلك انتقل للدوري الإنجليزي، وتسلّم قيادة فريق برايتون خلال الفترة من 2019 إلى 2022، قبل أن يتسلّم تدريب البلوز.
وعلى مستوى اللعب، كان بوتر قلب دفاع في الأندية التي انتقل إليها، ولم يلعب لغير الأندية الإنجليزية، كما لم يحترف خارجيًا طوال مشواره الكروي، وأبرز الأندية التي لعب معها هي برمنغهام سيتي وساوثهامبتون، كما لعب مع المنتخب الإنجليزي تحت 21 سنة.
فرصة أخيرة
تعلو الأصوات المطالبة بإقالة المدرب بوتر عقب كل خسارة مع تشيلسي، فمنذ توليه الإدارة ظهر مع البلوز في 25 مباراة في جميع المسابقات، فاز في تسع منها وخسر مثلها، وتعادل في سبع مباريات، سجل النادي خلالها 25 هدفًا، وتلقت شباكه 24 هدفًا.
صحيفة “The sun” البريطانية قالت، إن بوتر يواجه مباراتين لتحديد المصير من أجل إنقاذ وظيفته أو الرحيل، الأولى ضد ليدز يونايتد بالدوري الإنجليزي في 4 من آذار الحالي، والثانية في دوري الأبطال أمام بوروسيا دورتموند.
وأضافت الصحيفة أن مالكي تشيلسي دعموا بوتر مع إدراكهم أن الأمر سيستغرق وقتًا، ووصلت قيمة التعاقدات الجديدة للنادي إلى 600 مليون جنيه إسترليني، لافتة إلى أن صبر مالكي النادي الإنجليزي مع لاعبيه الكبار بدأ ينفد، وهم يتعرضون لضغوط كبيرة من المشجعين والإعلام في إنجلترا.
ووصلت عريضة لإدارة تشيلسي فيها أكثر من 30 ألف توقيع، تطالب بإقالة بوتر، وفق الصحيفة.
صفقات بمبالغ عالية
منذ أن اشترى المستثمر الأمريكي تود بولي وشركاؤه نادي تشيلسي في أيار 2022، بقيمة أكثر من أربعة مليارات جنيه إسترليني، وهو يحاول دعم وتطوير النادي بكل الوسائل ليظهر بمستوى يليق بسمعته الكروية في أوروبا والعالم.
وبحسب موقع “transfermarkt” للإحصائيات، فإن نادي تشيلسي حطم أرقامًا قياسية عديدة خلال الفترة الماضية في إبرام الصفقات مع تسعة لاعبين بالموسم الحالي.
أبرزها كانت صفقة الأرجنتيني إينزو فرنانديز القادم من فريق بنفيكا البرتغالي، بقيمة سوقية بلغت 121 مليون يورو، اعتُبرت أعلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبلغ مجموع ما أنفقه نادي البلوز في سوق الانتقالات الشتوية الماضية 326 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 368 مليون يورو، وهي أعلى قيمة سوقية من أربعة دوريات أوروبية كبرى مجتمعة، هي الإسباني والإنجليزي والإيطالي والفرنسي.