أصبح دفع المال ضروريًا ضمن اشتراك شهري، مقابل الحصول على أمان إضافي، وحماية الهوية، والقدرة على تعزيز وصول المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
شاركت شركة “ميتا” مؤخرًا خدمة “Meta Verified”، وهي خدمة اشتراك شهري مدفوع، توفر أمانًا وظهورًا أكبر للحساب على “فيس بوك” و”إنستجرام”، كما تشمل أيضًا خدمة دعم مخصصة للعملاء.
من جانبها، أعلنت منصة “تويتر” أيضًا عن خدمة “Twitter Blue”، التي سيتمكن المشتركون فيها فقط بدءًا من الشهر الحالي، من تأكيد هوية حساباتهم باستخدام أرقام هواتفهم.
ومنذ حزيران 2022، أصبح لدى شركة “سناب شات” خدمة مدفوعة تدعى “+Snapchat”.
في هذا الوضع الجديد، يتعيّن على المستخدمين تقييم ما يهمهم، وإذا كان المستخدم لا يثق في وسائل التواصل الاجتماعي دون مستوى عالٍ من الأمان، فسيكون عليه الدفع مقابل ذلك، أو إذا شعر المستخدم أن معدل ظهور المحتوى الخاص به قد انخفض بمرور الوقت، ستُعرض له هذه الاشتراكات المدفوعة كوسيلة لتعزيزه.
رئيس شركة “إنستجرام”، آدم موسيري، قال في مقطع مصوّر، “نحن نرى هذا على أنه حركة على مستوى الصناعة”، مستشهدًا بخطوات مماثلة في “تويتر”، و”يوتيوب”، و”ديسكورد”، و”ريديت”.
تعتمد شركات منصات وسائل التواصل مثل “ميتا” بشكل أساسي على عائدات الإعلانات، لكن نظرًا إلى تأثير ركود النمو العالمي على الإعلانات، شهدت تلك الشركات تباطؤًا في النمو خلال عام 2022، كما أن تغييرات في سياسة الخصوصية التي نفذتها شركة “آبل” على أجهزتها عام 2021، جعلت من الصعب على المسوّقين استهداف إعلاناتهم، ما أدى إلى تقليص الإنفاق على الإعلانات أيضًا.
وتراهن شركات التواصل الاجتماعي على أن الاشتراكات المدفوعة يمكن أن تقدم تدفقًا جديدًا للإيرادات، ويقدّر خبراء تقنيون أن حوالي 300 ألف مستخدم نشط يوميًا اشتركوا في “Twitter Blue” حتى كانون الثاني الماضي، بينما يوجد أكثر من 230 مليون مستخدم.
بينما توقعت ورقة بحثية لبنك “أمريكا”، أن تبلغ “ميتا” 12 مليون مشترك في الخدمة المدفوعة خلال عام تقريبًا، ما قد يولّد إيرادات إضافية قدرها 1.7 مليار دولار.
ما التكلفة
ستتوفر “Meta Verified” على “فيس بوك” و”إنستجرام” في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام، بعد فترة تجريبية في أستراليا ونيوزيلندا، حيث ستكلف 11.99 دولار أمريكي للمشتركين على الموقع الإلكتروني، أو 14.99 دولار للمشتركين من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
ولن تختفي أو يقل ظهور الإعلانات للمشتركين في الخدمة المدفوعة حاليًا، وهو ما يمكن أن يتغير مستقبلًا ضمن أجور اشتراكات مختلفة.
وأعادت “تويتر” إطلاق خدمة الاشتراك المدفوع في نهاية عام 2022، كجزء من جهود المالك الجديد إيلون ماسك، لتقليل اعتماد الشركة على عائدات الإعلانات، لتبلغ تكلفة الخدمة ثمانية دولارات للمشتركين على الموقع الإلكتروني، و11 دولارًا للمشتركين من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
سابقًا كانت تُمنح علامات التوثيق الزرقاء دون رسوم للسياسيين والعلامات التجارية والصحفيين وغيرهم من المستخدمين البارزين، بعد مراجعة الموقع لهويتهم، أما الآن فيمكن لأي شخص الدفع مقابل علامة التوثيق، دون الحاجة إلى التحقق من هويته.
ومن ميزات “Twitter Blue”، القدرة على تعديل التغريدات حتى 30 دقيقة بعد نشرها، وسحب التغريدات قبل عرضها للمتابعين، وتحميل مقاطع فيديو أطول، وكتابة تغريدات بطول 4000 حرف، مقابل 280 لغير المشتركين.
أعلنت الشركة مؤخرًا أنه بدءًا من 20 من آذار الحالي، سيتمكن المشتركون في “Twitter Blue” فقط من استخدام الرسائل النصية القصيرة لحماية حساباتهم باستخدام التصديق الثنائي، كما سيقل قريبًا عدد الإعلانات التي يراها المشتركون بنسبة 50%، وفق ماسك.