نفت رئاسة الهجرة التركية إشاعات مصدرها قناة تلفزيونية محلية عن نقل 600 ألف سوري من الولايات المتضررة في الزلزال جنوبي البلاد، إلى مدينة اسطنبول.
وجاء في بيان للهجرة مساء، الأربعاء 1 من آذار، أن برنامجًا صباحيًا تقدمه وسيلة إعلام محلية لم يسمّها، أطلق إشاعات حول نقل دائرة الهجرة 600 ألف لاجئ سوري إلى ولاية اسطنبول، من جنوبي البلاد دون ذكر المصدر.
وأضاف أن هذه الادعاءات هي محاولة لتعميم “معطيات غير واقعية وخيالية” عن طريق الادعاء دون ذكر المصدر.
“لا يمكن قبول تصريحات غير مسؤولة تتجاوز حدود الاستفزاز في هذه الأيام عندما تتم تعبئة أمتنا وحتى دول العالم المختلفة، بعد الزلزال الذي يعتبر أكبر كارثة في القرن”، أضاف البيان.
رئاسة الهجرة أشارت إلى أن الإشاعة، مثلها مثل الادعاءات الأخرى، قدمت حول اللاجئين خلال شباط الماضي، بعد الزلزال.
وأضاف أن إدارة الهجرة تواصل خلال فترة “الكارثة” عملها فيما يتعلق بالمؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات الهجرة الدولية.
وتصحيحًا للمعلومة الواردة عن نقل السوريين لاسطنبول، قالت الهجرة إن قرارًا صدر عقب الزلزال يُسمح للأجانب الذين يعيشون في منطقة الزلزال بالمغادرة إلى ولايات مختلفة على أساس مسجّل ومصرح به فقط.
التوقيت الذي وقع فيه الزلزال جنوبي تركيا، جاء مع قرب الانتخابات الرئاسية في تركيا، حيث تعمل أحزاب المعارضة جاهدة على استغلال قضية اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية فيها.
ولم تثنِ المأساة التي وقعت في عشر مدن تركية، السياسيين الأتراك عن خطاب الكراهية ضد اللاجئين، الذي أدى في نهاية المطاف إلى طرد السوريين من السكنات المخصصة لطلاب الجامعات في مرسين.
اقرأ أيضًا: الزلزال ودعاية أوزداغ.. السوريون في تركيا ضحايا أيضًا
أبرز هذه الاشاعات أطلقها السياسي التركي وزعيم حزب “الظفر” (النصر)، أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للاجئين، خلال الأيام الأولى للزلزال، أبرزها كان أن السوريين يسرقون المباني المدمرة، ويسطون على المتاجر في ولاية هاتاي.
ومع إعلان الحكومة التركية عن استقبال النازحين من الأماكن المتضررة في مساكن الجامعات، خرج أوزداغ داعيًا مؤيديه للتجمع أمام السكن الجامعي في مرسين للمطالبة بإخراج السوريين من الجامعات واستبدال أتراك بهم، ما أدى إلى طرد السوريين من السكن في نهاية المطاف.
وفي 13 من شباط الماضي، أعلنت المديرية العامة للأمن في تركيا، عن اعتقالها 14 شخصًا من مجموع 56 مطلوبًا يُتهمون بنشر إشاعات حول الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا، مشيرة إلى أن الشرطة تتعقب بقية المطلوبين.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئ، ويقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي وقع فيها الزلزال مؤخرًا.