منح محافظ القنيطرة في حكومة النظام السوري، معتز أبو النصر جمران، مهلة ثلاثة أسابيع لمنظمة “الهلال الأحمر السوري” لإعادة تقييم أوضاع مستحقي الدعم في المحافظة مجددًا، بعد أكثر من شهر على تقييم سابق أقصى أكثر من نصف السكان من المساعدة.
ونقلت جريدة “الوطن” المحلية اليوم، الأربعاء 1 من آذار، عن جمران قوله، إن وجود أخطاء ومحسوبيات وواسطة في التقييم الأخير الذي أجرته المنظمة بالقنيطرة، يتطلب إعادة إجراء لهذا التقييم بفريق محايد من خارج المنطقة.
وأضاف أنه بموجب التقييم الجديد، أقصيت العديد من “أسر الشهداء” والجرحى، وذوي الإعاقة، والأرامل، والمطلقات، مبديًا رفضه لأي تقييم منفرد لأي منظمة أو جمعية دون مشاركة المحافظة، “لأن التفرد بالتقييم أضر بالمحافظة وأسرها”.
وأعطى جمران مهلة أسبوع واحد لمديرية التربية لتعميم الدورات التعليمية على كل مناطق المحافظة، بالتنسيق مع الجمعيات العاملة بهذا المجال، وعدم اقتصار دوراتها على خان أرنبة ومدينة البعث، مطالبًا الجمعيات الإنسانية بخطتها السنوية وتحضيراتها لما ستقدمه للأسر في شهر رمضان.
ومع بداية العام الحالي، بدأت منظمة “الهلال الأحمر”، في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بتغيير خطة عملها وتخفيض أعداد المستحقين للمساعدة، بعد جولة ميدانية أجرتها نهاية 2022.
انتقادات عديدة وجهها مدنيون من أبناء محافظة القنيطرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رصدتها عنب بلدي، نددت بفساد المنظمة، ووجهت اتهامات لها بإعادة توزيع المخصصات الإغاثية بـ”الواسطة”، لمن تمكن من دفع المال للفريق الذي أجرى الجولة الميدانية.
“الوطن” نقلت أيضًا عن عضو المكتب التنفيذي لقطاع الإغاثة زايد الطحان، أن فريق التقييم “عمل وفق محسوبيات وبمزاجية وبعيدًا عن المهنية”، علمًا أن جميع أبناء القنيطرة بحاجة إلى المساعدة ولو بسلة غذائية، نظرًا إلى ظروف الحرب والواقع المعيشي الراهن من غلاء وتدني الرواتب والأجور.
رئيس فرع “الهلال الأحمر” بالقنيطرة، الدكتور جمعة حسن، قال لجريدة “البعث” الرسمية في وقت سابق، إنه متعاطف مع المدنيين المستبعدين من الدعم، خاصة من هم بحاجة إلى المساعدة الغذائية.
لكنه نفى أي مسؤولية لفرع “الهلال” بالقنيطرة عن التخفيض، مشيرًا إلى أن الاستبعاد جاء بعد استبانة عملية نفّذها العاملون بفرع “الهلال”، وبموجب معطيات الاستبانة ومعلوماتها التي وصلت إلى “الهلال الأحمر” وبرنامج الغذاء العالمي، اتخذت قرارات الاستبعاد.
وبحسب المعلومات الواردة في موقع “الأغذية العالمي“، والمنشورة نهاية 2022، فإن العائلات السورية في مختلف المناطق تواجه مستويات “غير مسبوقة” من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، ويكافح المزيد من السوريين من أجل وضع الطعام على موائدهم اليوم أكثر من أي وقت مضى.
ويقدّر “البرنامج” أن 12.1 مليون سوري يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي، وهذا يمثّل أكثر من نصف عدد السكان، ويزيد بنسبة 51% على عام 2019.
–