توفيت اليوم، الثلاثاء 28 من شباط، امرأة سورية لاجئة في لبنان، إلى جانب طفلتها التي تبلغ خمس سنوات، جراء حريق بمخيم للاجئين السوريين في لبنان.
وذكرت الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“، أن الحريق التهم خيمة السيدة في مخيم “الشفق” بعرسال، في البقاع الشمالي، دون ذكر تفاصيل إضافية حول أسباب الحريق.
وأبدى محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، عبر “فيس بوك“، أسفه للمأساة التي حصلت، موضحًا أن جثة الأم والابنة رجى نقلتا إلى مستشفى “عودة” في عرسال، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة الالتزام بشروط السلامة العامة داخل المخيمات لتفادي حوادث مماثلة مستقبلًا.
الحريق جرى إخماده من قبل أهالي البلدة واللاجئين السوريين.
وأطلق فريق “ملهم التطوعي” السوري حملة استجابة للعوائل المتضررة جراء حريق المخيم في عرسال، وقال عبر “فيس بوك”، إن “عددًا من الخيام في مخيم “الشفق” احترقت بالكامل، والعوائل خسرت كل ما تملك وحتى هويّاتها، وتوفيت إحدى الأمهات وطفلها”.
وبيّن أن إحدى الفرق التابعة لـ”ملهم التطوعي” موجودة في مكان الحادث، وستجري الاستجابة للعائلات وتعويضها عن الخسائر الكبيرة عبر حملة الاستجابة لمخيمات عرسال، داعيًا الراغبين للتبرع عبر الرابط الإلكتروني للاستجابة.
وتداولت شبكات محلية، وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صورًا وتسجيلات مصوّرة تظهر التهام النار بعض الخيام بالكامل، مبقية على هيكل حديدي فقط منها.
ويقيم في عرسال عشرات آلاف السوريين، موزعين على مخيمات حدودية تفتقر لأدنى الخدمات، في ظل ظروف معيشية ومناخية غاية في الصعوبة، كما تتعرض المخيمات السورية على فترات متقطعة لحرائق مختلفة الأسباب، منها ما هو طبيعي كالتماس الكهربائي، ومنها ما يأتي نتيجة أعمال عنف وشغب تطال هذه المخيمات.
السوريون في لبنان
تتضارب الأرقام والمصطلحات عند الحديث عن ملف اللاجئين السوريين في لبنان، فلا أرضية واضحة ومفصّلة يستند إليها المسؤولون اللبنانيون في هذا الصدد، ما جعل عدد السوريين في لبنان بين ثلاث إحصائيات متفاوتة، دون الاتفاق حتى على مسمّى وجودهم المتواصل منذ سنوات، حتى لا يجد لبنان نفسه أمام التزامات إضافية تجاههم.
وخلال تشرين الأول 2022، قدّم مدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، أحدث أعداد السوريين في لبنان وأضخمها في الوقت نفسه، متحدثًا عن مليونين و80 ألف “نازح” سوري، وهو عدد بعيد عن الذي طرحه الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون.
وبينما تحدث عون خلال لقائه نائبة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، في 13 من تموز 2022، عن 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، أحصى تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في 20 من تشرين الأول 2021، وجود نحو 852 ألف لاجئ سوري فقط في لبنان.
ويسمّي المسؤولون اللبنانيون خلال تصريحاتهم السوريين في لبنان بـ”النازحين”، رغم تعارض التسمية مع واقع التصنيف الأممي، الذي يميز بين النزوح واللجوء، باجتياز الحدود أو عدمه، باعتبار أن لبنان غير موقع على اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين.
وكانت عنب بلدي ناقشت في وقت سابق ملف اللاجئين السوريين في لبنان بالتزامن مع الحديث عن “عودة طوعية” تسعى لإتمامها السلطات اللبنانية، بالتنسيق مع النظام السوري.
–