انتقل حسان الشيخ (39 عامًا) مع عائلته المكونة من أربعة أطفال، بعد حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب عشر ولايات تركية وأربع محافظات سورية، في 6 من شباط الحالي، إلى منزل عائلته “العربي” (غير الطابقي) في بلدة القحطانية بمحافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا.
حسان قال، لعنب بلدي، إنه كان يعيش مع عائلته في شقة تقع في الطابق الرابع مجهزة “بشكل ممتاز” في أحد أحياء مدينة القامشلي، كما أنه يمتلك شقة أخرى في نفس الحي، إلا أنه لم يتخيل يومًا أنه سيضطر للعيش في منزل عائلته القديم ذي “الحوش العربي”، حيث أصبح أكثر أمانًا من أي بناء طابقي، بحسب رأيه.
يشتهر البيت العربي أو ما يعرف بالعامية بـ”الحوش العربي” في محافظة الحسكة، يوجود فناء مفتوح على السماء (غير مسقوف) تحيط به غرف متعددة بأحجام مختلفة مبنية من مواد خفيفة، كالطوب المصنع من الطين، والسقف الذي يكون خفيفًا ويتكون من طبقة من القش تمدد على شبكة من الأسلاك والجذوع الخشبية، ولكن حاليًا بدأ البعض يُدخل الأسمنت في بناءه بشكل أكبر والغرف تبنى من “البلوك”.
ومع حدوث الزلزال بشكل مفاجئ، شهدت مدينة القامشلي كغيرها من بقية المدن حركة نزوح للسكان، إذ فرغت أحياء كاملة من معظم قاطنيها، كانت وجهتهم إما إلى الريف أو إلى أحياء أخرى توجد فيها “بيوت عربية حصرًا”.
على وقع الطلب.. الأسعار ترتفع
عبد الرحمن سليمان (46 عامًا) من سكان مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إنه “هرب فورًا بعد حدوث الزلزال” مع عائلته إلى منزل أخيه في حي الزهور بالمدينة.
وحاليًا، يعيش عبد الرحمن مع عدد من أقاربه أيضًا في نفس المنزل “العربي” الواسع.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، عبر عدد من أصحاب المحلات العقارية في المنطقة، أثّر الزلزال في سوق العقارات بشكل فعلي.
معن الدقوري (35 عامًا)، صاحب مكتب عقاري في مدينة الحسكة، قال لعنب بلدي، إن الزبائن بدأت تسأل عن أسعار البيوت العربية بشكل متزايد، مضيفًا أن أسعار مبيعها زادت بمقدار الضعف خلال الشهر الحالي فقط.
كما توقف الكثير من أصحاب البيوت “العربية” في المنطقة، ممن كان يعرضون منازلهم للبيع عن ذلك، بينما طلب بعضهم تأجيل عملية البيع لوقت آخر، بحسب الدقوري.
وشهدت تكاليف إيجارات المنازل “العربية” أيضًا، ارتفاعًا في قيمتها بما يتناسب مع كثرة الطلب عليها.
بالمقابل شهد الإقبال على إيجارات الشقق الطابقية، خاصة المرتفعة منها، ركودًا واضحة في حركة الإيجار والشراء أيضًا، بسبب مخاوف ارتبطت بالزلزال.
ويبلغ الحد الأدنى من قيمة إيجارات المنازل “العربية” حاليًا في المنطقة نحو 50 دولارًا أمريكيًا، وقد يصل أحيانًا إلى 100 دولار أمريكي.
وتسبب الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، مؤثرًا على أربع محافظات سورية، بوفاة 1414 شخصًا في محافظات حماة وحلب واللاذقية، ضمن سيطرة النظام، و2274 شخصًا في مناطق شمال غربي سوريا.