عروة قنواتي
لم يكن أشد المتشائمين والكارهين لألوان الريدز في كرة القدم يتوقع هذه الحصيلة التي وصل إليها يورغن كلوب مع ليفربول في الموسم الحالي، خروج مبكر من المنافسات المحلية والأوروبية، وآمال وأمنيات تنشد مركزًا متقدمًا في “البريميرليغ” لحفظ ماء الوجه في الموسم المقبل، على الرغم من فداحة الخسارة ونكبة الأداء، وشعور الجماهير والمتابعين بأنه لم يعد بالإمكان أفضل مما كان، وأن تقاذف المسؤولية هنا وهناك لم يعد مجديًا.
ليفربول في موسم استثنائي مع يورغن كلوب الذي يستعد على ما يبدو لحمل حقيبته خارج أسوار النادي، مقفلًا صندوق العمل مع الريدز بعد سنوات من الإنجاز والتقدم والبناء، وهذه طبعًا حال كرة القدم.
لربما كانت نتيجة الذهاب في الدور ثمن النهائي من بطولة “الشامبيونزليغ” أمام ريال مدريد هي التي دقت ساعة الرحيل، كاشفة مدى العجز عن إصلاح أي شيء في هذا الموسم مهما كانت جودة الأسماء في الفريق واضحة ولامعة، فأن يتقدم الفريق على أرضه بهدفين في ربع ساعة، ثم يتلقى خماسية (مع الرأفة والرحمة)، فإنه لعمري مصاب أليم بحق الأنفيلد وجماهيره وعشاقه وألوان قميصه، مع الاحترام طبعًا للأداء الطيب والشجاع والمعتاد من النادي الملكي بهوية البطل الحقيقي الظاهرة في مبارياته دائمًا ضمن دوري أبطال أوروبا.
موسم خاض فيه يورغن كلوب مع محمد صلاح وزملائه في مختلف البطولات 34 مباراة، خسر في 11 منها وتعادل في سبع وفاز في 17 مباراة، سجل 62 هدفًا وتلقت شباكه 46 هدفًا، ومع وجود نتيجتين ثقيلتين طبعهما فريق ليفربول في شباك بورنموث (9 -0)، وغلاسكو رينجيرز (7 -1)، إلا أنه تعرض لرباعية مقابل هدف من نابولي والخماسية الملكية مقابل هدفين قبل أيام. صحيح أنها كرة القدم بكل أحوالها، ولكن هل فعلًا هذا هو نادي ليفربول؟
خروج مبكر من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية ومن كأس الاتحاد، وتوسط لسلم الترتيب بين الثامن والعاشر، واستعداد لمغادرة دوري الأبطال من الدور ثمن النهائي، ولا وجود لأي اسم تهديفي صاعق ضمن لائحة أبرز الهدافين في هذا الموسم… فأين تكمن مشكلة ليفربول أيها السادة؟
شيء غريب وصادم في النتائج والتعاطي مع المباريات، فقد حفظت الفرق قوة الفريق الأحمر وأساليبه، والمشكلة ليست في طريقة اللعب وإنما في الأسلوب، بجانب الحالة البدنية لكل اللاعبين لا سيما الوسط، ماذا يفعل كلوب إذًا عندما تنتهي مواجهة ويستعد لمواجهة ثانية؟
في نيسان 2022، وقع يورغن كلوب تجديد عقده مع ليفربول حتى صيف العام 2026، وهو ما زال يراهن على بناء جديد وحالة تخطيط أكبر وأقوى بعد شبه الانهيار الحاصل في أسلوب وهوية الفريق هذا الموسم، ولكن درجات اللوم على كلوب تزداد ساعة بعد ساعة، وهذا ما يهدد استقراره وبقاءه نوعًا ما مع نهاية هذا الموسم، فأغلب النقاد واللاعبين القدامى صوّبوا سهامهم تارة نحو محمد صلاح وتارة تجاه يورغن كلوب.
كلوب، وفي تصريحات سابقة، تقاسم المسؤولية مع ظروف النادي وظروف مجلس الإدارة أيضًا، بقوله، “لا يمكننا أن نبدأ التخطيط بشكل مبكر من أجل الانتقالات لأننا لعبنا نهائيًا تلو الآخر، وواصلنا المنافسة حتى الدقيقة الأخيرة بالموسم الماضي، ولعبنا نهائي دوري أبطال أوروبا ثم حظينا بفترة توقف قصيرة ثم العديد من الإصابات وبعد ذلك كأس العالم”.
وأضاف، “النادي لا يعمل بالطريقة التي تستهدف الإنفاق بكثرة ومن ثم انتظار ما سيحدث، إجراء الانتقالات لدينا لا بد أن يكون في مكانه الصحيح”.
وهذا يعني أن كلوب مطمئن للعمل في المرحلة المقبلة، وأن ما يجري حاليًا وفق منظومة عمله في إطار تحصيل الحاصل، وهو الذي اعتاد سابقًا المنافسة الشديدة والصراع القوي في أفضل أحوال الريدز، ورمي المنشفة سريعًا ومبكرًا عندما يكون المصاب أليمًا وفي بدايته، ولكن، هل العشاق والجماهير مطمئنون أيضًا لرحلة جديدة مع يورغن كلوب؟