جنديرس.. آلاف العائلات المتضررة بالزلزال تعاني نقص المأوى والطبابة

  • 2023/02/26
  • 11:10 ص

ممرض داخل عيادة متنقلة في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي تقدّم خدمات طبية للأهالي المتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا ومناطق متفرقة في سوريا- 11 شباط 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

عنب بلدي – ريف حلب

بعد ساعة من حدوث الزلزال في 6 من شباط الحالي، خرج الشاب إبراهيم خالد الحمام زحفًا من تحت الأنقاض، عقب انهيار منزله في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي.

رغم نقل الشاب (26 عامًا) إلى المستشفى وعلاجه بشكل إسعافي، فإنه لا يستطيع السير على قدميه، بعد مرور أكثر من 14 يومًا على الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية.

يعاني الشاب الناجي هرسًا وكسورًا في كلتا قدميه ورضوضًا عديدة، بسبب انهيار “الجسر الأسمنتي” عليهما، عقب محاولة فاشلة للهرب من المنزل الذي يقيم فيه منذ ثلاث سنوات.

ويقيم الشاب النازح من ريف حلب الغربي في خيمة مع أقاربه حاليًا قرب البلدة التي كانت أكثر مناطق الشمال السوري تضررًا.

ولا تزال مئات العائلات في بلدة جنديرس بحاجة إلى مأوى وطبابة، رغم نشاط عشرات المنظمات والجمعيات التي تقدّم الخيام والمساعدات، وانتشار مراكز الإيواء.

من جهته، يعاني الشاب عبد الرحمن علاوي (25 عامًا) تفتتًا في عظام قدمه التي أصيبت خلال محاولته إخراج أخواته من منزل العائلة في البلدة.

وقال الشاب لعنب بلدي، إن الإصابة طالت أخته أيضًا، إذ تعاني آلامًا في كتفها، وكذلك زوجته التي أُصيبت برأسها.

وبدموع منهمرة، وغصة خنقت صوتها، لم تستطع والدة عبد الرحمن متابعة حديثها في خيمة إيواء تضم أربع عائلات قرب بلدة جنديرس، وشكت لعنب بلدي سوء الحالة التي تعيشها، كما ناشدت الدعم الطبي لابنها وابنتها.

ونجا الشاب حسين مع زوجته وأطفاله الثلاثة من تحت الأنقاض بعد خمس دقائق على حدوث الزلزال، بمساعدة أحد جيرانهم، مشيرًا إلى أنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فالخرسانة الأسمنتية كانت تطبق على رأسه وصدره.

روى حسين لعنب بلدي تعرض زوجته لكسر في الأنف، وأولاده لبعض الرضوض، واصفًا حالهم بـ”المشردين”، إذ يقيمون حاليًا في خيمة لأقاربهم، ولا يزالون بحاجة إلى رعاية طبية.

لا أثر للمنظمات الدولية

تتشابه حال الشاب إبراهيم وحسين وعبد الرحمن وأخته مع مئات الحالات التي لا تزال بحاجة إلى دعم ومساعدة، إثر الزلزال الذي أسفر عن 2274 حالة وفاة و12400 مصاب شمال غربي سوريا.

رئيس المجلس المحلي في جنديرس، محمود حفار، قال لعنب بلدي، إن عدد الأبنية المنهارة في البلدة إثر الزلزال أكثر من 270 بناء انهارت بشكل كامل، وأكثر من 1000 بناء متشقق ومتصدع غير صالح للسكن.

وأوضح حفار أن الزلزال ألحق الضرر بـ7000 عائلة، 4000 منها طالتها الأضرار بشكل مباشر، والعائلات المتبقية خرجت لأن بيوتها لم تعد صالحة للعيش.

وذكر حفار أن عدد الوفيات التي أحصاها المجلس بعد تشكيل فريق إغاثي وطبي وإحصائي، تجاوز 1100 حالة، وكانت الإصابات البليغة أكثر من 850 إصابة، والمتوسطة والخفيفة أكثر من 4000 إصابة.

وتابع أن أكثر من 60% من المتضررين يبيتون في الخيام أو بمراكز الإيواء، ولا يزال الأهالي بحاجة ملحة إلى مأوى ومعونات مستدامة على مدى متوسط نحو ستة أشهر.

وأغلب الجهود محلية مع دعم من معظم مناطق الشمال، وفق رئيس المجلس المحلي في جنديرس، الذي أشار إلى أن المنظمات الدولية ليس لها أثر حقيقي في تغيير الواقع حتى الآن.

وسبق أن نشر المجلس المحلي في جنديرس بيانًا لاحتياجات الأهالي في 19 من شباط الحالي، جاء فيه أن الأهالي المتضررين بحاجة إلى تأمين المواد الإغاثية والغذائية، ودعم محطات المياه في البلدة وريفها بالمحروقات لتشغيلها.

وكذلك تحتاج البلدة إلى ترميم المدارس المتشققة بشكل جزئي وعددها 21 مدرسة، وتأمين أغذية الأطفال والحليب، وما يلزم للأمهات ورعاية أطفالهن، وترميم خزانات المياه والمساجد المتضررة.

ويتواصل دخول المساعدات إلى البلدة المنكوبة، وكذلك تستمر الفرق التطوعية والطبية بتقديم خدماتها في مراكز الإيواء التي لجأ إليها الأهالي المتضررون، لكنها تبقى مؤقتة أمام حجم الكارثة.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في ريف حلب ديان جنباز

مقالات متعلقة

  1. مدرسة جنديرس.. دعم محدود بعد الإنشاء
  2. متضررو الزلزال بانتظار من يرمم منازلهم
  3. ذكريات الزلزال من جنديرس.. أيام أشبه بـ"القيامة"
  4. جرافيتي فوق ركام أبنية ومنازل دمرها الزلزال في جنديرس

مجتمع

المزيد من مجتمع