فيلم “SNOWPIERCER”.. الحرب لأجل البقاء في وجه الكارثة
يعالج الفيلم الأمريكي “SNOWPIERCER“، أو “محطم الثلج” بالعربية، قصة خيالية حول فترة قريبة من نهاية العالم، ترتبط بكارثة طبيعية حصلت وغيّرت وجه الحياة وقلّصته في العالم ككل.
والقضية أن تجربة فاشلة للجم الاحتباس الحراري أسفرت عن الدخول في عصر جليدي قضى على الحياة وملامحها ومظاهرها على سطح الأرض، مستثنيًا مجموعة من الناجين فقط أمام خراب العالم كله.
يجتمع الناجون في قطار طويل يسير في رحلة غير محددة المكان أو المحطة، ويحتوي هذا القطار كل ما يبقيه في حركة دائمة دون توقف، كما يعكس إلى حد بعيد صورة مصغرة عن العالم كما هو في الواقع بعيدًا عن الكوارث، فالبشر على متن القطار مقسمون كما في الحياة إلى فئات وطبقات.
وتتصدّر العربات الأولى من القطار الفئات الأرستقراطية، التي تمتلك المال والنفوذ، وبإمكانها في قلب الأزمات والكوارث أن تعيش حياتها بمعزل عن المؤثرات الخارجية، بينما تتراجع الفئات الفقيرة إلى العربات الخلفية، وعلى عاتقها مهام يومية متعلقة بتزويد القطار بالوقود، مقابل قوت يومها الذي بالكاد يبقيها على قيد الحياة.
السياسة في القطار تتعلق بالحديث وانتقاد من يقيم في العربة الأولى، قائد القطار، ومطوّر محركه الذي لا يقهر، ما يعني أن الحديث عن هذا الشخص بمنحى سلبي سيقود صاحبه إلى مقصلة العقاب.
لا محاكمات إلا ما تفرضه اللحظة الراهنة، ولا مسوغات لاستمرار العربات الأخيرة في الشقاء أكثر من مجرّد البقاء على قيد الحياة، ما يولّد لدى ركاب القطار رغبة بالثورة والتمرد، بعد 17 عامًا من الصمت.
تبدو في الفيلم الأكاذيب التي يطلقها المتحكمون بمسار القطار جليّة للمشاهد، فرغم إمكانية العيش وإعادة دورة الحياة مجددًا على الأرض خارج القطار، فما يشيعه من يديرون القطار يخالف ذلك، في سبيل التحكم بالناس، عبر الشائعة والأكذوبة، وهو ما يحدث فعلًا أمام الكوارث الحقيقية في العالم، لربط مصير شعب أو جمهور بمن يسوسه.
كما تجسّد الأحكام العرفية السريعة غير القابلة للنقض والاستئناف فكرة قانون الطوارئ الذي تفرضه السلطة في مناطق الكوارث التي تعمها الفوضى، وتطغى فيها نزعة البقاء على أي قانون أو تشريع أرضي آخر.
الفيلم من إخراج بونج جون هو، الذي شارك في التأليف إلى جانب جاك لوب، وبنجامين ليجراند، كما يشارك في البطولة كل من كريس إيفانز، وتيلدا سوينتون، وجون هيرت، وجيمي بيل، وإد هاريس.
صدر الفيلم عام 2013، وبلغ تقييمه 7.1 من 10 عبر موقع “IMDb” لتقييم ونقد الأعمال الدرامية والسينمائية، وصدر عام 2020 مسلسل درامي حمل الاسم نفسه بأبطال مختلفين، مركزًا على الفكرة ذاتها والحرب الطبقية وحالة الظلم الاجتماعي، والدفاع عن البقاء، عبر قطار يحمل بقية البشر في رحلة بأرض قاحلة هذه المرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :