بالواسطة أم للمحتاجين فعلًا؟
“الهلال الأحمر” يعيد هيكلية توزيع المساعدات في القنيطرة
مع بداية العام الحالي، بدأت منظمة “الهلال الأحمر السوري”، في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بتغيير خطة عملها وتخفيض أعداد المستحقين للمساعدة، بعد جولة ميدانية نهاية 2022.
شكاوى عديدة تحدث عنها مدنيون من أبناء محافظة القنيطرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نددت بفساد المنظمة، موجهة اتهامات لها بإعادة توزيع المخصصات الإغاثية بـ”الواسطة”، لمن تمكن من دفع المال للفريق الذي أجرى الجولة الميدانية.
آلية جديدة
مريم (50 عامًا) واحدة من بين هذه الحالات، قالت لعنب بلدي، إنها كانت تتسلّم مستحقاتها من “الهلال الأحمر” بشكل دوري، خلال عام 2022، ومع بداية العام الحالي، تأخرت رسالة المعونة، ما دفعها لمراجعة المركز، حيث علمت أن اسمها أزيل من قوائم الدعم.
الموظف الذي قابل مريم أبلغها أن المنظمة تطبق آلية عمل جديدة بعد جولة أجراها فريق تابع لها في المحافظة.
وعن أسباب إزالة الاسم قالت مريم، إن المنظمة أبلغتها بإزالة اسمها بسبب امتلاكها أرضًا زراعية ومنزلًا، ما يعني أنها ليست بحاجة إلى دعم.
وبحسب قوانين الدعم التي تطبقها المنظمة في محافظة القنيطرة، فإن من لا يملكون منازل ومصدرًا للدخل، لهم الأولوية في الحصول على الدعم، إذ يعيش قسم من سكان المحافظة في منازل مستأجرة.
محمد (55 عامًا)، مقيم في ريف القنيطرة الشمالي، نموذج آخر عن تبديل نظام المعونة، إذ حُرم من مخصصاته الإغاثية رغم إعاقة جسدية يعانيها بطرفه الأيسر، إذ لا يمكنه العمل، وهو أب لثلاثة أطفال.
ألغت منظمة “الهلال الأحمر” اسمه من جداول الدعم عقب التغييرات الأخيرة، كونه يعيش في منزل والده المتوفى، وبالتالي فإنه يسكن بمنزل تملكه عائلته، وليس مستأجرًا.
محمد قارن وضعه بجاره الذي يملك محلًا تجاريًا وسيارة ومنزلًا، لكن الدعم لم ينقطع عنه، لأن والده يعمل في منظمة “الهلال الأحمر”، إذ تسلّم مخصصاته بشكل اعتيادي خلال وقتها المحدد.
“الهلال” يبرر
رئيس فرع “الهلال الأحمر” بالقنيطرة، الدكتور جمعة حسن، قال لجريدة “البعث” الرسمية، إنه متعاطف مع المدنيين المستبعدين من الدعم، خاصة من هم بحاجة إلى المساعدة الغذائية.
لكنه نفى أي مسؤولية لفرع “الهلال” بالقنيطرة عن التخفيض، مشيرًا إلى أن الاستبعاد جاء بعد استبانة عملية نفّذها العاملون بفرع “الهلال”، وبموجب معطيات الاستبانة ومعلوماتها التي وصلت إلى “الهلال الأحمر” وبرنامج الغذاء العالمي، اتخذت قرارات الاستبعاد.
جريدة “البعث” قالت إن حسن لم يُشر إلى أخطاء عاملي فرع “الهلال”، إذ استُبعدت بعض العائلات لمهجرين يسكنون منازل مستأجرة، ولا يوجد معيل لها، إضافة إلى استبعاد الأرامل المهجّرات والأسر الأشدّ فقرًا.
كما أخفى حسن أن عدد الأسر المستفيدة في المحافظة كان 13 ألف أسرة، أي أن نسبة المستبعدين من الدعم بلغت 66%، وهو رقم “كبير جدًا” بالنسبة لمحافظة القنيطرة، بحسب “البعث”.
رئيس فرع “الهلال” في القنيطرة دعا الأسر المستبعدة لتقديم اعتراض، ليتم رفعه للمنظمة، وبرنامج الغذاء العالمي.
تخفيض الدعم للقنيطرة
عنب بلدي قابلت موظفة في منظمة “الهلال الأحمر” بالقنيطرة، تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية، وقالت إن إدارة المنظمة أبلغت فرع “الهلال” في القنيطرة، بوجوب إعداد استبانة جديدة قبل نهاية 2022، لرصد الوضع المعيشي وإعادة هيكلة توزيع الدعم على السكان.
الاستبانة هذه المرة كانت موسعة، بحسب الموظفة، لكن إعادة تنظيم المستحقات لم تكن قائمة على مقدار الحاجة، إنما على أساس مخصصات محافظة القنيطرة من السلال الإغاثية التي خُفضت بناء على طلب من برنامج الأغذية العالمي.
وأضافت أن أعداد المستفيدين من الدعم اليوم لا يشكّلون سوى 30% من مجمل المحتاجين من سكان القنيطرة بعد تطبيق آلية العمل الجديدة.
ولم يصدر أي إعلان رسمي من جانب برنامج الأغذية العالمي حول تخفيض الدعم المقدم إلى سوريا، أو إلى مناطق الجنوب السوري على وجه الخصوص، في حين استمر البرنامج بتقديم المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط الحالي.
وبحسب المعلومات الواردة في موقع “الأغذية العالمي“، فإن العائلات السورية في مختلف المناطق تواجه مستويات “غير مسبوقة” من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، ويكافح المزيد من السوريين من أجل وضع الطعام على موائدهم اليوم أكثر من أي وقت مضى.
ويقدّر “البرنامج” أن 12.1 مليون سوري يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي، وهذا يمثّل أكثر من نصف عدد السكان، ويزيد بنسبة 51% على عام 2019.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :