الإمارات وراء موافقة الأسد على فتح معابر الشمال أمام المساعدات

  • 2023/02/23
  • 5:48 م
رئيس النظام السوري بشار الأسد يلتقي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في دمشق- 12 شباط 2023 (سانا)

رئيس النظام السوري بشار الأسد يلتقي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في دمشق- 12 شباط 2023 (سانا)

قالت أربعة مصادر، إن الإمارات كانت وراء موافقة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على تمرير المساعدات الدولية إلى شمالي غربي سوريا عبر معبرين إضافيين لا يسيطر عليهما.

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء، اليوم الخميس 23 من شباط، عن أربعة مصادر لم تسمّها، قولها إن الإمارات كان لها دور في إقناع الأسد.

وتحدث وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، في 12 من شباط، في أثناء زيارته لدمشق، مع الأسد، حول قضية المعابر، بحسب ما قاله مصدران وصفت الوكالة أحدهما بأنه “على علم بتفكير الحكومة السورية”، بينما وصفت الثاني بأنه دبلوماسي رفيع.

وقال المصدر “المطلع على تفكير الحكومة” إن عبد الله بن زايد طلب من الأسد تقديم بادرة حسن نية للمجتمع الدولي ووصفها بأنها “لحظة حرجة”، مضيفًا أنه “لا ينبغي الاستهانة بدور الإمارات في إقناع الأسد”.

بينما قال المصدر الدبلوماسي الرفيع، إن “إحدى النقاط الرئيسية التي أثارها كانت الحاجة الملحة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية من أي طريقة كانت بحاجة إلى الوصول إليها”.

مصدر ثالث، وصفته الوكالة بأنه سوري مقرب من دول الخليج العربي، قال إن الإمارات استخدمت “قوتها الناعمة” ضد الأسد.

بينما أكد مسؤول تركي للوكالة أيضًا أن الإمارات لعبت دورها في إقناعه.

وفي 13 من شباط الحالي، أعلنت الأمم المتحدة عن إمكانية إيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر معبرين حدوديين إضافيين مع تركيا (باب السلامة، الراعي)، بعد إبلاغها موافقة النظام السوري على فتح هذين المعبرين لمدة ثلاثة أشهر.

وخلال الأيام الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 من شباط، خرجت قرارات من جانبي النظام السوري والولايات المتحدة الأمريكية، كما أقدمت الأمم المتحدة بعدها بيوم على أولى خطواتها كاستجابة لكارثة الزلزال، ضمن “صفقة سياسية بمشاركة أممية” بحسب تقرير أعدته عنب بلدي في وقت سابق.

الباحث في مجال الاقتصاد السياسي والإدارة المحلية بمركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أيمن الدسوقي، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن الإمارات هي الدولة الأكثر ترجيحًا للعب دور الوسيط لإنجاز هذه الصفقة، نظرًا لشبكة علاقاتها مع النظام والجهات الأخرى أطراف هذه الصفقة، من مانحين والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تركيا، ويأتي اهتمامها بدور الوسيط باعتباره مدخلًا لتعزيز دورها الإقليمي، بحسب رأيه.

وتصر الإمارات على أن تكون أكثر الدول العربية الداعمة لإعادة تعويم النظام عربيًا ودوليًا، لأهداف لا تبدو محددة تمامًا، منها البحث عن فرص اقتصادية واستثمارية في سوريا في إطار عملية إعادة الإعمار، وإثبات نفسها للجميع بأنها لاعب رئيسي في المنطقة، لها دورها وحضورها الذي لا يقل أهمية عن الدور التركي والسعودي والقطري، بحسب تحليل نشره موقع “مركز الإمارات للدراسات والإعلام”، في 5 من كانون الثاني الماضي.

اقرأ أيضًا: على حساب الزلزال.. قرارات تشير لصفقة بين دمشق وواشنطن

ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، عن مصدر خليجي قوله، إن الكارثة خلقت “دبلوماسية الزلزال” التي دفعت الانفتاح تجاه دمشق والتعاون بشأن الأزمة الإنسانية، مضيفًا “لقد أمضى الأسد السنوات الـ11 إلى الـ 12 الماضية يتطلع إلى موسكو وطهران، والآن عاد إلى التواصل مع جيرانه العرب”.

كما قال مسؤول إماراتي للوكالة، إن هناك “حاجة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا”.

روسيا “تتردد”

وفي سياق متصل، نقلت “رويترز” عن مصدر دبلوماسي روسي قالت إنه تحدث بشرط عدم كشف هويته، إن روسيا كانت ستمنع صدور قرار في مجلس الأمن يسمح بتوسيع وصول المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا.

وأضاف أن روسيا لم تتحدث مع الأسد بشأن الكيفية التي قد تصوت بها إذا تم تقديم مثل هذا القرار.

بينما قال ثلاثة مصادر، هم دبلوماسي غربي، ومسؤول لدى الأمم المتحدة، ومصدر سوري مطلع على المناقشات، إن روسيا أبلغت الأسد بأنها لن تكون في وضع يمكنها من استخدام حق النقض ضد مثل هذا القرار في ظل الضغط الدولي على الحصول على المساعدات.

بدوره، صرح نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، عقب إعلان الأمم المتحدة، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر المعبرين اللذين فتحتهما دمشق، لا يتطلب قرارًا من مجلس الأمن، لأنه قرار “سيادي سوري بحت”.

ولا يسيطر النظام السوري على هذين المعبرين، ويقعان تحت سيطرة المعارضة السورية، التي تدير أغلب المعابر على الحدود السورية- التركية.

وصرح مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، خلال الجلسة بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن “سوريا عبرت مرارًا عن التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية لمواطنيها أينما وجدوا على أراضيها، وهي تؤكد مجددًا أن شمال غربها جزء من أراضيها”.

وأضاف أن حكومته تدعم إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر جميع المعابر الممكنة من الحدود ومن داخل سوريا لمدة ثلاثة أشهر.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا