بعد دقائق من حدوث الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وتأثرت به مناطق الشمال السوري، مساء الاثنين 20 من شباط، بدأ تداول أنباء عن إصابات نتيجة حالات هلع وسط تحذيرات من أطباء ومختصين من الأضرار المترتبة على ذلك.
وبحسب أحدت إحصائية لـ”الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، بلغ عدد المصابين في الشمال السوري أكثر من 190 مدنيًا، بينهم أكثر من 150 في ريف إدلب، وأكثر من 45 في ريف حلب، دون تسجيل أي حالة لعالقين تحت الأنقاض.
وأرجع “الدفاع المدني” معظم حالات الإصابة إلى الهلع الذي أصاب المدنيين في المنطقة، ما أسفر عن حالات إغماء وإصابات بكسور وجروح نتيجة التدافع وانهيار عدد من جدران الأبنية المتصدعة.
وأظهرت صور وتسجيلات مصوّرة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة الهلع التي أصابت العائلات في المنطقة، ودفعتهم لمغادرة الأبنية والنزول إلى الطرقات بشكل فوري.
إسعافات أولية
المسعف والممرض في منظمة “بنفسج” عبد العزيز ناطور قال لعنب بلدي، إن معظم الحالات التي توافدت إلى المستشفيات كانت نتيجة الهلع، لافتًا إلى وجود إجراءات يمكن فعلها في حالات الهلع لتخفيف الإصابات المترتبة عليها.
ويجب وضع المصاب بحالة توقف القلب بـ”وضعية الإنعاش” من خلال إبقاء المريض مستلقيًا على جسم صلب (لوح خشبي)، والبدء بالإنعاش القلبي الرئوي “فم لفم” أو باستخدام “آمبو” (جهاز تنفس صناعي يدوي).
وتُكرر العملية ثلاث مرات مع إغلاق أنف المصاب، ورفع رأسه لتحرير مجرى التنفس، وفق ما قاله ناطور.
وأضاف ناطور أن عملية الإنعاش يجب أن تُنفذ تزامنًا مع العمل على نقل المصاب إلى أقرب مركز صحي.
كما يجب وضع المصاب بـ”وضعية الصدمة” مع تدفئة جسمه بالشكل اللازم ومحاولة طمأنته، وفي حال غياب المصاب عن الوعي يوضع بوضعية الإفاقة (الأمان الجانبي).
بينما يجب التعامل مع الأشخاص المصابين بكسور ورضوض إثر حالة الهلع التي دفعت العديد منهم للقفز من أماكن مرتفعة والتدافع في أثناء عمليات الإخلاء، على أن المصاب بحالة “صدمة”، بالإضافة إلى تثبيت العضو المكسور أو المرضوض بأي معدات متاحة (جبائر بسيطة، جرائد، ألواح خشبية، أربطة للتثبيت).
وتُعامل الرضوض في الأطراف على أنها كسور، بينما تُعامل الرضوض في بقية أجزاء الجسم بحسب موضعها، إذ يوضع المصاب برض في الصدر بـ”وضعية نصف جلوس”، وفق ما قاله ناطور.
بينما يوضع المصاب برض بالرأس بـ”وضعية الإفاقة”، والمصاب برض بالبطن بوضعية تمرين المعدة، وينقل المصاب بنفس الوضعية إلى أقرب مركز صحي.
ضرورة الدعم النفسي
مديرة حالة في مستشفى “الشفاء” بعفرين، نجوان هوى، قالت لعنب بلدي، إن الدعم النفسي أساسي في حالات الهلع، ويفترض أن يبدأ من المحيط قبل أن يصل المصاب إلى فريق الدعم النفسي المختص في حال استمرار الحالة.
ويجري التعامل مع حالات الهلع من خلال إجراء نشاط التنفس العميق أو أنشطة الاسترخاء العضلي، وتحفيز المصاب لتخيل مشاهد أو أحداث مبهجة ودفعه باتجاه التفكير الإيجابي.
وأضافت هوى أن من الضروري التحدث إلى المصاب بنوبة هلع بشكل منطقي من خلال مناقشة المجريات المحيطة به، ومحاولة إبعاده عن أي عوامل يمكن أن تُفاقم حالته.
ويُعد الأطفال من أكثر الفئات عُرضة للخطر المترتب على حالات الهلع، ما يفرض تقديم رعاية خاصة لهم من قبل ذويهم ومحيطهم بشكل فوري.
وأوصى الممرض عبد العزيز ناطور ذوي الأطفال بتقديم الأمان والدعم اللازمين من خلال تكرار عبارات تؤكد للطفل أنه ليس وحده، ما يساعده على التصرف بهدوء أكبر.
كما أوصى ناطور بضرورة مساعدة الأطفال بشكل مسبق استعدادًا لأي طارئ من خلال شرح الإرشادات التي توفر لهم أعلى مستويات الأمان في حال حدوث هزة أرضية، بالإضافة إلى إبعادهم قدر الإمكان عن الأخبار السلبية.
–