سلاح فائق الدقة.. ما القنبلة التي استخدمتها إسرائيل في دمشق
بعد ساعات من الغارات الإسرائيلية التي ضربت مقرًا أمنيًا في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق، بدأ الحديث عن أن الغارات استهدفت اجتماعًا رفيع المستوى وسط توقعات خبراء عسكريين لنوعية القنابل المستخدمة، وتضارب آراء المختصين حول الشخصيات المستهدفة.
وأسفرت الغارات، الأحد 19 من شباط، عن قتلى وجرحى وأضرار مادية في واجهة البناء المستهدف ومحيطه، بحسب ما أظهرته صور وتسجيلات مصوّرة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما توزعت الأضرار في مواقع متفرقة من دمشق وريفها، لم يُعرف إن كانت جميعها نتيجة الغارات الإسرائيلية مباشرة، أو بالصواريخ السورية المضادة.
لمَ “Spice”؟
رجّح العديد من الخبراء أن القنبلة المستخدمة بالاستهداف الإسرائيلي في كفرسوسة من نوع “Spice”.
الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، قال لعنب بلدي، إن القنبلة المتوقع أن تكون استخدمت في الغارات الإسرائيلي هي “Spice-1000” أو “Spice-2000”.
وأوضح قدور أن الأضرار المترتبة على الغارات لم تكن كبيرة، إذ تظهر الصور والتسجيلات المصوّرة أن القنبلة استهدفت بشكل مباشر موقع الاجتماع، في القبو قرب البناء، ولم تستهدف البناء نفسه، ما جعل الأضرار في البناء تقتصر على أضرار في الواجهة.
وتتماشى نوعية السلاح المستخدم مع سياسة إسرائيل بالضربات على سوريا، وفق ما قاله قدور، لافتًا إلى أن إسرائيل تريد استهداف الخطر الأمني بشكل مباشر دون أضرار جانبية كبيرة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استخدام قنابل “Spice”.
وحول احتمالية استخدام قنبلة “GBU-39″، قال قدور، إن هذه القنابل انزلاقية وتترك أضرارًا أكبر من التي خلّفتها الغارات في موقع الاستهداف.
من جهته، رجح المحلل الاقتصادي والسياسي في شؤون الشرق الأوسط الأكاديمي محمد صالح الفتيح، استخدام قنابل “Spice” بالاستناد إلى صورة من موقع الاستهداف تظهر جزءًا صغيرًا من الحطام وبقايا السلاح المستخدم، وفق ما ذكره عبر “تويتر“.
واستند الفتيح إلى أن الضربة نُفذت من فوق بحيرة “طبريا” أو غربها أي من مسافة تزيد على 100 كيلومتر.
ويشبه هذا المدى الذي نُفذت منه عملية اغتيال القيادي والأسير السابق في إسرائيل سمير القنطار في سوريا عام 2015 باستخدام قنابل “Spice-2000”.
وقال حساب “Sam“، المتخصص برصد آثار الضربات الإسرائيلية في سوريا عبر “تويتر”، إن حجم الدمار في الموقع المستهدف يشير إلى احتمالية استخدام “Spice-1000” أو “Spice-2000”.
ما مجموعة “Spice”؟
بحسب هيئة “رافائيل” المسؤولة عن إنتاج وتطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، توفر مجموعة “Spice” قدرات مميزة في التوجيه ودقة الاستهداف.
وتُنفذ الاستهدافات بقنابل “Spice-1000″ و”Spice-2000” من مدى يتراوح بين 60 و100 كيلومتر، وهي مزوّدة بنظام ملاحة ذاتي.
وتقدم ضربات دقيقة ومتزامنة، ويمكن لقنابل “Spice-1000″ و”Spice-2000” إصابة أهداف متحركة وبدقة عالية باستخدام تقنيات “EO/IR” و”GPS” التي تتيح للقنابل مطابقة صور الهدف وتغيير مسارها بشكل جزئي.
كما تجعل قدرة القنابل الفائقة على إصابة الهدف احتمالية وجود أضرار جانبية ضئيلة.
وفي وقت سابق، ذكر المحلل الاقتصادي والسياسي في شؤون الشرق الأوسط الأكاديمي محمد صالح الفتيح، عبر “فيس بوك“، أن إسرائيل تستخدم منذ نهاية عام 2015 قنابل “SPICE” في هجماتها على سوريا.
وعام 2019، نشرت “الموسوعة العسكرية السورية” صورًا لبقايا قنابل “SPICE-1000” استُخدمت بضربة استهدفت مواقع في سوريا.
كما استُخدمت القنابل في استهداف قيادي بحركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة عام 2022، بحسب ما نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
الثانية في 2023
تعد الضربة الإسرائيلية التي ضربت مناطق متفرقة من دمشق وريفها، أبرزها مقر أمني في كفرسوسة، الثانية منذ مطلع عام 2023.
وفي 19 من شباط الحالي، قال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن “رشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، استهدفت بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن الهجوم، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء بعد ساعات من الهجوم، إن إيران هاجمت الأسبوع الماضي مرة أخرى ناقلة نفط في الخليج، وأضرّت بحركة الملاحة الدولية.
من جهته، رجح الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، أن الضربة استهدفت اجتماعًا لقيادات في “الحرس الثوري الإيراني”، وشخصيات لبنانية وعراقية وسورية بارزة.
وأرادت إسرائيل من خلال هذه الغارات إيصال رسائل إلى إيران لردعها ردًا على استهداف ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي، وفق ما ذكره قدور.
وذكر ناشطون إسرائيليون أن الموقع المستهدف هو المدرسة الإيرانية في حي كفرسوسة، التي تُستخدم منذ سنوات مكتب إغاثة لـ”فيلق القدس الإيراني” في دمشق.
وهي أيضًا المدرسة التي غادرها القيادي في “حزب الله” عماد مغنية، قبيل مقتله إثر انفجار سيارة مفخخة عام 2008، وعلى الجانب الآخر من الشارع مكاتب “الوحدة 840″ التابعة لـ”فيلق القدس” أيضًا.
وفي 2 من من كانون الثاني الماضي، أسفرت غارة إسرائيلية عن إخراج مطار “دمشق” الدولي عن الخدمة لساعات، ومقتل عنصرين من قوات النظام السوري، وإصابة اثنين آخرين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية.
وأحصى مركز “جسور للدراسات”، في تقرير أصدره نهاية كانون الأول 2022، عدد الضربات الإسرائيلية خلال عام 2022، حيث بلغ 28 ضربة، مستهدفة 235 موقعًا، منها 68 موقعًا لقوات النظام السوري، و224 هدفًا للميليشيات الإيرانية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :