نعى صحفيون سوريون ومعارضون الصحفي والسيناريست السوري حكم البابا، الذي توفي اليوم، الأحد 19 من شباط.
توفي حكم البابا بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 62 عامًا، قضاها في العمل الإعلامي وكتابة السيناريو والشعر.
وأشاد العديد من الصحفيين والمعارضين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف حكم البابا الداعمة للثورة السورية، بينما انتقد آخرون مواقفه “الطائفية”.
من حكم البابا؟
حكم البابا هو صحفي وسيناريست سوري من مواليد مدينة حماة السورية عام 1961.
حصل على دبلوم في التأهيل الإعلامي قسم الصحافة من معهد الإعداد الإعلامي في دمشق 1982.
كما حصل على إجازة في الفنون المسرحية قسم النقد والأدب المسرحي من المعهد العالي في الفنون المسرحية بدمشق عام 1991.
واضطر البابا إلى مغادرة سوريا والانتقال للعيش في دولة الإمارات حيث توفي.
“الصحفي الحر”
“ربما أصبحت قديمًا أو متخلفًا أو أعيش على أطلال الماضي، أو أن الأحداث تجاوزتني، لكنني سأبقى حتى آخر لحظة من عمري، أعتبر الثورة السورية هي أهم ما عشته في حياتي”، كان هذا من أواخر المنشورات التي كتبها حكم البابا، عبر حسابه في “فيس بوك”، الذي يحمل الكثير من المواقف الداعمة للثورة السورية.
ويعد البابا من كبار الصحفيين السوريين الذين أظهروا موقفًا معارضًا للنظام السوري منذ بداية الثورة.
كما ظهر مرارًا على وسائل إعلام عربية لينتقد وسائل إعلام النظام السوري، معتبرًا أنها “إعلام مضحك لا يشاهده أحد”.
في المقابل، انتقد ما آلت إليه الثورة السورية، والأشخاص الذين أوصلوا الثورة إلى هذا “الوضع المزري”، بحسب قوله.
وردًا على صمته قبل قيام الثورة السورية، قال البابا إنه “كتب ضد النظام السوري منذ عام 2000، وتعرض لاستدعاءات أمنية مرارًا”.
وكتب عنه المعارض السوري جورج صبرا، “رحم الله حكم البابا، فقد كان صوتًا صارخًا من أصوات المثقفين الديمقراطيين من أجل التغيير قبل الثورة”.
عمل البابا في مجلة “هنا دمشق” وجريدة “تشرين”، كما عمل مراسلًا لمجلتي “صباح الخير” و”الفن السابع”، ثم انتقل للعمل محررًا ثقافيًا في الموقع الإلكتروني لقناة “العربية”.
طائفية معلَنة
انتقد الحقوقي السوري حسام القطلبي حكم البابا والشخصيات السورية البارزة التي نعته، معتبرًا أنه “الضبع المتوحش” الذي حرّض ضد الناشطتين السوريتين سميرة خليل ورزان زيتونة المختطفتين والمغيبتين منذ عام 2013 من قبل مجموعة مسلحة مجهولة في مدينة دوما (الخارجة عن سيطرة النظام حينها).
وقال القطلبي، إن حكم البابا قال في وقت سابق خلال وجود سميرة خليل في دوما، “ماذا تفعل تلك العلوية في دوما، ولماذا نسمح بهذا الاختراق الأمني”.
وأظهر البابا موقفًا واضحًا مناهضًا للطائفة العلوية، واعتبر أن المشكلة بما يحدث في سوريا “ليست أن تكون مواليًا أو معارضًا بل أن تكون علويًا أو سنيًا”.
أعمال حيّة في الذاكرة
كتب البابا العديد من الأعمال التلفزيونية الكوميدية الساخرة التي شكّلت جزءًا من ذاكرة أجيال مختلفة من السوريين.
ومن أبرز الأعمال التلفزيونية التي كتبها، “عيلة خمس نجوم” و”أحلام أبو الهنا” بالاشتراك مع سلمى كركوتلي، بالإضافة إلى مسلسل “عائلتي وأنا” و”قلة ذوق وكترة غلبة”.
وكان آخر أعماله التلفزيونية مسلسل “أيام الولدنة” عام 2007، الذي حمل العديد من الرسائل المناهضة للنظام السوري والمنتقدة للصمت على الظلم في سوريا.
وفاز المسلسل بخمس جوائز في مهرجان “القاهرة للإعلام العربي” 2008، أبرزها ذهبية المسلسلات الكوميدية، وأفضل سيناريو.
كما كتب سهرتين تلفزيونيتين، الأولى بعنوان “سبعة طوابق” عام 1993، والثانية بعنوان “حياة على طريقة الكمبيوتر” عام 1999.
–