شهدت حادثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية، تضامنًا وتعاطفًا من قبل أندية رياضية ورياضيين على مختلف الأصعدة، على خلفية “الكارثة” التي أسفرت عن وفاة 2274 شخصًا و12400 إصابة شمال غربي سوريا.
تضامن عبّر عنه لاعبون ورابطة دوريات من خلال حملات تبرع ودعم، أو دقائق صمت، أو ارتداء شارة سوداء، أو إرفاق علمي البلدين تركيا وسوريا إلى جانب اسمي الناديين اللذين يلعبان.
وتجاوز الدعم عالم المستطيل الأخضر والجلد المدوّر إلى منصة التعليق بدخول الإعلامي السوداني والمعلّق الرياضي في قنوات “Bein Sport” سوار الذهب علي محمد إلى الشمال السوري موجهًا رسالة إلى العالم، وناقلًا صوت السوريين “المنكوبين” في كارثة الزلزال.
من أنقاض حارم
بعد مرور سبعة أيام على الزلزال، زار سوار الذهب إحدى المناطق المنكوبة شمالي سوريا، ووقف على الأنقاض في مدينة حارم بريف إدلب الشمالي، التي سجّلت 360 حالة وفاة و210 إصابات، وفق إحصائية “الدفاع المدني السوري”.
وعبر تسجيل مصوّر، حمل عنوان “ظلم أصيب بالظلم.. وفقر أصيب بالفقر”، نقل الإعلامي، في 13 من شباط الحالي، الواقع من منطقة دمّرها الزلزال، مصوّرًا “البؤس” الذي يعيشه الأهالي قائلًا، إن “كل بؤس الدنيا اجتمع فيها”، و”إن اللسان يعجز عن نقلها”، ووصف شدة المعاناة التي رآها.
وذكر المعلّق أن المأساة ليست في أكوام الركام التي تحولت إليها المنازل، وإنما في العائلات والأسر التي كانت تعيش داخلها، ولم تجد مكانًا سوى الجلوس على قممها، وأظهر التسجيل ركام الأبنية التي دمّرها الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من شباط الحالي.
وأظهر التسجيل أيضًا عائلات سورية تجمعت في مكان واحد بجوار خيمة كبيرة، وأوضح سوار الذهب أنها مأواهم الوحيد منذ اليوم الأول للزلزال، مضيفًا أن جميع أطفال ونساء المنطقة ينامون في الخيمة، أما الرجال فيقصدون المخيمات المجاورة التي فتح أهلها خيامهم للمنكوبين.
وأنهى سوار الذهب تسجيله بأن عددًا كبيرًا من العائلات السورية النازحة أصبحت بالعراء في ظل موجة برد شديدة بالمنطقة، وأن عددًا كبيرًا من الأطفال أصبحوا أيتامًا، وأن نساء أصبحن أرامل بعد أن أنهى الزلزال المدمر أرواح ذويهم.
مع سوريا وشعبها
ليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها سوار الذهب مناطق الشمال السوري، أو ينقل معاناتهم، أو يساندهم بالكلمة والصوت، إذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، في نيسان 2021، بحلقة تلفزيونية لبرنامج “عمران” التي يقدّمها سوار الذهب، إذ نقل واقع السوريين في الشمال السوري، وسلّط الضوء على وضع المخيمات والنازحين وصعوبة الأوضاع المعيشية للأهالي.
وخلال إعداده حلقة عن عمالة الأطفال ضمن ظروف صعبة في “حراقات النفط”، فاجأ شاب سوري يعمل داخل “الحراقات” مقدّم البرنامج سوار الذهب الذي سمع صوت الشاب من داخل إحدى “الحراقات”، ما لفت انتباهه وتأثر به لدرجة البكاء.
كما علّق سوار الذهب على مباراة للأطفال على ملعب ترابي في أحد مخيمات الشمال السوري.
وفي أيلول 2022، ذكر المعلّق الرياضي أنه يقف إلى جانب الشعب السوري “المظلوم”، ووجه رسالة عبر “تويتر“، تحدث فيها عن معاناة السوريين.
سوار الذهب علي محمد
37 عامًا.
إعلامي ومعلّق رياضي سوداني.
يعمل في قناة “Bein Sport” القطرية.
مُعد ومُقدم برنامج “عمران” الذي ينقل الواقع المعيشي للأهالي في الشمال السوري وبالأراضي الفلسطينية.
فاز بالنسخة الأولى من جائزة “أخلاقنا”، وهي مبادرة مصممة لتكريم الشباب الذين يتحلون بقيم أخلاقية استثنائية في سبيل تحقيق الخير للبشرية، مقدمة من مؤسسة “قطر”.