يجيب كتاب “الممر الضيق”، لكاتبيه دارون أسيموغلو وجايمس روبنسون، عن سؤال كيفية ازدهار الحرية في بعض الدول ووقوع دول أخرى تحت الاستبداد أو الفوضى، ويشرح كيف يمكن للحرية أن تستمر في الازدهار على الرغم من التهديدات الجديدة.
مؤلفا كتاب “لماذا تفشل الأمم” أسيموغلو وروبنسون يناقشان في هذا الكتاب كيف تمكنت دول من إنتاج “مجتمعات حرة” في ظروف نادرة فقط، وأن تلك الدول تمر بـ”ممر ضيق” للوصول إلى الحرية.
يوضح الكتاب أن تشجيع الحرية يتطلب أن تكون الدول قوية بما يكفي لتنفيذ قوانينها وتقديم الخدمات العامة للمواطنين، ولكن يجب تقييد السلطة ومحاسبتها من قبل مجتمع مدني منظم، لتشجيع الحرية وعبور “الممر الضيق”.
يسمي المؤلفان تلك الدول التي تسلك هذا الطريق بـ”الليفياثان المقيد”، وهي حكومات تكرس سلطتها لدعم سيادة القانون، وحماية الضعفاء من الأقوياء، وخلق ظروف لفرص اقتصادية واسعة النطاق.
“الليفياثان” هي تسمية الرمز الأسطوري للوحش الهائل الذي أطلقه السياسي الإنجليزي توماس هوبس في القرن الـ17 الميلادي على الدولة بمفهومها المعاصر.
ويعتبر هوبس أن الخطر الأساسي على الاجتماع البشري يكمن في الصراعات المفتوحة التي لا يمكن حسمها، وحفظ الأرواح والممتلكات، في غياب دولة مركزية قوية.
وبحسب فرضية أسيموغلو وروبنسون، بدأت دول أوروبا في العصور الوسطى بإيجاد التوازن الذي خلق ظروف الحرية والتقدم الاقتصادي، إذ ورثت الدول الأوروبية مؤسساتها مركزية من الإمبراطورية الرومانية وديناميكيات تشاركية من القبائل الجرمانية التي غزت روما.
ويناقش الكتاب في فصوله ظروف دول الصين والهند والولايات المتحدة والشرق الأوسط، ويشرح أزمات الديمقراطية الليبرالية في أماكن مثل جمهورية “فايمار” التي نشأت في ألمانيا بالفترة من 1919 إلى 1933 كنتيجة للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب، وفي الحركات الشعبوية الحديثة، التي تعزز فكرة أن الحرية مشروطة وغالبًا ما تكون سريعة الزوال.
وفي مراجعته للكتاب، قال الحائز على جائزة “نوبل” في الاقتصاد جورج أكيرلوف، إن “(الممر الضيق) يأخذنا في رحلة رائعة عبر القارات وعبر التاريخ البشري، لاكتشاف المكوّن الأساسي للحرية. في هذه الأوقات، لا يمكن أن يكون هناك بحث أو كتاب أكثر أهمية”.
قال الحائز على جائزة “بوليتسر” جاريد دياموند، في مراجعته لـ”الممر الضيق”، “إن إحدى أكبر المفارقات في التاريخ السياسي هو التوجه، على مدار العشرة آلاف عام الماضية، بعيدًا عن القبائل الصغيرة، ونحو التطور لدول مركزية قوية تسمح لمجتمعات من الملايين بالعمل. ولكن كيف يمكن لدولة قوية أن تتصالح مع الحرية لمواطنيها؟ يقدم هذا الكتاب إجابة عن هذه المعضلة الأساسية. ستجده ممتعًا ومحفزًا على التفكير”.
مؤلفا الكتاب
دارون أسيموغلو، هو أستاذ في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، حصل في عام 2005 على وسام “جون بيتس كلارك”، الذي يُمنح للاقتصاديين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، والذين قدموا أكبر مساهمة في الفكر والمعرفة الاقتصادية، وفي عام 2012 حصل على جائزة “إروين بلين نيمرز” في الاقتصاد عن أعمال ذات أهمية دائمة، وحصل عام 2016 على جائزة “BBVA Frontiers of Knowledge” في الاقتصاد والتمويل والإدارة.
جيمس روبنسون، وهو عالم اقتصاد وسياسة، دكتور في جامعة “شيكاغو”، ودرّس سابقًا في جامعتي “هارفارد” و”بيركلي” بكاليفورنيا.