عنب بلدي – خاص
دخلت قافلة مساعدات إغاثية مؤلفة من عشرات الشاحنات من مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شرقي سوريا إلى المناطق التي تعرّضت لأضرار في الأرواح والممتلكات شمال غربي سوريا، جرّاء الزلزال الذي ضربها في 6 من شباط الحالي.
القافلة هي الأولى من نوعها التي تدخل من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الجناح العسكري لـ”الإدارة” منذ تشكّلها، إلى مناطق سيطرة المعارضة، وكانت بمنزلة “فزعة” من أهل العشائر إلى “المنكوبين” في الشمال السوري، إثر الزلزال الذي أسفر عن 2274 حالة وفاة، و12400 مصاب، في حصيلة قابلة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
“فزعة عشائرية”
في 13 من شباط الحالي، وبعد مرور سبعة أيام على الزلزال، دخلت حوالي 120 سيارة وشاحنة محمّلة بالمساعدات عبر معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “قسد” و”الحكومة السورية المؤقتة” في ريف حلب.
عضو المجلس المحلي في مدينة جرابلس بريف حلب حسين الحمود قال لعنب بلدي، إن التنسيق لقافلة العشائر بدأ بعد حدوث الزلزال، على مستوى مجلس القبائل والعشائر في المنطقة الشرقية وفي الشمال، وعززها صلة القرابة بين القبائل.
وأضاف أن الشاحنات تشكّلت من تبرعات الأهالي على قدر استطاعتهم من اللباس والفرش والأغطية والمبالغ المالية والمواد الغذائية، وجرى شراء تجهيزات طبية وغيرها من المستلزمات.
وضمت الدفعة الأولى 83 شاحنة، جرى التنسيق مع المؤسسات والمجالس والجهات العسكرية في الشمال لاستقبالها، ورفض جانبا المعبر أن تدخل الشاحنات نفسها، ونُقلت إلى شاحنات أخرى، واستمرت عملية النقل ثلاثة أيام، ودخلت بعدها دفعة ثانية ضمت 22 شاحنة.
وذكر الحمود، وهو عضو في مجلس السلم الأهلي، أن السيارات رافقها عسكريون لتأمين وصولها إلى المتضررين في المناطق “المنكوبة” بريف حلب ومناطق إدلب، ودخل معها وفد من أبناء العشائر وعاملون في المجال الإغاثي والإنساني والطبي.
تأمين ومرافقة
القيادي في “الجيش الوطني السوري”، أحمد العبود، الذي رافق القافلة من بعد معبر “عون الدادات”، أوضح لعنب بلدي أن عناصر “الجيش الوطني” أمّنوا الطريق للقافلة ورافقوها إلى الأماكن المتضررة.
وأشار القيادي إلى أن المساعدات تشمل جميع السوريين المتضررين من الزلزال، سواء أكانوا عربًا أو كردًا أو غيرهم من أطياف المجتمع، وبلغ عدد السيارات بين الشاحنات الكبيرة والسيارات ما يقارب 120 آلية، أول دفعة نُقلت من سيارات إلى شاحنات كبيرة والدفعة الثانية بين 22 و25 شاحنة.
وقال القيادي المنحدر من بلدة الطيّانة في دير الزور، إن القافلة كسرت كل القيود، وأكدت تلاحم السوريين وأبناء العشائر، لافتًا إلى أن مجلس العشائر و”الجيش الوطني” وعديدًا من الجهات سهلت دخول القافلة.
وذكر العبود أن أبناء العشائر يجهزون مزيدًا من الشاحنات المحمّلة بالمساعدات لإرسالها إلى المناطق “المنكوبة” في الشمال السوري خلال الأيام المقبلة.
وأوضح مراسل عنب بلدي أن الشاحنات انقسمت إلى قسمين، الأول في بلدة جنديرس بريف حلب، والثاني في إدلب، وجرى تشكيل لجنتين في المنطقتين بالتعاون مع أبناء العشائر لتوزيع المساعدات على المتضررين.
ولقيت “فزعة العشائر” تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقارنات بينها وبين مساعدات الأمم المتحدة لمنكوبي الزلزال في الشمال السوري، التي تأخرت على مدار أربعة أيام من حدوث الزلزال بذريعة وجود عوائق لوجستية.
تشكّلت “قافلة العشائر” من دعوات شيوخ ووجهاء العشائر ومنظمات المجتمع المدني، وكانت عبر حملات حملت أسماء عدة هي:
حملة “فزعة الفرات” نظمتها منظمة “ماري”.
حملة “هنا سوريا” نظمها تحالف منظمات شمال شرقي سوريا.
حملتا “العشائر” و”أهل الفرات” نظمتهما عشائر دير الزور.
حملة “الفزعة الرقاوية” نظمتها المبادرات الخيرية الأهلية بالرقة.
حملات في الطبقة ومنبج وجميع النواحي والقرى بشمال شرقي سوريا.
اعتبارات سياسية
حملت القافلة اسم “فزعة العشائر”، متجاوزة الحدود التي رسمتها السيطرة العسكرية والسياسية، لتكون الأولى من نوعها التي تتجاوز الحدود والمعابر الداخلية بين مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” المدعومة من واشنطن، ومناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة” المدعومة من أنقرة.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على شمال شرقي سوريا، في حين تسيطر “المؤقتة” على ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين، وتسيطر حكومة “الإنقاذ” على مناطق إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي.
وسحبت “الإدارة الذاتية” قافلة المساعدات التي أرسلتها لمنكوبي الزلزال في شمال غربي سوريا، بعد تسعة أيام من انتظار موافقة دخولها، عبر معبر “أم الجلود” الواصل بينها وبين مناطق سيطرة “المؤقتة”.
وضمت القافلة المنسحبة 30 صهريجًا من المحروقات، و20 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية، للمتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
وتتهم “الإدارة الذاتية” تركيا بمسؤوليتها عن منع دخول القافلة للمناطق المنكوبة، فيما وصفته بـ”ربط هذا الموضوع بأمور ومواقف سياسية على حساب الضحايا والمتضررين”.
من جهتها، لم تعلّق “الحكومة المؤقتة” على عدم السماح بدخول مساعدات من “الإدارة الذاتية”، وتواصلت عنب بلدي سابقًا مع الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني السوري” الجناح العسكري لـ”المؤقتة”، ومع مدير إدارة معبر “عون الدادات” للحصول على توضيح حول إغلاق المعابر أمام المساعدات، لكنها لم تتلقَ أي رد.