إدلب غائبة عن كلمة الأسد المتأخرة حول الزلزال.. الحلول أيضًا
غابت محافظة إدلب عن كلمة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في معرض حديثه عن المناطق المتضررة جراء الزلزال في سوريا، رغم إعلانها قبل أيام ضمن المناطق المنكوبة.
وأشار الأسد في كلمته الأولى للمواطنين بعد عشرة أيام على الزلزل، إلى ما وصفها بالهبة الشعبية الهائلة لأفراد عائلة البيت السوري، لحماية وإنقاذ ومساعدة إخوتهم المكلومين في حلب واللاذقية وحماة، دون أن يأتي على ذكر إدلب.
وخلال الكلمة تطرق إلى التعامل مع تداعيات الزلزال، موضحًا أن المؤسسات الحكومية المعنية بدأت العمل على توفير المساكن المؤقتة، ريثما يتم تأمين المساكن الدائمة في مرحلة لاحقة، لم يحددها أو يؤطرها الأسد بجدول زمني واضح.
واستمر حديث الأسد لنحو 13 دقيقة، كشف خلالها عن دراسة تأسيس صندوق دعم المتضررين بهدف مساندتهم، بعد الانتهاء من إحصاء الأضرار ووضع المعايير لتحديد المشمولين وأسس الدعم.
التداعيات لسنوات
كلمة الأسد التي لم تقدّم رؤية حول حلول جذرية تضمنت تلميحًا باستمرار تداعيات الزلزال على المناطق المتضررة لسنوات.
كما دعا للبحث عن الحقيقة ونبذ الشائعات، وأشار إلى دور المساعدات التي قدمتها دول عربية وأخرى “صديقة” للتعامل مع آثار الزلزال، مبينًا أن سوريا لم تكن منطقة زلازل مدمرة على امتداد قرنين ونصف، فلا المنشآت والأبنية ولا المؤسسات والمعدات محضرة للكوارث الطبيعية بأنواعها، “مما جعل التحدي الأول من نوعه الأكبر من حجمه”، وفق تعبيره.
وعلى مدار الأيام الأربعة الأولى من الزلزال الذي حصل في 6 من شباط، غاب الأسد عن المشهد بعد وضعه “خطة التحرك الطارئة”، ليجري خامس أيام الزلزال زيارة إلى حلب، ثم اللاذقية، في اليوم التالي.
إدلب غائبة حاضرة
تجاهلت تصريحات مسؤولي النظام وتغطيات وسائل إعلامه محافظة إدلب عند الحديث عن المناطق المتضررة جراء الزلزال، رغم ارتفاع حصيلة الوفيات فيها لأكثر من ضعف الوفيات في مناطق سيطرته.
كما تجاهل بيان وزارة الخارجية، غداة يوم الزلزال، إدلب في معرض ذكره للمناطق المنكوبة، مكتفيًا بذكر حلب واللاذقية وحماة في البيان المطالب برفع العقوبات.
وفي خامس أيام الزلزال، 10 من شباط، تطرّق النظام لذكر إدلب، للمرة الأولى خلال الكارثة، حين شملها بإعلانه المناطق المنكوبة جراء الزلزال (حلب، وحماة، واللاذقية، وإدلب).
وتبع هذه الخطوة في اليوم التالي، إعلان حصيلة جماعية لأعداد ضحايا الزلزال، متضمنة شمال غربي سوريا لأول مرة، إذ عنونت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام حينها بـ “حصيلة ضحايا الزلزال في عموم سوريا تقترب من خمسة آلاف”، مشيرة في الوقت نفسه، إلى عودة مئات الجثامين من تركيا نحو شمال غربي سوريا.
وبلغت حصيلة الوفيات جراء الزلزال في مناطق سيطرة النظام 1414 حالة وفاة، بينما ارتفعت الحصيلة في مناطق شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها المعارضة إلى 2274 حالة وفاة.
ورغم تدفق المساعدات إلى مناطق سيطرته منذ اليوم الأول للزلزال، أسهم النظام السوري في عرقلة دخول المساعدات إلى شمال غربي سوريا، وتأخيرها طيلة الأيام الأربعة الأولى، وصولًا إلى ملامح صفقت بدت نتائجها واضحة في اليوم الخامس، عبر مجموعة قرارات متزامنة، دخلت بموجبها المساعدات، وأعفت واشنطن النظام من حزم عقوبات محددة بموجب قانون “قيصر” لستة أشهر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :