عادة تبنى السدود في الوديان، والتي غالبًا تكون في مناطق زلزال نشطة، بحسب مركز أبحاث الزلازل الأسترالي.
بسبب الضغط على الصفائح التكتونية، ترتفع بعض الصفائح وتنخفض بعضها، مُشكلة الوديان، وبالتالي، فإن العديد من السدود تبنى على خطوط زلازل نشطة.
الخزانات المائية أو البحيرات الاصطناعية التي أنشئت بواسطة السد يمكن أن تحدث الزلازل عند ملئها.
يحدث هذا بسبب التغيير في الضغط بسبب وزن الماء، أو بسبب زيادة ضغط مسام المياه الجوفية مما يقلل من قوة الأرض تحت الخزان، وحدوث الزلازل المُستحثة يتطلب كلا السببين معًا.
الزلازل المُستحثة هي عادة الزلازل والهزات التي يسببها النشاط البشري، الذي يغير الضغوط والإجهاد على قشرة الأرض، وتكون معظمها ذات قوة منخفضة.
وتوثق قاعدة بيانات الزلازل المُستحثة (HiQuake) جميع الحالات المبلغ عنها للزلازل سببها أنشطة بشرية، وتوثقها على أسس علمية.
الطاقة المنبعثة من الزلزال الناجم عن الخزان المائي هي طاقة ضغط تكتونية طبيعية، تم إطلاقها قبل أوانها بسبب الخزان.
ومن الأمثلة عن زلازل مستحثة سببها ملء سد: زلزال كوينا في الهند عام 1967 وكان بقوة 6.7، وزلزال شينفينغ جيان في الصين عام 1962 وكان بقوة 6.2 على مقياس ريختر.
ولا يمكن معرفة إذا كان ملء السد سيؤدي إلى زلازل، لأن أهم عاملين، كمية الضغط وقوة الأرض في أعماق الخزان، لا يمكن قياسهما بشكل مباشر.
وهو نفس السبب الذي يجعل التنبؤ بالزلازل العادية (غير المستحثة) بشكل دقيق صعبًا.
سد أتاتورك والزلازل المستحثة
في تركيا، زاد عدد السدود بشكل كبير خلال العقد الماضي، أهمها سد أتاتورك، أكبر سد في تركيا بسعة مائية تبلغ 48.7 مليار متر مكعب.
ووجدت دراسة، لمنظمة “Frontiers” للأبحاث العلمية، أجريت في عام 2021 أن معدل الزلازل في المنطقة المحيطة بسد أتاتورك، في ولايتي أورفا وأديامان، قد زاد بشكل كبير بعد ملء السد.
قبل زلازلي 6 من شباط الحالي، وقع زلزالان بقوة 5.5 و5.1 في بلدة سامسات بالقرب من سد أتاتورك في عامي 2017 و2018، ثم بدأت الهزات بالتراجع.
ولاحظت الدراسة انخفاضًا تدريجيًا في قوة الزلازل الناتجة عن تعبئة السد، مما يشير إلى أن معدل الضغط ركز على المنطقة التي وقع فيها الزلزالان في عامي 2017 و2018.
وأضافت الدراسة، أن عدد الزلازل المحلية ارتفع بشكل كبير بعد إنشاء السد وتعبئته الذي بدأ عام 1990.
لكن من غير المحتمل أن يكون سد أتاتورك هو سبب الزلازل المميتة التي حدثت، في 6 من شباط الحالي، إذ كان السبب الرئيسي بحدوث الزلال هو احتكاك الصفيحة العربية التي تتحرك شمالًا مع صفيحة الأناضول، بحسب ما قاله مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.
واحتكاك هذه الصفائح كان مسؤولًا عن زلازل مدمرة في المنطقة في الماضي، مثل زلزال حلب عام 1822، والذي كان بقوة 7.4.