يعاني القطاع الطبي في الشمال السوري نقصًا حادًا في عديد من الأدوية والاحتياجات اللازمة للتعامل مع أعداد الإصابات التي تفوق قدرة المنطقة على الاستيعاب، ولا سيما معدات غسل الكلى، التي تعد حاجة ملحة للناجين من تحت الأنقاض.
ويتعرض معظم الناجين من تحت الأنقاض لمرض “أذية الهرس”، وهي حالة مرضية خطيرة جدًا، نتيجة تعرض أطرافهم وأجزاء من جسمهم للضغط، وفي حال لم يتم تدبير حالتهم الصحية بشكل مناسب تنتهي بهم الحالة بقصور كلوي، قد يودي بالحياة، ويستلزم الخضوع لجلسات عاجلة لغسل الكلى.
ما “متلازمة الهرس”؟
“متلازمة الهرس”، أو “أذية الهرس”، هي حالة مرضية تنتج عن صدمة جسدية ناتجة عن الضغط المطول على الجذع أو الأطراف أو أجزاء أخرى من الجسم.
ويمكن أن تكون الإصابة الناتجة عن الأنسجة الرخوة والعضلات والأعصاب ناتجة عن التأثير المباشر الأولي للصدمة أو نقص التروية المرتبط بالضغط، بالإضافة إلى الإصابة المباشرة المحتملة للعضلات أو الأعضاء.
وبعد إطلاق قوة الضغط، تؤدي إصابة السحق الشديد إلى تورم في المناطق المصابة، مع احتمال حدوث نخر عضلي واختلال وظيفي في الجهاز العصبي.
يمكن أن تسبب “متلازمة الهرس” فشلًا كلويًا، لذا يضطر المتعرضون لها لإجراء غسل كلى، بهدف عدم تطور حالتهم الصحية، وزيادة الأعراض التي قد تودي بالحياة.
نقص حاد في المعدات
مدير المكتب الإعلامي لمديرية صحة إدلب، عماد زهران، قال لعنب بلدي، إن الأعداد الكبيرة للإصابات جراء الزلزال، أدت إلى وجود نقص حاد بمعدات جلسات غسل الكلى، إذ يحتاج الكثير من المصابين لإجراء هذه الجلسات نتيجة إصابتهم بـ”متلازمة الهرس”.
ولم تدخل حتى الآن أي مساعدات طبية تحتوي على مستلزمات جلسات غسل الكلى بالتحديد، بحسب علوش، فيما اقتصرت المساعدات الطبية التي وصلت في إطار المساعدات الطبية الإغاثية والدولية على كميات قليلة جدًا فقط.
ويوجد نحو 50 مستشفى عامًا تابعًا لمديرية صحة إدلب في شمال غربي سوريا، تعمل بكامل طاقتها حتى الآن، وسط أعداد مصابين أكثر بكثير من طاقتها الاستيعابية، بحسب علوش.
وأكد مدير صحة عفرين، الطبيب أحمد حاج حسن، وجود نقص كبير في معدات غسل الكلى أيضًا.
ولتدارك النقص الحاصل في القطاع الصحي، بعد عشرة أيام على الزلزال، قال حاج حسن لعنب بلدي، إن المنطقة تحتاج إلى مستشفى جراحي متكامل مجهز بأفضل الأجهزة الطبية الحديثة، بالإضافة إلى مستشفى تخصصي للأطفال، وقسم خاص بغسل الكلى مجهز ومدعوم بالمستهلكات.
كما تحتاج المنطقة إلى الأدوية المتنوعة والمستهلكات الطبية الكثيرة، أبرزها معدات الجراحة العظمية، وجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي.
ويعد غسل الكلى هو الخيار العلاجي البديل لمرض الفشل الكلوي، ويهدف إلى إزالة الفضلات والمواد السامة من الجسم، وتعويض فقدان عمل الكلى.
–