أعلنت الأمم المتحدة عن إمكانية إيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر معبرين حدوديين إضافيين مع تركيا، بعد إبلاغها موافقة النظام السوري على فتح هذين المعبرين لمدة ثلاثة أشهر.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بحسب بيان صادر مساء الاثنين 13 من شباط، بقرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فتح معبري “باب السلامة” و”الراعي” مع تركيا لفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر، “للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب”.
ولا يسيطر النظام السوري على هذين المعبرين، ويقعان تحت سيطرة المعارضة السورية، التي تدير أغلب المعابر على الحدود السورية- التركية.
وقال غوتيريش، “سيسمح فتح هذين المعبرين إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتسريع الموافقة على التأشيرات، وتسهيل السفر بين المراكز، بدخول المزيد من المساعدات بشكل أسرع”.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد بعد ظهر الاثنين بتوقيت نيويورك، جلسة خاصة لمناقشة تسريع تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة في شمال غربي سوريا.
وصرح مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، خلال الجلسة بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن “سوريا عبرت مرارًا عن التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية لمواطنيها أينما وجدوا على أراضيها، وهي تؤكد مجددًا أن شمال غربها جزء من أراضيها”.
وأضاف أن حكومته تدعم إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر جميع المعابر الممكنة من الحدود ومن داخل سوريا لمدة ثلاثة أشهر.
وخلال زيارة ميدانية لتقييم أضرار الزلزال في سوريا وتركيا، بدأ، الاثنين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، زيارته لمدينة حلب، ثم توجه بعدها بساعات إلى دمشق حيث التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووزير خارجيته، فيصل المقداد.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي، الاثنين، قبل جلسة مجلس الأمن المغلقة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمم المتحدة أجرت مناقشات “إيجابية للغاية” مع حكومة النظام، التي قدمت بعض الضمانات، وتنتظر الأمم المتحدة “جميع الأطراف لإعطاء الضوء الأخضر”، مضيفًا أنه لا توجد قوافل عبر الخطوط يمكن الإعلان عنها حتى الآن.
وبالنسبة لمعبر “باب الهوى”، أشار المتحدث إلى أن برنامج الأغذية العالمي تمكن من إدخال ست شاحنات إضافية مؤخرًا، ليرتفع إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت للشمال الغربي إلى 58 شاحنة، موضحًا أن منظمات الإغاثة الأخرى غير المرتبطة بالأمم المتحدة تستخدم معابر أخرى.
ما ردود الفعل الدولية؟
عقب جلسة مجلس الأمن المغلقة، صدرت تصريحات من مندوبي الدول المشاركين في الأمم المتحدة، تعليقًا على الاتفاقية، وقال الصباغ للصحفيين، إن طرح قرار ضمن مجلس الأمن ليس مطلوبًا، لأنه كان هناك “اتفاق بين سوريا والأمم المتحدة”.
بدوره، صرح نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر المعبرين اللذين فتحتهما دمشق، لا يتطلب قرارًا من مجلس الأمن، لأنه قرار “سيادي سوري بحت”.
وأضاف أن مجلس الأمن الذي فوّض وصول مساعدات الأمم المتحدة عبر معبر “باب الهوى” يعد “انتهاكًا لوحدة أراضي سوريا وسيادتها”، مشيرًا إلى أن أي ضغط للتوصل إلى حل من شأنه أن “يسيّس القضية ولن يساعد السوريين”.
من جانبه، حذّر المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، أنه إذا لم يجرِ تنفيذ الاتفاق مع النظام بطريقة شفافة ومستدامة دون عقبات، فيجب على مجلس الأمن النظر في اعتماد قرار يسمح بالوصول تحت الفصل السابع.
وفي رده على الصحفيين خلال الإحاطة اليومية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن “موافقة النظام السوري على فتح معبرين جديدين أمر جيد إذا كان الأسد جادًا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
وخلال الأسبوع الأول للكارثة، عانى شمال غربي سوريا تباطؤًا في الاستجابة الدولية لإغاثة المتضررين، ما تسبب بتفاقم الأزمة، حيث سجلت فرق الدفاع المدني وفاة 2274 شخصًا، وأكثر من 12400 إصابة، في حصيلة غير نهائية، فضلًا عن تشريد أكثر من خمسة ملايين سوري بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
–