ألغت الأمم المتحدة التنسيق لإدخال قافلة مساعدات “عبر الخطوط” من مناطق سيطرة النظام السوري إلى شمال غربي سوريا، حيث تسيطر المعارضة.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الأحد 12 من شباط، عن متحدث باسم الأمم المتحدة، أن وصول شحنات المساعدات من مناطق سيطرة النظام السوري إلى مناطق سيطرة المعارضة “عبر الخطوط” تعطلت بسبب مشكلات الموافقة الأمنية مع “هيئة تحرير الشام” المسيطرة في إدلب.
ويأتي ذلك بعد إعلان النظام عبر “الهلال الأحمر السوري”، في 7 من شباط الحالي، الاستعداد لإيصال المساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق سوريا، بما فيها غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، وفق تصريحات مدير “الهلال الأحمر”، خالد حبوباتي، خلال مؤتمر صحفي حينها.
ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام اليوم، الأحد، أن مكتب الأمم المتحدة بدمشق ألغى بشكل كامل إدخال المساعدات المقدمة من “الهلال الأحمر السوري” إلى إدلب عبر معبر “سراقب”.
وكان القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، حذّر خلال مؤتمر صحفي، السبت، من السماح للنظام بتعويم نفسه على حساب السوريين ومصابهم، إذ إنه يعتبر أكبر شريك في قتلهم ونزوحهم، وفق قوله.
مدير البرنامج السوري في مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية، والدكتور في الاقتصاد، كرم شعار، أوضح عبر “فيس بوك” أن النظام السوري استخدم خلال سنوات المساعدات “العابرة للخطوط” كأداة ابتزاز ناجحة، وهو ما لا يجب قبوله مجددًا، طالما أن خيار المساعدات “عبر الحدود” قائم وفعال حاليًا.
كما يأتي ذلك بالتزامن مع وقفة احتجاجية نظمها ناشطون في مدينة سلقين التابعة لمحافظة إدلب، أعربوا خلالها، وفق ما نقله مراسل عنب بلدي، عن رفضهم تسييس المساعدات، داعين لمحاسبة النظام، لا رفع العقوبات عنه، ردًا على الإعفاءات الأمريكية الأخيرة لستة أشهر جراء الزلزال.
إدلب.. فجأة
على مدار الأيام الأربعة الأولى للزلزال، تجاهل النظام مأساة الزلزال في الشمال السوري، وغابت إدلب عن أخبار ضحايا الزلزال في الإعلام الرسمي و”المقرّب”، وتصريحات المسؤولين.
كما أن بيان وزارة الخارجية غداة يوم الزلزال لم يذكر إدلب ضمن المناطق المتضررة التي أشار إليها البيان.
ويعد إعلان النظام المناطق المنكوبة، في 10 من شباط الحالي، الذي شمل محافظة إدلب إلى جانب اللاذقية وحماة وحلب، أول تناول رسمي لمجريات الكارثة شمال غربي سوريا.
وفي السياق نفسه، أعلنت صحيفة “الوطن“، السبت 11 من شباط، لأول مرة حصيلة جماعية للوفيات في سوريا، متضمنة مناطق شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، كما يتواصل منذ أول أيام الزلزال توافد مساعدات الإغاثة والإنقاذ إلى مناطق سيطرة النظام من قبل الدول التي تقيم علاقات سياسية مع الأسد.
وفي الوقت نفسه، ورغم مطالبة “الدفاع المدني السوري” شمال غربي سوريا بالمعدات والآليات التي تتيح تعجيل إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وفي ظل إعلان الشمال منطقة منكوبة، فإن المساعدات الأممية لأضرار الزلزال لم تدخل للشمال حتى خامس أيام الزلزال، مقتصرة على مواد غذائية وإغاثية تأخذ منحًا ترميميًا بعد الكارثة لا لتلافي تفاقمها.
–