اعترف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارت غريفيث، بخذلان الأمم المتحدة للسوريين، شمال غربي سوريا.
وقال غريفيث اليوم، الأحد 12 من شباط، “لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غربي سوريا”.
وأضاف، “إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم”، موضحًا أنه يبحث عن المساعدات الدولية التي لم تصل.
At the #Türkiye–#Syria border today.
We have so far failed the people in north-west Syria.
They rightly feel abandoned. Looking for international help that hasn’t arrived.
My duty and our obligation is to correct this failure as fast as we can.
That’s my focus now.— Martin Griffiths (@UNReliefChief) February 12, 2023
وبيّن المسؤول الأممي أن واجبه والتزامه هو تصحيح هذا الفشل بأسرع ما يمكن “هذا هو تركيزي الآن”، وفق تعبيره.
ويأتي التصريح الأممي بعد تحميل مدير منظمة “الدفاع المدني السوري” رائد الصالح، الأمم المتحدة المسؤولية عن تأخر وصول المساعدات إلى الشمال.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في 10 من شباط، أكد الصالح مطالبته المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بفتح تحقيق للوقوف على أسباب تقصير الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى الشمال السوري.
كما قال الصالح إن فرق البحث والإنقاذ كانت تسابق الزمن لإنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض، مؤكدًا أن نقص المعدات الفعالة كان سببًا كبيرًا في العجز عن إنقاذ الكثيرين.
وفي السياق نفسه، أعلن “الدفاع المدني السوري” الانتقال من مرحلة البحث والإنقاذ إلى البحث وانتشال الجثث، دون تسجل فرق الإنقاذ، أي حالة نجاة من تحت الأنقاض منذ صباح الخميس الماضي.
لا حياة لمن تنادي
ومنذ اليوم الأول للزلزال، أعلن “الدفاع المدني” شمال غربي سوريا منطقة منكوبة، ووجه نداءات استغاثة لمختلف الجهات، لكن المساعدات الأممية بدأت دخولها يوم الجمعة الماضي، بعد التذرع لأيام بعوائق لوجستية.
ورغم المطالبة بمعدات وآليات ثقيلة للإسهام في رفع الأنقاض وإنقاذ الأرواح، لكن المساعدات القادمة تأخذ منحًا إغاثيًا لما بعد الكارثة، بتركيزها على المواد الطبية والغذائية والخيام وغيرها.
من جهتها، بررت الأمم المتحدة تأخر الاستجابة لأيام بعوائق لوجستية كتضرر الطريق إلى “باب الهوى”، وعدم القدرة على استخدام معابر أخرى دون تفويض من مجلس الأمن.
لا ضرورة للتفويض
وفق رسالة مجموعة من كبار المحامين الدوليين وخبراء القانون وقضاة سابقين في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، أصدروها في 10 من شباط، فإن استمرار مرور المساعدات عبر الحدود إلى سوريا قانوني دون تفويض من مجلس الأمن.
ويعد انتظار تفويض مجلس الأمن في الحالة السورية “غير قانوني”، إذ أكدت محكمة العدل الدولية، الجهاز القانوني الرئيسي للأمم المتحدة، بشكل رسمي أنه “لا يمكن أن يكون هناك شك بأن المساعدة الإنسانية للمحتاجين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو أهدافهم، تدخلاً غير قانوني”.
كما تواصل الأمم المتحدة لليوم السابع على الكارثة، إطلاق تصريحات على لسان مسؤوليها في هذا السياق.
ودعت نائبة المندوب الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، اليوم الأحد، سابع أيام الزلزال، لاستخدام الساعات القليلة المتبقية لإنقاذ الناس “لتكون أفضل ساعات في إنسانيتنا” وفق تعبيرها.
وأضافت رشدي عبر “تويتر”، “أناشد الجميع إرسال فرق البحث والإنقاذ والمعدات المناسبة إلى جميع المناطق المتضررة في سوريا لإنقاذ أرواح من لا يزال على قيد الحياة تحت الأنقاض (..) إنه أمر عاجل للغاية”.
أناشد الجميع إرسال فرق البحث والإنقاذ والمعدات المناسبة إلى جميع المناطق المتضررة في سوريا لإنقاذ أرواح من لا يزال على قيد الحياة تحت الأنقاض. يجب أن نساعد العاملين بالخطوط الأمامية الذين يعملون على مدار الساعة. انه امر عاجل للغاية ‼
— Najat Rochdi (@rochdi_najat) February 12, 2023
إلى جانب ذلك، ارتفع عدد الوفيات في شمال غربي سوريا جراء الزلزال، إلى 2167 حالة وفاة، وأكثر من 2950 حالة إصابة في حصيلة غير نهائية.
كما وصلت الوفيات في مناطق سيطرة النظام، جراء الزلزال إلى 1408 وفيات، و2341 حالة إصابة، وفق إحصائيات وزارة الصحة في حكومته.
وضرب زلزال مدمر فجر الاثنين الماضي، ولاية كهرمان مرعش، جنوبي تركيا، مؤثرًا على عشر ولايات تركية، وأربع محافظات سورية، وبلغت شدّته 7.7 درجات، تبعه في ظهيرة اليوم نفسه زلزال آخر بشدّة 7.6 درجات.