“معايير نظرية” تعتبر سد ميدانكي “آمنًا” بعد الزلزال

  • 2023/02/12
  • 10:46 ص

بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي سوريا - 15كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/أمير خربطلي)

عنب بلدي- عفرين

تعرض جسر سد “ميدانكي”، في منطقة عفرين في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سوريا، لتصدعات طولية وعرضية ضخمة، مُنع إثرها العبور في المنطقة وإغلاقها بالكامل، جراء الزلازل المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وتأثرت به مناطق من سوريا، فجر 6 من شباط الحالي.

وبينما طمأن مهندسون من المنطقة بسلامة السد، وجّهت انتقادات لهذه الإعلانات بأنها مبنية على معايير نظرية ولم ترقَ لفحص دقيق معتمد على آليات هندسية متخصصة.

“إهمال صيانة”

تصمم المنشآت بشكل عام وفقًا لأهميتها وخطورتها لدى حدوث الزلازل، وذلك وفق شروط فنية، فكلما كبر المبنى (زادت طوابقه) كلما ازدات شروط بنائه، وذلك بالاعتماد على عدد ساكنيه المتوقعين.

بينما يعتبر السد، من أكثر المنشآت خطورة بعد المنشآت النووية فيما يخص قضية الزلازل، والتي يجب أن تصمم بناء على عوامل أمان ضخمة جدًا، لتقاوم الزلازل في أشد درجاته حتى درجة 9 ريختر، بحسب ما قال المهندس السوري الحاصل على ماجستير في الهندسة الزلزالية، عدنان المبيض، لعنب بلدي.

وحول أسباب تصدع الجسر، يعتقد المبيض، أنه خلال العقد الماضي، عانى السد من عمليات إهمال للصيانة، لكل ما يلزم من أجل المحافظة عليه، ما أدى إلى انخفاض عمره الافتراضي وعامل الأمان لديه.

كما نتجت الشروخ الطولية والعرضية في جسم السد، عن عدم وجود مراقبة فنية دائمة لهذا السد لمدة طويلة.

معايير “نظرية” قيّمت الأضرار

بعد تأثر جسم السد نتيجة الزلزال بيوم واحد، قالت “نقابة المهندسين السوريين الأحرار- فرع حلب”، إن وفدًا من المهندسين الاستشاريين وأصحاب الخبرة زار منطقة ميدانكي بريف حلب، لتقييم أضرار الزلزال على سد ميدانكي.

مدير المكتب الهندسي في مدينة عفرين، المهندس جاسم السفيرة، قال لعنب بلدي، إن زيارة الوفد، الذي تضمن أيضًا مهندسين كانوا مشرفين على “السد” قبل الزلزال، خلصت إلى نتيجة مفادها أن “السد آمن”.

وسيصدر عن الخبراء، الذين أجروا الزيارة، تقرير موسع حول حالة السد، يتضمن تقييم الحالة وتوصيات للحلول المقترحة لمعالجة الأضرار.

المهندس أحمد وردة، وهو من بين وفد المهندسين وأحد الأشخاص المشرفين على عمل السد قبل الزلزال، قال لعنب بلدي، إنه لتقييم الأضرار اطّلع الوفد أولًا على النفق المار بمحور السد، ففي حالة زلزال كهذا يدل تحرّك محور السد على أضرار تتمثل بوجود تسرب، وهو ما لم يلاحظ.

وأضاف المهندس وردة أنه جرى الكشف أيضًا عن البئر في بوابات السحب على عمق أسفل بحيرة ميدانكي، ولم يتم تسجيل أي تغير عن الوضع السابق.

وحول المعايير التي تم الاعتماد عليها لتقييم حجم و طبيعة الأضرار خلال الزيارة، أوضح المهندس، أنها كانت معايير “نظرية” بواسطة خبراء هندسيين، دون فحص دقيق بواسطة أجهزة متخصصة بسبب عدم توفرها، لافتًا إلى أن التقييم بواسطة هذه الأجهزة كان سيعطي بالتأكيد دقة أكبر في التقييم.

وتمثلت الأضرار بحسب المهندس، بتصدعات في الطريق المار بأعلى السد، وهو مشكلة عادية، لكونه طريقًا إسفلتيًا يمكن معالجته ببساطة، مشيرًا إلى أن هذا الطريق تعرض سابقًا لتشققات تمت معالجتها.

ونفى المهندس، وجود أي خطورة في السد، أو أن يكون “قابلًا للانهيار” مثلما تداول ناشطون، لأنه مصمم بالأساس لتحمل هذه الدرجة الزلزالية التي ضربت المنطقة.

الكشف يحتاج أجهزة خاصة

المهندس السوري الحاصل على ماجستير في الهندسة الزلزالية، عدنان المبيض، اعتبر أن الكشف عن السد يعد “سطحيًا”، ما لم يجرِ استخدام أي أجهزة رصد أو سونار لجسم السد والنواة.

ويحتاج تقييم الأضرار هنا إلى تجهيزات خاصة بالكشف عن السدود الضخمة، وأجهزة استشعار، بحسب المهندس، مضيفًا أن مثل هكذا نتائج لا يمكن اعتمادها بسرعة، كما يحتاج الأمر إلى مخططات وتحريات خاصة ودراسة معمقة.

وسد “ميدانكي” يعرف أيضًا باسم سد “عفرين” أو سد “17 نيسان”، يقع على بعد 70 كيلومترًا من مدينة حلب و12 كيلومترًا من بلدة عفرين، بالقرب من قرية ميدانكي التي تطل على نهر عفرين، وتبلغ مساحة مستجمعات المياه 527 مترًا مربعًا، ويتراوح هطول الأمطار سنويًا بين 330 و700 ملليمتر.

وينبع نهر عفرين من جنوب جبال كارتال في تركيا، ويعبر إلى سوريا حيث يمر عبر مدينة عفرين، ثم يعود إلى لواء اسكندرون.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية