يشهد معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا بريف إدلب الشمالي، تجمعات لعشرات الأشخاص يوميًا، منتظرين جثامين ذويهم الذين ماتوا متأثرين بزلزال ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات في سوريا.
جثامين لضحايا تجاوز عددها المئات محملة بسيارات دفن الموتى، يستقبلها المعبر يوميًا، قادمة من عشر ولايات تركية تضررت إثر الزلزال الذي حدث في 6 من شباط الحالي، ومركزه مدينة كهرمان مرعش.
ووصل عدد الجثامين التي دخلت إلى الشمال السوري عبر معبر “باب الهوى” إلى 1025 شخصًا، وفق أحدث إحصائية أعلنت عنها إدارة المعبر اليوم، السبت 11 من شباط الحالي.
مدير المكتب الإعلامي للمعبر، مازن علوش، قال لعنب بلدي، إن سيارات دفن الموتى التابعة لوزارة الصحة التركية، أوصلت جثامين العديد من السوريين الذين قتلوا جراء الزلزال إلى المعبر، بهدف تسليمهم لذويهم المقيمين في الشمال السوري.
ويُخطر ذوو المتوفيين من قبل أقربائهم في تركيا، بإرسال الجثامين إلى الشمال السوري، وينتظر ذوو المتوفيين عند المعبر من الجانب السوري لتسلمهم، وفق علوش.
ولا يعلم المعبر اسم الشخص (الضحية) حتى توصل الجنازة، ويكون الجثمان مرفقًا باسم صاحبه، ويعمل موظفو المعبر على توثيق الاسم.
ودخل عبر معبر “باب السلامة“، 181 جثمانًا منذ وقوع الزلزال حتى اليوم، ويربط المعبر ريف حلب بتركيا من جهة ولايتي كلّس وغازي عينتاب، ويبعد خمسة كيلومترات عن مدينة اعزاز.
ودخل عبر معبر “الراعي”، 22 جثمانًا منذ وقوع الزلزال حتى اليوم، ويربط المعبر ريف حلب بتركيا من جهة ولاية كلّس.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئًا، ويقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي الذي حصل فيها الزلزال، وطالت الأضرار كلًا من ولاية أضنة، وأديمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهاتاي، وكهرمان مرعش، وكلّس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفا.
البحث مستمر
تضج مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضم سوريين في تركيا، وحتى خارجها، بصور لأشخاص وعائلات مرفقة بمنشورات استغاثة لمن يعرف عنهم معلومات أو شاهدهم في المناطق التي تعرّضت للزلزال.
ولجأ الكثير إلى مجموعات “واتساب” و”فيس بوك” مخصصة للبحث عن المفقودين إثر الزلزال، كما أنشأ عدد من الشباب السوريين مجموعات لمساعدة الأهالي في العثور على المفقودين، وطلب المساعدة لإخراج العائلات من تحت الأنقاض.
وتهدف المجموعات إلى مساعدة أهالي المفقودين في العثور على الأشخاص الذين قطع التواصل معهم، عبر جمع البيانات ومشاركتها مع فرق البحث والإغاثة العاملة على الأرض، ولكل ولاية مجموعات خاصة بها، منها تحمل اسم “تواصل أورفا مفقودين”، و”تواصل عنتاب مفقودين”، و”فقط مفقودي أنطاكيا”، وغيرها من المجموعات، بالإضافة إلى مجموعات تخص المساعدات الإنسانية المقدمة في الزلزال ومفقودي الزلزال عامة.
وارتفعت حصيلة الوفيات إثر الزلازل في تركيا إلى 22327 حالة وفاة، والمصابين إلى 80278 مصابًا.
وبلغت إحصائية الضحايا التي استجاب لها “الدفاع المدني السوري” أكثر من 2167 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصابًا في جميع المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا.
وبحسب أحدث إحصائية لأضرار الزلزال في مناطق سيطرة النظام، بلغ عدد الوفيات 1387 حالة وفاة 2326 إصابة، وفق ما نشره المكتب الإعلامي لوزارة الصحة، أمس الجمعة.