يدور الفيلم الوثائقي “الخوذ البيضاء” حول الدفاع المدني السوري، وهي منظمة تطوعية غير ربحية مكرسة لإنقاذ حياة السوريين الذين تعرضوا لهجمات من الضربات الجوية والقنابل والكوارث.
وتدور معظم أحداث الفيلم الوثائقي في حلب، حيث يستجيب متطوعو الدفاع المدني بسرعة محاولين إنقاذ كل من يستطيعون من المباني المنهارة والأنقاض وتقديم الرعاية الطبية الفورية.
وجرت مقابلة العديد من متطوعي “الخوذ البيضاء” في الفترات الفاصلة بين بعض لقطات محاولاتهم إنقاذ ناس عالقين تحت الأنقاض أو مصابين.
يسلط الفيلم، وهو من إنتاج شركة “Netflix” الضوء على الأشخاص الذين يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ الآخرين في بيئة مزقتها الحرب. العديد من عمال الإنقاذ الذين قابلهم فريق العمل لديهم شعور بالأمل على الرغم من الوضع الذي يعيشون فيه، يبتسمون أحيانًا ويقول أحد متطوعي “الخوذ البيضاء”، “من دون أمل، ما فائدة الحياة؟”، ويوضح أنه من المهم التمسك بهذا الأمل في سوريا المنكوبة، فواقع المتطوعين قاتم، لكنهم ما زالوا يعتقدون أن العدالة سوف تسود.
متطوعو “الخوذ البيضاء” قادرون على التمييز بين طائرة حربية وطائرة عادية فقط من صوتها، ويمكن لأحد أبناء متطوع يبلغ من العمر عامين فقط معرفة أن الطائرة هي طائرة حربية قبل أن تضرب قنابلها، إذ أصبح القصف جزءًا من روتين حياتهم، لدرجة أنه عندما يذهب المتطوعين إلى جنوبي تركيا لتدريبهم، يصُدموا بمدى الهدوء وقلة التدمير.
يظهر الخطر في عمل “الخوذ البيضاء” عندما يعلم أحد المتطوعين، أثناء وجوده في تركيا في معسكر التدريب، أن شقيقه قد قتل في أثناء قصف أحد المستشفيات. في خضم مأساته، يواصل المتطوع تدريبه لإيمانه بشعار “الخوذ البيضاء” المأخوذ من القرآن “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
إنتاج الوثائقي احترافي للغاية، ففي أثناء مشاهد المقابلة أو لحظات الهدوء، يكون التصوير سينمائيًا عالي الجودة مع صور واضحة ونقية، ويتحول نمط الكاميرا إلى كاميرات ذات درجة أقل، وكاميرات GoPro وكاميرات الهواتف النقالة في مشاهد الإنقاذ والقصف. كان هذا بدافع الضرورة وأضاف إلى واقعية الفيلم وإظهار البيئة التي يعمل فيها متطوعو “الخوذ البيضاء”، إذ يمكن للمشاهد أن يرى ويسمع وحتى يشعر بالفظائع التي تحدث.
وحتى في حالة عدم وجود أي هجمات أو قصف، توجد مبان متهدمة وشوارع متداعية ونقص حاد في أعمال البناء، وكان لهذا صفة مجازية تظهر آثار الدمار التي تلاحق الأبرياء حتى في أوقات الهدوء.
“الخوذ البيضاء” هو فيلم وثائقي قصير من إنتاج “Netflix”، ويُظهر الوثائقي حقائق الحرب مع التركيز أيضًا على القصص الإيجابية للدفاع المدني لإنقاذ حياة المدنيين في حلب وخارجها.
وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والثمانين عام 2017.